تحكي تاريخ النضال الفلسطيني
بالصور: أكبر جدارية في العالم ترى النور قريباً في غزة
أحد لوحات الجدارية الفنية (24)
24 - غزة
على قدم وساق، ومنذ شهور يحاول أكثر من 300 فنان وموهوب فلسطيني، الانتهاء من رسم أكبر جدارية في العالم تحاكي مراحل التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، ومن المقرر افتتاحها في يوم الأرض الذي يحييه الفلسطينيون في الـ30 من شهر مارس (آذار) من كل عام.
الجدارية التي سيتم افتتاحها على أرض ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة، يسعى القائمون عليها لأن تدخل موسوعة "غينيس" كأكبر جدارية في العالم بطول 2300م، بدلاً من الجدارية المسجلة حالياً والتي يبلغ طولها 150 متراً، وهي من تنفيذ مركز نوار التربوي، وهو أحد المراكز التابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر العاملة في قطاع غزة.
وشارك في رسم الجدارية فنانون محترفون وأطفال موهوبون وتحمل مواضيع تلخص معاناة الشعب الفلسطيني.
مواضيع الجدارية
تقول مديرة مركز نوار التربوي، نجوى الفرا لـ24، إن الجدارية ستتخذ شكل قبة الصخرة وباب العامود، بمجسم يعد الأول والأضخم من نوعه، وأنها ستحكي تاريخ القدس، واللاجئين، والحروب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتشير الفرا، إلى أن الجدارية تتضمن لوحة فنية للمتضامنة الأمريكية، ريتشيل كوري، التي دهستها جرافات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة عام 2003، وهو ما تؤكد الفرا أنه لمسة وفاء من الشعب الفلسطيني لكل المتضامنين معه، ومناشدة للعرب والمسلمين أن يدعموا القضية الفلسطينية رغم انشغالاتهم الداخلية.
رسائل الجدارية
تؤكد الفرا إن الجدارية رسالة لكل العالم بأن الشعب الفلسطيني لن ينسى أرضه وشهداءه، الذين سقطوا عليها بفعل المجازر الاسرائيلية التي وقعت خلال فترات الصراع مع إسرائيل.
وتوضح أن هذه الجدارية صرخة من الشعب الفلسطيني بأنه لن يعدم الوسيلة في الدفاع عن أرضه، وإثبات أحقيته بها، وأنه لن يفرط بشبر منها مهما بلغت تضحياته في سبيل ذلك، مؤكدة أنها تعبير راقٍ عن أصالة الشعب الفلسطيني، وحبه للفنون والسلام رغم ما تحاول إسرائيل إلصاقه به من تهم الإرهاب.
إبداع فني
الفنان ياسر ضاهر أحد المشاركين في رسم هذه الجدارية، قال لـ24، إن ما يميز هذه الجدارية أن كل لوحاتها باللونين الأبيض والأسود، وهو ما يضيف لمسة جمالية لها بالرغم من زيادة الصعوبة التي تقع على عاتق الفنان في نقل احساسه من خلال اللوحة التي يرسمها.
وأكد ضاهر أن اللوحة التي شارك برسمها ضمن الجدارية بلغ طولها خمسة أمتار، تناولت المقدسات الفلسطينية المسيحية والإسلامية، وعرجت على قضية اللاجئين الفلسطينيين وتمسكهم بحق العودة، ولفتت الأنظار لدور الشباب الفلسطيني في النضال الوطني، والتعبير عن طموحاته في الحرية والاستقلال.
وأشار إلى أن هذا العمل الفني شكّل إضافة لمسيرته الفنية في الرسم، من خلال التقائه بعدد كبير من الفنانين الفلسطينيين والموهوبين، آملاً أن تصل رسالة السلام والمحبة والصمود التي أراد إرسالها من خلال مشاركته في رسم هذه الجدارية.
وتجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين يحيون يوم الأرض والذي يصادف الـ30 من شهر مارس(آذار) من كل عام، والذي تعود أحداثه للعام 1976 بعد أن قامت إسرائيل بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة، التي تعود لفلسطينيين، وهو ما رد عليه فلسطينيون بإضراب عام، ومسيرات أعقبها مواجهات أسفرت عن سقوط 6 شهداء وإصابة واعتقال المئات.