بدأت التحذيرات منذ عدة سنوات تدعو إلى زيارة عاصمة ميانمار قديماً، يانغون، قبل تغيرها كلياً. ومن أسباب القلق قلة الاهتمام بالعديد من المباني الاثرية الرائعة التي تعتبر تحف فنية غاية في الجمال مما قد يؤدي الى اختفائها. وهذه التحذيرات أتت بزيادة في السياح من حول العالم، وارتفاع عدد الرحلات المتوجهة إلى يانغون، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات وارتفاع نسبة الإشغال بفنادقها، تزامنت كلها مع التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال الأعوام السابقة.
لكن ورغم أن هذا الاهتمام الدولي الذي تشهده يانغون قد يأتي بآثار إيجابية، إلا أن هنالك تهديداً كبيراً تتعرض له المباني الأثرية التيس ترسم معالم المدينة وتجسّد هويتها. فوفقاً لكتاب نشره مؤخراً الكاتب الصحفي العالمي فيليب هايجمان، بعنوان "Relics of Rangoon"، فإن قلة الاهتمام السياسي بهذه المباني يساعد في اختفائها يوماً بعد الآخر.وفي الكتاب يوثّق هايجمان أكثر من 200 تحفة هندسية للمدينة، عمل هايجمان مدة عامين مع فريق مكوّن من ثمانية باحثين ومئات الساعات في إجراء المقابلات لتوثيق قيمة هذه المباني تاريخياً.
قام فيليب هايجمان بتوثيق أكثر من 200 مبنى تشكل رموزاً لفن العمارة الهندسية القديمة في
العاصمة القديمة لميانمار، يانغون، وهنا تظهر محكمة يانغون
مركز مدينة يانغون، يقول هايجمان إن أصعب ما في الأمر كان الحصول على موافقات لتصوير المباني لكتابه، بالأخص لأن البلدية لا تملك السلطة لمنح تلك الموافقات لمعظم المباني، المخصصة لأعمال تديرها الدولة أو تابعة بشكل مباشر للدولة نفسها.
المحكمة العليا: افتتح هذا المبنى عام 1911، ولا يزال يضم العديد من الجلسات القضائية رغم أن
الموقع الأساسي للمحكمة العليا نقل للعاصمة الجديدة، نايبيداو، قبل عدة سنوات.
البرلمان: تظهر الصورة هنا أول مجلس للبرلمان، والذي ظل نشطاً منذ عام 1948 حتى عام 1962.
قاعة البلدية، ضمّت هذه القاعة للائحة تراث مدينة يانغون، وتم بناؤها على مدى مراحل منذ
عام 1925 حتى عام 1940.
مسجد "Mogul Shia" يقع في الشارع الثلاثين، ويعتبر المسجد الأساسي للشيعة
في ميانمار، بني عام 1918.
يقول هايجمان إن المدينة تعجّ بالمناطق المذهلة للتصوير، ويقول: "الأماكن تحمل حساً رومانسياً للماضي
يختفي بين عقود من الإهمال أتت به حكومة جونتا والأحوال الجوية القاسية المحمّلة بالأمطار الغزيرة"
تأسست شركة أسطول بورما للإبحار بالبخار عام 1865، الشركة الخاصة اليوم تحمل
اسم "Inland Water Transport" للنقل المائي.
اغتيل هنا الأب المؤسس لميانمار الحديثة، الجنرال أونغ سان، والذي تم اغتياله عام 1947.
محكمة مدينة يانغون: أسس هذا المبنى ليكون مركز العملات، ويعد من أجمل المباني .
لكن الآثار التي تركها القصف خلال الحرب العالمية الثانية، لا يزال بادياً على جوانب القبب التي تزين المبنى.