بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
كنت أظنها درسا
في سالف أيامي ، اعتقدت - عندما كنت أستمع لدرس في الإخلاق - أن الأخلاق تُختصر في كلام ، أو يمكن تقليدها في الوجدان بكل سهولة ويُسر .
ولكن وبعد حين اختلف الوضع ، واكتشفنا أنها تسري في دم الإيمان ، ولا تتوقف لا في موقف سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو في الفقه بل في كل تفاصيل الدين .
وإني لمنبهر غاية الانبهار في شخصية النبي - - وآله الأطهار ، نعم منبهر في كل مَفصل من مَفاصل وجودهم الشريف ، خاصة عند قوله تعالى : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
تُرى أيّ عظمة تلك التي يريدها الله - جل وعلا - في وصف نبيه ، أهي التي نفهمها بما تحيطه عقولنا بإطارها الضيق ، أم التي يفهمها الأئمة (ع) أم ماذا ؟ .
إن فهم عظمة خُلُق النبي بكلها ربما لا تأتى إلا لاثنين من الخلق .
الأول : الرسول الأعظم نفسه .
الثاني : الإمام علي بن أبي طالب دون العالمين .
ويمكن أن يشير إلى التفرد بهذه المعرفة بكل حيثياتها قوله (ص) : ( يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت ، وما عرفني إلا الله وأنت ، وما عرفك إلا الله وأنا ) تأويل الآيات : 1 / 221 ح 15 . وأورده البرسي في المشارق : 112 . وأخرجه في مختصر البصائر : 125 ، وفي المحتضر : 38 و 165 ومناقب ابن شهرآشوب : 3 / 267 نحوه .
يا ليت شعري ، أين نحن من الأخلاق التي شقها الله في القلب الأقدس للرسول الأعظم ، وأين نحن من التشبه بها .
يا ترى من أين نبدأ ، أمن ظاهر الأعمال التي أرشدنا النبي إليها أم من خلوص النية التي شدد عليها .
نعــــــــــم وبكل فخر أقـــول : كفى بالمرء إذا فعل شيئا أن يقول : هكذا كان نبي الإسلام محمد بن عبد الله يفعل .
والحمد لله رب العالمين وسلام على محمد وآله الطاهرين.