بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقام العافين عن الناس عند اللّه
أن نكون من أهل العفو يعني أنّنا قد اتّصفنا بصفة أحبّها الله تعالى كما يقول رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله عفوّ يُحبُّ العفو".
إضافة إلى أنّنا سنكون من المحسنين الّذين أيضاً أحبّهم الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينََ﴾26، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "رأيت ليلة أُسري بي قصوراً مستوية مُشرفة على الجنة.
فقلت: يا جبرائيل لمن هذا؟
فقال: للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يُحبُّ المحسنين".
فهنيئاً لمن فاز بهذا المقام، وهنيئاً لمن سيفوز بأجر الله تعالى الّذي وعد به في محكم كتابه العزيز: ﴿وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينََ﴾.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أُوقِف العباد نادى منادٍ: ليقم من أجرُه على الله وليدخل الجنة، قيل: من ذا الذي أجرُه على الله؟
قال: العافون عن الناس".
وعن الإمام عليّ عليه السلام قال: "شيئان لا يوزن ثوابهما: العفو والعدل".
كما إنّ من آثار وبركات التخلُّق بصفة العفو، أمور عدّة منها:
1- إنّ عفو الناس بعضهم عن بعض يُزيل الضغائن والأحقاد فيما بينهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعافوا تسقط الضغائن بينكم".
2- إنّ اتّصاف المؤمن بصفة العفو يزيده عزّاً كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بالعفو، فإنّ العفو لا يزيد العبد إلا عزّاً، فتعافوا يُعزّكم الله". ولا تحسبوا أن العفو عن الآخرين فيه ذلٌّ لكم.
3- إنّ كثرة العفو والصفح الجميل عمَّن ظلمنا يزيد في العمر، قال نبيُّ الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: "من كثُر عفوه مُدّ في عمره".
في المقابل قد حذّرنا أهل البيت من عقبات عدم اتّصافنا بصفة العفو، فعن الأمير عليه السلام: "قلّة العفو أقبح العيوب، والتسرُّع إلى الانتقام أعظم الذنوب".
وعنه عليه السلام: "شرُّ الناس من لا يعفو عن الزلّة، ولا يستر العورة".
نعم، هناك أناس لا ينبغي أن نعفو عنهم، وهم الّذين يزيدهم العفو سوءاً وتكبّراً. وقد أشارت روايات أهل البيت عليه السلام إلى نماذج من هؤلاء، فعن الإمام عليّ عليه السلام قال: "العفو يُفسد من اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم".
وعنه عليه السلام: "جازِ بالحسنة وتجاوز عن السيّئة ما لم يكن ثلماً في الدين أو وهناً في سلطان الإسلام".
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: "حقُّ من أساءك أن تعفو عنه، وإن علمت أنّ العفو عنه يضرّ انتصرت، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍَ﴾".
منقول للفائدة
نسألكم الدعاء