بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الوراثة
~ الطفرات ~
تعرف الطفرات على أنها قطع أو استبدال في جزء الحمض النووي الصبغي الموجود في نواة الخلية الكائن الحي والذي يحمل كل المعلومات الوراثية، ويحدث هذا القطع أو الاستبدال نتيجة تأثيرات خارجية مثل الإشعاع أوالتفاعلات الكيميائية وهي التي يستغلها مؤيدوا التطور، ولا يمكن أن ننظر إلى الطفرة على أنها تحول الكائنات الحية إلى شكل أكثر تطورا وكمالا، لأن التأثير المباشر للطفرات ضار. ولا يمكن أن تأخذ التغيرات الناتجة عن الطفرات سوى شكلا مشابها لذلك الذي عانى منه الناس في هيروشيماوناغازاكي وتشيرنوبل، أي الوفيات والإعاقة وفلتات الطبيعة، ويرجع ذلك إلى سبب بسيط جدا هو أن تركيبالحمض النووي الصبغي معقد جدا وأن التأثيرات العشوائيةلن تؤدي إلى شيء غير إلحاق الضرر بهذا التركيب، فالطفرات صغيرة وعشوائية وضارة، وهي تتسم بندرة حدوثها، وتتمثل أفضل الاحتمالات في كونها غير مؤثرة، وتلمح هذه السمات الأربع إلى أن الطفرات لا يمكن أن تؤدي إلى تقدم على صعيد التطور ، إن حدوث تغير عشوائي في كائن حي يتسم بقدر عال من التخصص إما أن يكون غير مؤثر أو ضارا، ذلك أت التغير العشوائي في ساعة اليدلا يمكن أن يحسن أداء الساعة، بل أغلب الظن أن هذا التغير سيضر بها أو لن يؤثر فيها على أحسن تقدير، فالزلزال لا يحسن المدينة بل يجلب لها الدمار. وليس مستغربا عدم ظهور أية طفرة مفيدة حتى الآن، فالطفرات التي تسبب تغييرا غير أخطاء النسخ والتكرار هي طفرات فقد أو نقص في الحمض الوراثي، والطفرات المطلوبة للتطور الكبير لم يتم رصدها أبدا، ذلك أن الطفرات العشوائية التي تمت دراستها على المستوى الجزيئي لم تضف أي معلومات، فهل الطفرات التي تمت ملاحظتها هي من النوع الذي تحتاجه النظرية لدعمها؟ والجواب هو كلا. فقد أثبتت كل الطفرات أنها ضارة، فكل الجينات التي أصابتها طفرة هي عبارة عن جينات ضارة، فالناس يظنون أن الطفرات تشكل جزءا ضروريا من عملية التطور، فكيف يمكن أن ينتج تأثير جيد(أي التطور إلى شكل أعلى من أشكال الحياة) من طفرات كلها ضارة تقريبا؟ فقد كان الفشل مصير كل الجهود المبذولة من أجل تكوين طفرة مفيدة، فقد أجريت عدة تجارب لإنتاج طفرات ذباب الفاكهة، لأن هذه الحشراتتتكاثر بسرعة كبيرة ومن ثم تظهر فيها الطفرات بسرعة، وقد أدخلت الطفرات على هذا الذباب جيلا بعد جيل، ولكن لم تلاحظ أية طفرة مفيدة قط، فمن بين آلاف التجارب الرامية إلى إنتاج ذباب الفاكهة التي تم إجراءها في جميع أنحاء العالم لأكثر من خمسين سنة، فلم يلاحظ أحدا أبدا ظهور نوع جديد متميز، أو حتى أنزيم ، وقام علماءالوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية منالحرارة، والبرودة والإضاءة والظلام والمعالجة بالمواد الكيميائية والإشعاع، فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات، ولكنها كانت كلها تقريبا تافهة أو مؤكدة الضرر، فلا يوجد غير عدد قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثةكان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير الذي أنتج فيها، وفي الواقع إن هذه الطافرات إما أن يكون مصيرها الموت أوالعقم أو العودة إلى طبيعتها الأصلية. الكثير الأطباء من خلال دراستهم للتعقيد الهائل للجسم البشري، يمكنهم تقبل حدوث إنتقاء لبعض الطفرات التي تعمل على مقاومةالملاريا، وخصائص الجلد، والعديد من التغييرات الطفيفة الأخرى لا يمكنها تحويل النوع، ولكن مثل هذه الطفرات لا تقدم أي تفسير حقيقي حول منشأ وتشكيل الأجهزة والنظم المعقدة فجميع عناصر النظم الحيوية تقريبا يجب أن تكون موجودة في وقت واحد بدلا من أن تتطور تدريجيا في ما سمي نظام كل شيء أو لا شيء، وفي داخل الجسم أنظمة معقدة متخصصة لا يمكن اختزالها أو يمكن تشكيلها من قبل الطفرات المتتابعة، حيث يتوجب على جميع المكونات أن تكون موجودة لتعمل تلك الأنظمة بشكل صحيح وتشمل هذه النظم المعقدة الرؤية والتوازن والجلد ونظام الغدد الصماء والذوق والجهاز التنفسي و الدوري والمناعيوالهضمي، وغيرها من الأمثلة على المستويات البيوكيميائيةوالتشريحية ووظائف الأعضاء. فالداروينية لا يوجد لديها تفسيرات فعلية لأصل النظام المعقد الذي لا يمكن إختزاله، ناهيك عن شبكة مترابطة من الأنظمة غير القابلة للاختزال التي تشكل جسم الإنسان ككل، وبالتالي فجسم الإنسان يمثل نظام معقد لا يمكن إختزاله على النطاق الخلوي والأجهزة والنظم. كما أنه لحدوث تغير في قاعدة التسلسل للحمض النووي بنسبة 1 في المائة فقط، فإنه من المتوقع أن يستغرق مثل هذا الحدث 10 مليون سنة تحت معدل الطفرة التلقائية القياسية، وظهور كل الشعب الموجودة في المملكة الحيوانية خلال زمن يتراوح بين 6 إلى 10 ملايين سنة بالانفجار الكمبري لا يمكن تفسيره عن طريق التحول الإنحرافي لوظائف جينية منفردة. وقد أحصيت ست عشرة مزية للجسم البشري تظهر للمرة الأولى في الإنسان المنتصب القامة أو الإنسان العاقلهذه المزايا ضرورية غذ أنها تحقق الاتزانوتسمح بالدوران المتعاكس بين الجذع والرأس وبين الجذعوالوركين وتحقق الاتزان وتمكن من امتصاص الصدمات ونقل الطاقة أثناء الركض، لا بد أن تتم العديد من هذه التغيرات في آن واحد لتتحقق أي فائدة منها. يعد الحصول على خاصية تتطلب ست طفرات محايدة الحد الأقصى لما يمكن للبكتيريا أن تنتجه، بينما يكون الوصول لهذا الحد عندالرئيسيات كالقردة والقرود العليا والبشر أصعب بكثير، ونظرا لصغر الحجم الفعال للجماعة الإنسانية بعشرة آلاف مقابل المليار في الجراثيم، وطول حياة فترة الجيل البشري خمسة عشر إلى عشرين سنة للجيل البشري مقابل ألف جيلفي السنة الواحدة للبكتيريا، مما يستغرق فترة طويلة جدا لظهور طفرة واحدة مفيدة عند البشر وثباتها، الفترة الزمنية اللازمة لكي تحدث طفرة واحدة في موقع ارتباط علىالحمض النووي الصبغي هي 6 ملايين سنة، وتكون ثابتة في سلالة الرئيسيات ، ويقدر أن فترة حدوث طفرتين ثابتتين في موقع ارتباط الدنا سيستغرق 216 مليون سنة، هذا إذا كانت الطفرة الأولى محايدة بلا تاثير، كما أن دراسة الجينات تثبت بأن تسيد طفرتين في مجتمع معين يحتاج إلى 100 مليون .
المصدر
تنويه : قمت بغلق الموضوع لانه لتصحيح المعلومات الرائجة رغم انها مغلوطة و ليس للتعقيب و النقاش
ممتنة جدا مقدما للمرور و الاطلاع و التفهم
بالتوفيق للجميع باذن الله تعالى