هنا

[علي جاسم الكعبي]

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الامور مطلوبه بنحو العموم فلو اتى السالك بجميعها الا واحدآ فهو يعد عصيانآ عند اهل الطريقه .
ولا اقل فان مسيرته السلوكيه سوف تتلكأ ويواجه بعض الصعوبات .
وهذه الامور بعضها يرجع لبعض وانما قسمت للتوضيح .
1 - ترك العادات والرسوم والمجاملات :
اي لابد ان يتصف طالب الطريق بدرجه من الاعتدال ويعيش مع الناس باعتدال
( ولا تجعل يدك مغلوله الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومآ محسورا ) .
فيؤدي حق كل شيء من دون ان يؤثر عليه شيء . والمهم ان يؤدي حق دينه .
وفي هذا المجال ينقل انه في زمن الدوله الايوبيه في مصر , شيخ قد خرج من درسه مع طلبته فرأى موكبآ مهيبآ فسال عنه .
فقيل له : هذا موكب الملك وهو مسافر للحج .
فدنى من الملك وقال له : تذهب للحج وبلادك غارقه بالفساد ؟ أقض على الفساد في بلادك ومن بعدها أذهب للحج ,
فاخذ الملك يعتذر من هذا الشيخ بانه جديد العهد بالحكم وانه ورث الحكم عن اخيه قريبآ ولا يعلم بذلك .
المهم ان طلبة الشيخ لم يحضروا الدرس لمدة شهر خوفآ من اعتقال السلطه لهم . وبعد ان أمنوا الطلب ذهبوا للشيخ وقالوا له : كيف تكلمت مع الملك بهذا الكلام ؟ الم تخف على نفسك منه ؟
فاجاب عند تلك اللحظه استحضرت هيبة الله وعندها صارت هيبة السلطان كالقط وانا لا اخاف القط
هكذا ينبغي ان نكون .. فلا نجامل فان نصف الدين يذهب بسبب المجاملات .
2 - العزم :
وهو بمعنى التوكل ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) , ( وعلى الله فليتوكل المتوكلون ) , ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) .
قد توجد لدى البعض عادات سيئه وهي تختلف باختلاف مستوى السالك وهذه العادات مثل : التدخين , الشاي , النوم الزائد ,
فينبغي لطالب هذا الطريق العزم على ترك هذه الامور .
واذا كن لا يستطيع ان يترك التدخين - مثلآ - كيف يريد ان يصل الى الله ؟
فالعزم قضيه مهمه وكلما فشل الانسان عليه ان يجدد عزمه .
وروح العزم هو التوكل .
وذلك بان لا يجعل لنفسه اي قدره . فيسلب اي اعتداد بنفسه ويجعل كل شيء منوطآ بالله تعالى ( لا حول ولا قوه الا بالله ) وهذا يسمى بالتوحيد الافعالي ,
وينبغي للسالك ان يعلم ان العزم لا ياتي بالاراده فقط بل مع الدعاء ( رب اني لما انزلت الى من خير فقير ) والدعاء مهم ونافع في كل شيء .
والحمد لله رب العالمين