صاموئيل موريس، مؤكد أنك سمعت بهذا الاسم هنا أو هناك. المخترع الأمريكي الذي يعود له الفضل في اختراع وسيلة اتصال وتواصل باستعمال الأصوات والومضات الضوئية فقط وذلك في الفترة 1830s و 1840s. فهو صاحب الاختراع الذكي، التلجراف، فقد طور تكنولوجيا التجراف وأرسل أول رسالة تلجراف في تاريخ 24 مايو 1844م. لكن وعلى الرغم من مساهماته التكنولوجية الكبيرة، إلا أنها ساعدته في وقت متأخر في حياته.
” أول تلجراف تم اختراعه وذلك بفضل العالم صاموئيل موريس”.
قبل أن يُعرف موريس كصاحب الاختراعات التكنولوجية المهمة، كان يكسب لقمة عيشه من عمله كرسام محترف. وبعد تخرجه من جامعة ييل في عام 1810م، انتقل إلى لندن للدراسة في الأكاديمية الملكية للفنون. من لوحاته كانت لوحة هرقل المحتضر، وهي لوحة زيتية شهيرة رُسمت على خلفية قماشية بأبعاد 2.43 في 2 مترًا، تلقت لوحته بعض الإشادات من نقاد مختلفين. وبعد أن عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، صنع لنفسه اسمًا عبر رسم لوحات بورتريت لشخصيات أمريكية نافذة في المجتمع السياسي مثل جون آدامز، وجيمس مونرو وشخصيات أخرى.
حادث مأساوي ساهم بتطوير صاموئيل موريس لنظام البرقيات
في شهر فبراير من عام 1825م، كان موريس في واشنطن لرسم صورة للماركيز دي لافييت عندما تلقى رسالة من والده. محتوى الرسالة كان بأن زوجته، لوكريشيا، في مرضٍ شديد بعد أقل من شهر من ولادة طفلهما الثالث. على الفور، حزم صاموئيل موريس أمتعته ووضب أغراضه الفنية ليتجه إلى نيو هافن، لكنه وصل متأخرًا إلى منزله حيث كانت زوجته قد فارقت الحياة وتم دفنها منذ أيام. هذا الحادث المؤلم أوقع موريس في هالة من الألم والجرح العميق وجعله يُصمم على تطوير وسيلة لإيصال الرسائل المستعجلة في وقت قصير.
استمر موريس في العمل كفنان ورسام لعدة سنوات أخرى، لكن التفكير في تطوير وسيلة اتصالات سريعة ظل في عقله يُسيطر على سكناته وحركاته. بعد عدة سنوات وفي عام 1832م، كان موريس على متن سفينة عائدًا من أوروبا. حيث التقى على السفينة تشارلز توماس جاكسون، وهو عالم من بوسطن كان قد طّور المغناطيس الكهربائي (الكهرطيس). عندها، أصبح موريس أشد اقتناعًا باستعمال هذا المفهوم في نقل الرسائل، وبطبيعة الحال، كان على حق! (على الرغم من أن جاكسون رفع دعوى قضائية ضد صاموئيل موريس بتهمة سرقة الفكرة في وقت لاحق)!
وبعد العديد من الاختبارات والمحاولات، أرسل موريس في عام 1944م أول برقية من واشنطن العاصمة إلى بالتيمور، وكان محتوى الرسالة جملة من كتاب الإنجيل: (What hath God wrought?). بعدها أصبح استعمال البرقيات شائعٌ جدًا بفضل موريس والحادث المأساوي بوفاة زوجته دون أن يودعها.
على الرغم من نجاح موريس أخيرًا في تطوير نظام البرقيات لإرسال الرسائل السريعة والطارئة، إلا أن عمله كفنان ترك انطباعًا كبيرًا. ففي عام 1982م، تم شراء لوحة لموريس من قبل متحف اللوفر بسعر 3.25 مليون دولار. ففي وقت موريس، كان أعلى سعر باع به لوحاته هو 1300 دولار في تاريخ 1832م.