بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الوراثة

~ الحمض النووي الصبغي DNA ~



نموذج لمقطع من جزيئات الحمض النووي الصبغي على شكل لولبي مزدوج في فضاء ثلاثي الأبعاد


يشبه الحمض النووي الصبغي الحمض النووي الصبغيببرنامج كمبيوتر، وأكثر تطورا من أي برنامج تم عمله فمنذ اكتشاف الدي إن اي سنة 1953 كان العلماء يظنون أن بنيتها هي تتابع لحروف النيكليتيدات وأن ترجمة هذه الحروف يعطي ترميزا لبروتين معين له وظيفة محددة، وهكذا كل بروتين ينتج داخل الجسد له حروفه المشفرة داخل الدي أن اي، والبروتين يشكل العضلات والأنزيماتالهاضمة والجلد والهرمونات والبنية وكل شيء في الجسد مشفر مسبقا في الدي أن اي الخاص بكل واحد، وظل هذا الاعتقاد ساريا حتى 2007 حين ظهر للعلماء أن الالحمض النووي الصبغي لا يشفر البروتينات بمجرد تتابعالنيكليتيدات فحسب، بل له منظومة تشفيرية أخرى تدهش العقول، فالجين الواحد يحتوي على شفرات وأكواد متداخلة، وأن هناك تتابعات لا تفَسَر إلى بروتينات وإنما تنتج رسائل خفية أكثر تخصصية، ذلك أشبه ما يكون بمن يضع شفرة سرية خاصة جدا بين مجموعة من الرسائل المشفرة إنها شبكات معقدة لمعالجة المعلومات تعطي تشفيرات مباشرة وأخرى سرية لوظائف سيادية خاصة تدير منظومة الجينوم ذاته في مرحلة لاحقة، فالنص الواحد يتضمن رسالتين لكل رسالة وجهة، إحداهما ظاهرية لعمل ظاهري والأخرى باطنية لعمل سيادي خاص بعمل منظومةالجينوم ذاتها ، فهل هذه المنظومة المغرقة في الإتقان والإبداع هي عشواء؟ وهل تشفر العشواء رسائل تنظيمية وأخرى لبروتينات وظيفية؟ يعتبر أي خطأ في ترتيبالنيوكليوتيد الذي تتكون منه الجينة سيجعلها عديمة الفائدة، والجينة يوجد منها مئتا ألف في الجسم البشري، يتضح أنه من المستحيل لملايين النيكليتيدات المكونة لهذهالجينات أن تتجمع بمحض الصدفة بالترتيب الصحيح، ويضم بروتين متوسط الحجم نحو 300 حمض أميني، وتحوي سلسلة جينات الحمض النووي الصبغي المتحكمة في في هذه الأحماض نحو 1000 نيكليوتيدة، ونظرا لوجود أربعة أنواع من النيكليتيدات في سلسلة الحمض النووي الصبغي فيمكن لسلسة واحدة منها مكونة من 1000 حلقة أن تتواجد في عدد من الأشكال يساوي 4^1000، وباستخدلم اللوغاريتم نجد أن هذا العدد يساوي رقما خياليا لا يستطيع الخيال الإنساني إدراكه ، وباستخدام اللوغاريتم أيضا نجد أن 4^1000 يساوي10^600 أي الرقم واحد وأمامه ستمائة صفر وهو رقم هائل خارج عن إدراك الإنسان، فيتضح استحالة تكوين الحمض النووي الصبغيبالصدفة، فمراحل التكوين العَرضي للجزيئات المعقدة مثل النيكليوتيدات نتيجة الأحداث الكيميائية وفي اتحاد هذه النيكليوتيدات يعتبر أمر مستحيل ، فمثل هذا الجزيء المعقد (أي الدنا) لا يمكن تكوينه عفويا بمحض الصدفة نتيجة لعملية تطورية، الأمر الذي يجعل ظهور أصل الحياةفي الوقت الحاضر يكاد يكون معجزة ، فاحتمالية تكوين بروتين وحمض نووي دنا أو رنا يعتبر احتمالية بعيدة جدا عن التحقيق، أما فرصة ظهور سلسلة بروتينية معينة فهي من الضآلة بمكان بحيث يمكن القول عنها إنها فلكية، ويبرز عند هذه النقطة مأزق مثير للجدل ألا وهو في حين أن الحمض النووي الصبغي لا يتكرر إلا بمساعدة بعضالأنزيمات وهي البروتينات ، فإن تصنيع هذه الأنزيماتلا يمكن أن يتم سوى عن طريق المعلومات المشفرة فيالحمض النووي الصبغي، وبما أن كلا منهما يعتمد على الآخر فإما أن يكونا موجودين في نفس الوقت من أجل عملية التكرار أو أن يكون أحدهما قد خُلِق قبل الآخر، فالتوجيهات اللازمة من أجل إعادة إنتاج الخطط ومن أجل الطاقة ومن أجل استخراج الأجزاء من البيئة الحالية ومن أجل تسلسل النمو ومن أجل ترجمة الأوامر إلى النمو وغيرها لابد من وجودها جميعا في نفس الوقت في تلك اللحظة عندما بدأت الحياة وهذا الاتحاد بين الأحداث غير محتمل ، كما أن تصنيع كل جزيء من الجزيئات المطلوبة من أجل التطور الكيميائي يتطلب ظروفا متميزة، وأن الاحتمالية النظرية لتركيب هذه المواد التي يتم الحصول عليها بأساليب مختلفة جدا تساوي صفرا، فلا توجد حتى الآن اية تجربة يمكن من خلالها الحصول على جميع الجزيئات الضرورية للتطور الكيميائي، فمن الضروري أن يتم إنتاج جزيئات متنوعة في أماكن مختلفة في ظروف ملائمة جدا ثم يتم حملها إلى مكان آخر من أجل التفاعل، مع حمايتها من العناصر الضارة مثل الانحلال المائي والتحلل الضوئي ، فنظرية النشوء والتطور تقف عاجزة عن عن إثبات أية مرحلة من المراحل التطورية المفترض حدوثها عند المستوى الجزيئي، وبدل أن يقدم التقدم العلمي إجابات لمثل هذه الأسئلة أدى إلى جعل هذه الأسئلة أكثر تعقيدا، و الفكرة القائلة بأن البرامج الجينية للكائنات الحية العليا قد تكونت بعملية عشوائية بحتة تعد إساءة للعقل ولكن بالنسبة للداروينية تعتبر هذه الفكرة مقبولة دون أية ذرة شك.

المصدر


تنويه : قمت بغلق الموضوع لانه لتصحيح المعلومات الرائجة رغم انها مغلوطة و ليس للتعقيب و النقاش

ممتنة جدا مقدما للمرور و الاطلاع و التفهم

بالتوفيق للجميع باذن الله تعالى