الأرملة السوداء الجنوبية أو الأرملة الجنوبية (الاسم العلمي: Latrodectus mactans)، وببساطة يسمونها الأرملة السوداء، هي نوع من العناكب سام للغاية من جنسالزوع. تتميز إناثها بأن لها لون مميز من الأسود والأحمر، وتأكل أحيانا شريكها بعد الإنجاب. وتستوطن هذه الأنواع في أمريكا الشمالية. سمها نادرا ما يكون قاتل للبشر. تبدو ذكور وإناث هذا النوع من العناكب مختلفة وفي جميع الحالات الإناث هي الأكثر تميزا في الشكل بسبب هيئتها السوداء والحمراء اللامعة حيث توجد علامات على الجانب السفلي من البطن تشبه شكل الساعة الرملية التي تٌستخدم لأرسال أشارات تحذير لبعض الحيوانات. يبلغ طول الذكور حوالي نصف حجم الإناث وهم أفتح لوناً من الإناث مع وجود بقع حمراء أو وردية على ظهورهم. تعيش الإناث تقريبا ثلاث سنوات بينما تكتفي الذكور بشهر او شهرين لهذا سميت الإناث بالأرامل
محتويات
التواجد..
يوجد هذا النوع من العناكب في كثير من المناطق المعتدلة في العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب آسيا وأستراليا وأفريقيا وجزء كبير من أمريكا الجنوبية. ويمكن أن تتواجد في المناطق التي يٌغلب عليها الظلام مثل الملاجئ والحظائر والكراجات والطوابق السفلية من الأبنية ودورات المياه والثقوب الكبيرة والقمامة والمناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف
التغذية
تتناول العناكب السوداء الذباب والبعوض و الجراد والخنافس و اليرقات والحشرات والعناكب الاخرى التي تعلق في شباكها، حيث تدير هذه العناكب رأسها ويظهر جانبها الذي يحمل علامات تحذيرية مشيرة الى نوعها السام لبعض الحيوانات ومن ثم تنتظر فريستها و بعد تورطها في الشباك تستخدم الأرملة السوداء أمشاط أقدامها لكي تستطيع أن تلف فريستها في خيوط الشبكة، ثم تغرز أنيابها في الفريسة و تضخ الإنزيمات الهضمية لكي تحلها ومن ثم تمتص السائل
التأثير السمي
تعتبر الأرامل السوداء أشد العناكب سمية وتفيد التقارير والبحوث بأن سم هذه العناكب أقوى (15) مرة من لدغة الأفعى. لحسن الحظ، تلدغ هذه العناكب البشر فقط عندما تضطرب ولدغات الإناث هي الأكثر خطراً على صحة الأنسان[2].
السم الذي تطلقه الأرملة السوداء يدعى لاتروتاكسون (latrotoxins) وهو اقوى أنواع السموم العصبية والذي تطلقه إناث العناكب السوداء عند لدغها لضحاياها وأُشتق أسمه من أرامل العناكب (Latrodectus). أما النوع الأكثر سمية منه يدعى الفا لاتروتاكسون (alpha-latrotoxin) الذي يهاجم الجهاز العصبي للضحايا
تقول جيسيكا كراب من جامعة ماسوشوستس (University of Massachusetts) : “عندما تٌلدغك الأرملة السوداء، فأن سم الالفا لاتروتاكسون سينتقل الى منطقة ماقبل التشابك العصبي وهو نقطة الأتصال بين التشابك العصبي والخلايا العضلية أو الخلايا العصبية الأخرى ومن ثم يدخل نفسه في غشاء” وتضيف، ” وهذا يؤدي بجميع الحويصلات العصبية (neuron’s vesicles) الى أن تفرغ مرسلاتها العصبية وهو مايؤلم حقا”
ولكن خلافا للأعتقاد السائد، فإن معظم ضحايا اللدغات يعانوا من أعراض معينة لكنها نادراَ ما تؤدي بهم إلى الموت. ومع ذلك فأن الأفراد المعرضون للخطر هم الصغار وكبار السن والمرضى، حيث يبدأ الألم في غضون دقائق وينتشر بسرعة في أجزاء مختلفة من الجسم وينتج عن هذه اللدغة أعراض كثيرة منها، الغثيان والتعرق الغزير بالأضافة الى آلم شديد في البطن والظهر وآلام في العضلات وأرتفاع في ضغط الدم وشلل في الحجاب الحاجز والذي بدوره يسبب صعوبة في التنفس وضعف وتقلص في العضلات وصداع في الرأس وزيادة اللعاب والخدر والأرق. يستمر الآلم من ثمانية إلى أثنتا عشرة ساعة، ويمكن أن تستمر الأعراض الأخرى لعدة أيام . من الجدير بالذكر بأن هناك مصل مضاد للدغة الأرملة السوداء حيث يساعد على تقليل الضرر
عادة ما يكون الآلم للدغة الأرملة السوداء مماثل لوخزة الدبوس ولهذا قد لا يشعر بعض الناس بها، ثم يظهر ورم طفيف ذي أحمرار ليصبح قرحة فيما بعد. إذا كانت اللدغة في الجزء العلوي من الجسم عادة ما يشعر الشخص بالآلم في منطقة الصدر ، إما اذا كانت في الجزء السفلي من الجسم فأن الآلم سيكون في منطقة البطن
يتم إعطاء نوع من الأدوية وهي مضادات لعكس تأثير السم ولكن يمكن لهذا العقار أن يسبب نوع من أنواع الحساسية الخطيرة لذا يجب أن يستخدم بعناية . يبدأ الشفاء من هذه الأعراض لمدة (2-3) أيام وأحيانا تستمر لأسابيع. ولتجنب لدغة الأرملة السوداء يٌنصح بأرتداء الملابس الواقية عند السفر في المناطق التي يعيش فيها هذا النوع من العناكب وكذلك تجنب الجلوس تحت جذوع الأشجار أو الشجيرات أو غيرها من المناطق الرطبة التي من المتوقع أن تختبئ هذه العناكب تحتها
العلاج
من الأفضل الذهاب الى اقرب مستشفى عند التعرض للدغة الأرملة السوداء لكن عليك أجراء بعض الأسعافات التي قد تقلل من خطر الأصابة. ضع قطعة صغيرة من الثلج داخل قطعة قماش نظيفة وضعها على المنطقة المصابة و اتركها لمدة 10 دقائق ثم أرفع قطعة القماش لمدة 10 دقيقة وكرر هذه العملية، وفي حالة كون الشخص المصاب يعاني مشاكل في تدفق الدم فعليك التقليل الوقت الذي تضع فيه الثلج على المنطقة المصابة لمنع وقوع أضرر في الجلد
ينصح مركز مراقبة السموم المحلية في الولايات المتحدة (The National Poison Control Center) الى جلب العنكبوت المسبب للأصابة وذلك بحفظهِ في علبة آمنة وذلك لأجراء بعض التحاليل التي تسهم في سرعة الشفاء من الأصابة