عندما نتحدث عن الكوارث البحرية التي غرقت فيها سفن ضخمة، قد يتبادر لذهنك كارثة التايتانيك والتي أزهقت 1500 روح تقريبًا، ولكن ماذا لو قلنا لك بأن سفينة فيلهلم غوستلوف التي غرقت يضًا تسببت بأكثر من ذلك بكثير من حالات الوفيات؟!
“فيلهلم غوستلوف” أعظم كوارث السفن في التاريخ. فاقت مأساة تايتانيك
فيلهلم غوستلوف هي سفينة بحرية ألمانية تم إطلاقها في شهر مايو من عام 1937م، وكانت تعود لجبهة العمل الألمانية في عهد هتلر. وقد تمت تسمية هذه السفينة التي تزن 25 ألف طن تيمنًا بقائد الحزب النازي السويسري.
الهدف من تصنيع السفينة، وتحولها بعد ذلك
عند تصنيع السفينة لأول مرة وإطلاقها في عام 1937م، كان الهدف منها أن تكون سفينة للاسترخاء وقضاء الرحلات خاصة للموظفين والعمال لدى حزب هتلر “حزب الرايخ”، ولكن بعد سنتين “1937م” تم تحويل السفينة للخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية، حيث خدمت كسفينة طبية متنقّلة.
الدور المحوري للسفينة والذي تسبب في غرقها
صورة لجنود الجيش الأحمر السوفييتي في فترة الهجوم على الألمان بهدف تحرير مناطق الاتحاد السوفييتي.
بعد بداية الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1941م قام هتلر بالإعلان عن خطته للهجوم على الاتحاد السوفييتي، وبالفعل تمكن من التقدّم واستمر في ذلك حتى عام 1944م وتحديدًا في شهر أكتوبر، حيث تعرض الجيش الألماني في ذلك الوقت لواحدة من أصعب الأوقات في الحرب العالمية الثانية بعد هجوم جنود الاتحاد السوفييتي بهدف تحرير مناطقهم.
تم الاستعانة بالكثير من السفن لإخلاء الألمان عبر بحر البلطيق، وكانت ضمن هذه السفن التي عملت على إخلاء الألمان، سفينة “فيلهلم غوستلوف”.
لحظة ضرب السفينة وغرقها
أثناء هرب الألمان من الجحيم السوفييتي في 1944م، كان السوفييت يتعقبون السفينة الضخمة التي حملت في ذلك الوقت ما يزيد عن 10 آلاف شخص، مع أنها تستوعب 2000 مسافر فقط!! الركاب كانوا من أكثر من جنسية وهم (الألمانية، والليتوانية، واللاتفية، والبولندية، والإستونية)، فقد انتشر هؤلاء في برك السباحة وصناديق الفواكه وفي المخازن، سعيًا منهم للنجاة.
بمجرد بدء السفينة بالحركة، فقدت محركين من محركاتها وبقيت تعمل بمحرك واحد، ولكنها سارت على هذا الحال لمدة ساعة، ولكن للأسف تمكن الروس من اللحاق بها وقاموا باستهدافها ب 3 توربيدات، وبالفعل أصابوها وبدأت تغرق!!
بدأ الركاب يقفزون من كل جهة في البحر التي وصلت درجة حرارته إلى -18 مئوية!! ولك أن تتخيل منظر 10,582 راكب يقفزون ويحاولون التشبث بسفن النجاة، وقد مات 9343 شخص من هؤلاء الركاب.
أما عن السبب الرئيسي الذي جعل هذه الكارثة تغيب عن الذكر مقارنة بالتايتانيك على سبيل المثال، فهو أنها تعود للألمان، والغالبية لم يتعاطفوا مع الألمان خاصة في الحرب العالمية الثانية.