أثبتت دراسة غربية حديثة أن الصلاة تساعد على التخلص من الإدمان، وأن المدمنين الذين يتعرضون لما يُسمى "الصحوة الروحانية" يتغير موقفهم من المواد التي يدمنون عليها.
الدراسة شارك فيها أعضاء من جمعية Alcoholic Anonymous أثبت أن الصلاة تساعدهم على التغلب على الحنين للخمر، وذلك حينما تواجههم مواقف تثير فيهم ذلك الحنين.
وتناولت الدراسة وظائف الدماغ لبعض المدمنين المشتركين في برامج إعادة التأهيل منذ سنوات، بحسب تقرير نشرته صحيفة دايلي ميلالبريطانية، الأربعاء 4 مايو/أيار 2016.
المشاركون في الدراسة الذين قاموا بتلاوة بعض الأدعية بعد مشاهدة صور تتعلق بالإدمان، قالوا إن نزوعهم لتناول المواد التي كان يدمنونها كان أقل، كما أظهر رسم المخ نشاطاً في المناطق التي تتحكم في الانتباه والعاطفة.
الدراسة الأولى من نوعها
وتعتبر الدراسة، التي أجراها باحثون من مركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك، هي الأولى من نوعها التي تفحص وظائف الدماغ لأعضاء جمعية "AA"، وقد قام الباحثون بالاتفاق مع 20 عضواً من الجمعية للمشاركة في الدراسة.
وعُرضت على المشاركين صور لأشخاص يشربون الخمر أو لمشروبات كحولية أثناء وجودهم في جهاز الفحص بالرنين المغناطيسي، وأكد المشاركون أنهم لم يشعروا بأي رغبة في شرب الخمر في الأسبوع السابق للتجربة.
وبعد عرض الصور عليهم لأول مرة طُلب منهم أن يقرأوا مادة محايدة من صحيفة.
أما بعد أن عُرضت عليهم نفس الصور للمرة الثانية طُلب منهم ترديد دعاء يحفظونه للامتناع عن شرب الخمر.
كل المشاركين أكدوا أنهم شعروا بنوع من الحنين للخمر بعد مشاهدة الصور، لكن هذا الشعور تضاءل بعد تلاوة الدعاء.
وقال كبير الباحثين في تلك الدراسة، الدكتور مارك جالانتر، أستاذ الطب النفسي رئيس قسم الإدمان الخمور والمخدرات بمركز لانجون: "تشير نتائج الدراسة إلى أن تجربة المشاركين مع جمعية AA على مدار السنين ساعدتهم على التقليل من أثر المثيرات التي تحفزهم على شرب الخمر. أما من توقفوا عن تناول المسكرات منذ زمن قريب فإنهم أكثر عرضة للانتكاس".
تغييرات في المخ
باستخدام البيانات الصادرة عن أجهزة الرنين المغناطيسي تمكن الباحثون من تحديد ما يحدث في الدماغ كرد فعل لمشاهدة صور أو مواقف تثير الحنين إلى الخمر، مثل المرور بجوار حانة، أو الشعور بالضيق.
لاحظ الباحثون تغيراً في قشرة الفص الجبهي، وهي المنطقة التي تتحكم في الانتباه، وكذلك في المناطق التي تتحكم في العاطفة.
كما تشير النتائج إلى أن هناك تأثيراً عاطفياً للمواقف التي تثير الرغبة في تناول الخمر لدى المدمنين، ولكن هذا التأثير يختلف لدى أعضاء AA الذين أمضوا وقتاً طويلاً في إعادة التأهيل، وفقاً لما قاله د. جالانتر.
وقام د. جالانتر بدراسة دور الروحانيات في مساعدة المدمنين على التعافي من الإدمان على مدى سنوات، ووجد أن الأعضاء الذين يتعرضون لما يسمى "الصحوة الروحانية" يتغير موقفهم من شرب الخمر.
وقال د. جالانتر إن تلك النتائج تفتح مجالاً جديداً في دراسة التغيرات الفسيولوجية التي قد تصاحب تلك "الصحوة الروحانية" لدى أعضاء جمعية AA أو غيرهم.