هل يستطيع أحد الآباء توقّع كيف سيبدو طول قامات أطفالهم في المستقبل؟ هل يمكنهم معرفة ما إذا كانوا سيصيرون ذوي قامات طويلة أو قصيرة؟
يبدو أن ثمة معادلة رياضية تساعد الآباء على معرفة كيف سيصير طول أبنائهم في المستقبل، إلا أن نتائجها ليست بالضرورة معصومة من الخطأ.
فقد كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن إحدى المعادلات الرياضية المعمول بها منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي يمكنها توقع طول القامة التقريبي الذي سيصل إليه معظم الأطفال (ليس جميعهم) وذلك من خلال قياس متوسط مجموع طولي الوالدين.
فكيف تعمل تلك المعادلة؟
بالنسبة للصبية: أضف 13 سم إلى مجموع طولي الوالدين، ثم اقسم الناتج على رقم 2.
بالنسبة للفتيات: اطرح 13 سم من مجموع طولي الوالدين، ثم اقسم الناتج على 2.
كما توجد معادلة أخرى أكثر تعقيداً إن كان ثمة فرق كبير بين طولي الوالدين.
وتعد الأساليب التي تتوقع أطوال الأطفال في المستقبل موثوقة إلى حدٍّ كبير، بيد أن العوامل البيئية الأخرى مثل التغذية قد تلعب دوراً كبيراً في تحديد طول القامة لدى الإنسان. كما تلعب الجينات الدور الرئيسي في تحديد الطول لدى حوالي 60-80% من البشر.
فقد توصلت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2000 على 8798 طفلاً في فنلندا، إلى نتيجة مفادها أن 78% من الذكور الذين خضعوا للتجربة تحددت أطوالهم وفقاً للجينات، ولم تختلف النسبة كثيراً عند الإناث حيث وصلت إلى 75%.
وعلى الرغم من هذا، نعلم جميعاً أنه ليس كل الأطفال الذين يولدون لنفس الوالدين ستكون أطوالهم متماثلة، حيث توضح الأبحاث العلمية أن الطول يقل عند الأشقاء الأصغر.
وليست هذه المعادلة هي الطريقة الوحيدة لتوقع طول القامة، فإحدى الطرق المشهورة الأخرى تعتمد على طول قامة الذكور عند عمر عامين ثم مضاعفة ذلك الرقم لنصل إلى الطول الذي سوف يصلون إليه عندما يبلغون، أما الإناث فيمكننا مضاعفة طول قامتهن عند عمر 18 شهراً من أجل التوصل إلى الطول الذي سوف يصلن إليه في المستقبل.
ومعظم الأطفال ستصل قاماتهم إلى رقم يقترب من تلك النتيجة، ربما يقل أو يزيد في حدود 10 سم.
وقد تحدث البروفيسور "دافيد رافين"، من المعهد الأسترالي الغربي للأبحاث الطبية، في منشور لشركة Huggies لحفاضات الأطفال، عن المعادلة. حيث قال "القاعدة الدقيقة تقول إن طول القامة الذي سيصل إليه الطفل عند بلوغه يمكن تحديده من خلال مضاعفة طوله عند عمر عامين".
وأوضح قائلاً "ثمة قائمة طويلة من الجينات التي تؤثر على طول قامة الإنسان، وعادة يعتمد طول الشخص على طول قامة والديه".
وأضاف رافين "كما تدخل البيئة ضمن العوامل المؤثرة على طول الإنسان، فمثلاً سوء التغذية في الطفولة يمكن أن يؤثر بشدة على النمو وعلى الطول النهائي الذي يصل إليه الطفل".
واختتم الخبير قائلاً "عامل التغذية التي تحصل عليها الأم أثناء فترة الحمل، وكذلك التغذية التي يحصل عليها الطفل في سنواته الأولى يؤثر كثيراً على الطول الذي سوف يصل إليه".