والمزه عند البغداديين: النقل الذي يحضره الناس من فستق وكرزات، ويستخدم في اغراض خاصة، يعني انه اصبح في افواه الناس، يتفكهون به، كما يتفكه متداولو النقل، حين يجعلونه مزة عقب كل جرعة يتجرعونها من الشراب، وقال في هذا المله عبود الكرخي في رثاء ثور له قد نفق:
( ثوري راح وعقلي من راسي انسلب
وصرت مزّه للعشاير والعرب
اهل كطّاره، واهل تل الذهب
وبالسليميه ظهر برهانه )
ولا ادري اصف اي شيء بالمزة لتداولها على السن الناس، الكهرباء التي غابت ولم تعد تأتي الا في المناسبات، ام الماء المقطوع 24 ساعة، ام الحكومة التي اعطت للناس الاذن الطرشة، فصارت كالمزة في الافواه، ربما تجد انسانا نزعت الغيرة من رأسه، ولكنها تعود اليه في بعض الاحيان، اما ان ينزعها ولا يعبأ بشيء فهذا هو خط النهاية، الخدمات منعدمة وعدنا الى اردأ زمن عاشته البشرية، ونحن نطلب الصبر من الله، لاننا لانريد ان نشق وحدة الوطن، ونحاول جاهدين ان نمدح البعض من الذين لايستحقون مديحا، لنشجعهم طبعا، وندفعهم باتجاه العمل الجيد، ولكن لافائدة، هناك خلل في شخصياتهم لايستطيعون التغلب عليه، وعلى هذا الاساس فان القيادة والمسؤولية ليست لعبة لاي كان، وانما هي ساحة واسعة لمن يستطيع ان يسوس الامور بشكل جيد، الكهرباء تعاندنا والناس تستغيث، ولكن لاسميع ولامجيب، الا يستحق الموظفون في هذا القسم العقوبة على هذا العمل المنحط، هؤلاء نتركهم واهل الفساد نتركهم، والقتلة الذين تبرأ ساحاتهم لعدم كفاية الادلة نتركهم، ومرتبات المسؤولين نتركها، والفقر والبطالة نتركها، بالله عليكم بماذا يسوسون الناس، انا اقول لكم: انهم يسوسون الناس بالخطب الرنانة والتصريحات، لقد وضعوا في الشهر الرابع من هذا العام الشمس في يمين الشعب، والقمر في يساره، لان الجو كان معتدلا، تشابكت التصريحات، سيكون هذا الصيف صيفا باردا، وبعد مضي شهرين واذا بالصيف قطعة من جهنم، هم يعلمون ان لا احد يحاسبهم على تصريحاتهم، ولذا قالوا: من امن العقوبة اساء الادب.
المهم الاخوان في الحكومة صاروا مزّة في الافواه، وصار حتى الذي يختلف مع زوجته ينسب الاختلاف للحكومة، والذي تتوتر اعصابه ويتشاجر مع جيرانه ينسب الشجار للحكومة، فهنيئا للحكومة التي حازت قصب السبق في زيادة مشاكل الناس بسبب الكهرباء وغير الكهرباء.