بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحفريات
إن المشكلة الأساسية في إثبات النظرية تكمن في سجلالمتحجرات أي آثار الكائنات الحية المحفوظة في التكويناتالجغرافية للأرض، فلم يكشف هذا السجل قط آثار للأشكال المتوسطة التي افترضها داروين، وعوضا عن ذلك تظهرالأجناس وتختفي فجأة، ويدعم هذا الشذوذ حجة دعاة الخلق بأن الأنواع قد خلقها الله، كما أن الأدلة العلمية الأولية التي ارتكز عليها تشكيل وبناء التأريخ التطوري للإنسان هي مجموعة صغيرة يرثى لها من العظام، شبه أحد الأنثروبولوجيين هذه المهمة بتلك التي تعيد بناء سيناريوالسلم والحرب اعتمادا على 13 صفحة مختارةعشوائيا،فلم يعد هناك أي مجال للاعتذار بفقر المتحجرات، إذ أصبحت هذه المتحجرات غنية إلى درجة أصبح من الصعب فرزها وتصنيفها، وأصبح الاكتشاف يسبق عمليات التوحيد والدمج، ومع ذلك فإن سجل المتحجرات لا يزال يحتوي على فجوات كبيرةولا يصح ما يعتقد البعض أن الحفريات توفر جزءا هاما من الحجة العامة لصالح التفسيرات الداروينية في تاريخ الحياة،
الاستدلال الدائري
يعتقد المنتقدين أنه ليس هناك حفريات تدعم نظرية التطوربل مجرد استخدام لمغالطات الاستدلال الدائري بمعنى عكس وضع الدليل والنتيجة، حيث لا يصير الدليل هو الذي يقود إلى النتيجة كما في كل النظريات العلمية، ولكن يصيرالتطور أن تضع النتيجة أولا كنظرية مفروع منها ثم يتم تلفيق أي أدلة أخرى، بدءا من الأدلة المزعومة في الحفرياتووصولا إلى الأدلة التي يستغلون فيها عالم الجينات اليوم وارتقاء الاكتشافات المتوالية فيه خطوة بخطوة، حيث يتم أيضا استغلال الأعضاء ووظيفتها لصالح التفسير الصدفي التطوري العشوائي، كما فعلوا في القرن التاسع عشر عندما وضع أحد علماء الداروينية قائمة فيها حوالي 86 عضوا ضامرا أو آثريا على صحة التطور وهو يجهل وظيفتهم فيالكائن الحي، ثم مع توالي الاكتشافات العلمية والتشريحيةفلم يتبقى من هذه القائمة عضو واحد ليس له فائدة بعكس ما زعم مؤيدوا نظرية التطور أنها من بقايا التطور وأن ليس لها فائدة في جسم الإنسان،وكان من تلك القائمة الغدد الصماء قبل معرفة الهرمونات إلى آخر ذلك مما يلعبون عليه لجعل النتيجة أولا كحقيقة مفروغ منها ثم يفسرون أي شيء على أنه تطور، فاتباع هذا الأسلوب لا يصح لإثبات صحة النظريات بل العكس هو الصحيح أي الدليل ثم النتيجة، فنظرية التطور لم تقدم شيئا للعلم، ووصفت بأنها أكبر خدعة في تاريخ العلوم، فالخطأ المنهجي في نظرية التطور في الالتجاء لمغالطة المصادرة على المطلوب، وذلك يجعل المطلوب إثباته أو النتيجة المرجو الوصول إليها هي التطور، ومقدماته أو إحداها التي يجب الاستدلال عليها هي التشابه شيئا واحدا، والمغالطة المنطقية تحصل هنا حينما يتم افتراض صحة النتيجة التي يراد البرهنةعليها في المقدمات سواء بشكل صريح أو ضمني، وحين يتم الاستدلال بالنتيجة المرجو الوصول إليها كحقيقة أولية لبناء هكذا افتراض. ولهذا فالتطور يقوم على التلفيق لإثبات صحته من بين كل العلوم والنظريات المحترمة، ولعل حادثة العثور على ضرس واحد فقط وعلى الفور جعلوا من هذا الضرس دليلا على الحلقة المفقودة في تطور الإنسانوسلفه الماضي الغير موجود أصلا فأسموه رجل نيبراسكا ، ثم بعد ذلك اتضح أن الضرس كان لخنزير أمريكي بريمنقرض. أو مثل تلك الحادثة الأخرى عن عثورهم على جزء صغير من جمجمة والتي على الفور جعلوها تمثل سلف الإنسان أيضا فسموه ساعتها رجل أورك ثم تبين بعد ذلك ان الجمجمة لحمار. أو تلك العظمة الأخرى التي عثروا عليها ثم جعلوها ترقوة لسلف الانسان فتبين بعد ذلك أنها جزء من ضلع دولفين، فيعلق على هذه الواقعة أستاذ الأنثروبولوجيافي جامعة كاليفورنيا تيم وايت فيقول «المشكلة مع الكثير من علماء الأنثروبولوجبا هي رغبتهم الملحة لإيجاد أسلاف الإنسان، لذلك فإن أي شظايا من العظام تصبح عظاما لأسلاف » فهذه بعينها هي مغالطة الاستدلال الدائري،التي يعتمد عليها كل التطور من أيام داروين إلى يومنا هذا، وكما اعترف بذلك العالم التطوري رونالد ويستعندما قال «على عكس ما يكتبه معظم العلماء فإن سجل الأحافير لا يدعم نظرية داروين، لأننا نستخدم تلك النظرية لتفسير السجلات الحفرية،ولذلك فنحن مذنبون في الاستدلال الدائري حين نقول أن السجل الأحفوري يدعم هذه النظرية » فلو صح التطور لامتلئت الأرض بمليارات من حفريات الكائنات الوسيطية أو البينية بين الأنواع المختلفة أثناء تطورها ببطء عبر الزمن، وتتجلى فيها أخطاءالعشوائية والتخبط الذي من المفترض أن يعمل التطور عليهوانتقائه، لكن هذا ما لم يحدث تماما كما اشتكى داروينوإلى اليوم.
المصدر
و لنا عودة للتتمة
تنويه : اغلقت الموضوع كالعادة لانه لتصحيح المعلومات و ليس التعقيب .
امتناني المسبق للمرور و الاطلاع