لماذا لا نجد بيع وشراء للمتابعين في التليجرام وفي سناب شات؟
لو جربت ودخلت موقع خمسات (موقع بيع وشراء الخدمات المصغرة) وبالتحديد قسم التسويق الإلكتروني لرأيت عشرات الخدمات المعروضة التي تتعلق ببيع المتابعين أو المشتركين في شبكات اجتماعية مشهورة مثل الفيسبوك – تويتر – انستقرام – يوتيوب ، او بيع الإعجابات والمشاهدات، فمثلاً إن كنت تريد دخول باب الشهرة في أوساط الشبكات الاجتماعية (الشهرة الزائفة طبعاً) فبإمكانك ان تشتري 50 أو 100 ألف متابع في تويتر كي تتباهى بهم أمام أصدقاءك.
طبعاً هؤلاء المتابعين في تويتر أو غيرها من الشبكات الاجتماعية هم متابعيون وهميون، وحتى إن لم يكونوا وهميين فهم غير مهتمين أصلاً، فقط دائرة تدور بهدف زيادة العدد بدون قيمة حقيقة او فائدة عائدة على الصفحة او الحساب، فإذا تأملنا الهدف والغاية من وراء زيادة الأعضاء هو لنشر المنشورات والمحتوى لأكبر عدد ممكن من الأشخاص المتفاعلين والمهتمين.
انه سوق بيع الوهم في الشبكات الاجتماعية، لقد كتبنا عن هذا الموضوع سابقاً هنا في عالم التقنية، لكن اليوم نريد أن نحلل ظاهرة معينة، وهي عدم وجود سوق بيع وشراء للمتابعين في كل من تطبيق التليجرام وكذلك السناب شات، رغم أن التليجرام لديه خاصية القنوات والتي يتسابق أصحابها لكسب أكبر عدد ممكن من الأعضاء فيها، أما تطبيق سناب شات فلديه خاصية النشر العام وبناء الجمهور عبر خاصية (Story).
التليجرام
تطبيق التليجرام ليس كغيرة من الشبكات والتطبيقات الاجتماعية، العضوية الجديدة يجب ان تكون مرتبطة برقم هاتف جديد، أما في الشبكات الاجتماعية الأخرى فيمكن لأي شخص أن ينشئ عشرات أو مئات الحسابات وكل حساب بإيميل جديد، فتلك الشبكات ترتبط بالإيميلات وانشاء الإيميلات الجديدة أمر مجاني ومتاح لأي شخص وغير محدود.
ربط الحساب برقم الهاتف من الطرق الفعالة للحد من نشوء وازدهار سوق بيع الوهم عبر هذه الشبكات والتطبيقات الاجتماعية، فالحصول على رقم هاتف جديد ليس بالأمر المجاني، وأيضاً ربط أكثر من رقم هاتفي بالجهاز الواحد أمر صعب، لهذا السبب لا نجد سوق لبيع وشراء المشتركين في قنوات التليجارم، ولهذا السبب تعد قنوات التليجرام من الوسائل التسويقية الفعالة لأن الأعداد التي فيها هي اعداد حقيقة وصادقة إلى حد بعيد.
السناب شات
أما موضوع السناب شات فأمره يختلف، فلقد تعودنا منه الأفكار الجديدة والغريبة، هذا التطبيق يُستخدم بشكل أساسي للتواصل بين المشتركين بطريقة آمنة وسرية ويقدم خصائص تدعم هذا التوجه مثل التدمير الذاتي للرسائل والصورة والمقاطع الصغيرة التي تحذف نفسها بنفسها، لكنه أيضاً يتيح خاصية للنشر العام وبناء الجمهور وعرض المحتوى لمدة 24 ساعة قبل ان يتم حذفه.
يتسابق الناشطون عبر سناب شات لكسب الأصدقاء الجدد، هؤلاء الأصدقاء هم بمثابة الجمهور الذي يتابع منشورات (سنابات) ذلك الحساب (مثل المتابعين في التويتر) لكن هنالك شيء مختلف هنا في سناب شات عن بقية شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعية، هذا الشئ هو بمثابة مشكلة لأولائك النشطاء والمشاهير، وهذه المشكلة هي نفسها السبب الذي حال دون نشوئ سوق لبيع الوهم عبر سناب شات، فأنت لا ترى أحد يبيع متابعين سناب، ولا تجد أحد يطلب شراء أصدقاء سناب، فقط هنالك التبادل الاعلاني الذي ينتج عنه كسب متابعين حقيقيين.
هذه المشكلة هي (عدم اظهار عدد المتابعين) أو عدد الأصدقاء بمعنى أدق لأن مصطلح (أصدقاء) يستخدم في سناب شات بدلا من (متابعين) أو (معجبين)، فمن يستخدم السناب شات يعرف أن التطبيق يعرض له آخر الأشخاص الذين تابعوا حسابه (آخر الأشخاص وليس جميع الأشخاص) لكنه لا يعرض أبداً العدد الكلي للمتابعين.
هل كانت هذه الحركة قد تمت من قبل سناب شات بشكل متعمد لإبقاء جمهور السناب شات جمهور حقيقي وغير مزيف؟ لا ندري، لكن النتيجة ايجابية رغم أن الكثير يريد ويحتاج إلى هذه الخاصية، فبسبب عدم ظهور العدد الكلي للمتابعين، أصبح من الصعب نشوء سوق بيع وشراء متابعين في سناب شات لأن البيع والشراء يتطلب قياساً دقيقاً، فعندما تشتري 10 ألف متابع فأنت تريد إثبات أن هنالك فعلاً 10 ألف شخص قد اضاف حسابك، لن تجد أي رقم أو أي إحصائية، فقط هنالك عدد المشاهدات التي لا تعبر عن عدد المتابعين.
الخلاصة أن أرباب الأعمال اليوم يثقون بالتسويق عبر قنوات التليجرام وحسابات السناب شات أكثر من وثوقهم بصفحات الفيسبوك وحسابات تويتر، لذلك نرى اسعار الإعلانات في التليجرام والسناب شات أغلى بكثير من غيرهم، وهذا أمر جيد يعود بالنفع على نشطاء الشبكات الاجتماعية وعلى سوق الأعمال وكذلك على المجتمع بشكل عام.
المصدر