قالت السنوات الأخيرة من عمر دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أن برشلونة الاسباني وبايرن ميونيخ الألماني هما البطلان المتوقعان للشامبيونز ليغ في كل موسم على حدة، وفي حال عدم حدوث ذلك فإن من يقصيهما أو يقصي أحدهما يتوج لاحقا باللقب.
فعلها جوزيه مورينيو مع انتر ميلان في العام 2010 فتجاوز برشلونة في نصف النهائي وبايرن ميونيخ في النهائي وفعلها ايضا بذات السيناريو روبرتو دي ماثيو مع تشيلسي في 2012.
وحتى عندما توج كارلو انشيلوتي مع ريال مدريد بلقب العاشرة 2014 كان قد أطاح ببايرن ميونيخ في نصف النهائي واحتاج لوقت إضافي حتى يخطف اللقب من اتلتيكو مدريد الذي أقصى بدوره برشلونة في ربع النهائي.
أما قبل وخلال وبعد هذه الأعوام فكان اللقب من نصيب برشلونة 2009 و2011 و2015 ومن نصيب بايرن ميونيخ 2013.
ماذا نستنتج من ذلك؟.. اتلتيكو مدريد (بسلوك مدربه العدائي دييغو سيميوني ولاعبيه الذين لا يعرفون كلمة الفن الجميل في قاموسهم) هو المرشح الأول لخطف هذا اللقب الحالي وذلك للمرة الأولى في تاريخه.
ومع كامل الاحترام لريال مدريد الطرف الثاني في نهائي ميلانو والذي يبلغ الخطوة الأخيرة لنيل الكأس ذات الاذنين للمرة الـ11 في تاريخه (رقم قياسي).. فقد كان مشواره اشبه بنزهة مقارنة بمشوار جاره اللدود اتلتيكو مدريد.
وصل اتلتيكو مدريد عبر مسيرته المتواضعة في دوري الابطال للمباراة النهائية مرتين قبل ذلك في 1974 وبعدها بأربعين عاما في 2014 وها هو يصل للمرة الثالثة، وربما كما يقول البعض "الثالثة ثابتة" .. من يدري؟.
لكل مجتهد نصيب، ولم يكن عيبا واضحا في برشلونة أو بايرن ميونيخ عندما سمحا لاتلتيكو مدريد بالعبور إلى المباراة النهائية، خصوصا بعد التفوق الميداني الواضح للكتيبتين البافارية والكتالونية على حساب التكتل الدفاعي الممل للروخي بلانكوس.
ولكن هذه هي كرة القدم، تحتكم في النهاية للنتيجة وليس اللعب الجميل.
هذه المرة قد يتعين على سيميوني التفكير أكثر في مباراة نهائية ذات طابع جمالي يقدم فيها فريقه كرة القدم الحقيقية والمفقودة منذ فترة في أداء لاعبيه، ولا حاجة للتذكير بما حصل معه في نهائي ملعب النور قبل عامين عندما دافع طوال 93 دقيقة وتلقى هدفا صاعقا من الماتادور سيرجيو راموس قلب به الطاولة رأسا على عقب.
ربما يتعين عليه هذه المرة أن يبحث عن لقب تاريخي بأداء تاريخي ولكن لن يضيره أبدا إن خطف اللقب بطريقته الحالية، ذلك أن التاريخ يتذكر البطل وينسى كيف فاز.!!
بقلم : حسام بركات