180 ألف تركي يحضرون جنازة وهمية لبطلٍ تعرّض لطلق ناري في أحد مسلسلاتهم المفضلة
بعض الأفلام والمسلسلات يبلغ نجاحها مستويات كبيرة جيداً إلى درجة أن أحداثها وتفاصيلها تُصبح قضايا للنقاش بين عموم الناس في المقاهي وعلى الأرصفة، لأنها تكون لساناً ومرآة لحالهم ومشاكلهم، أو لأنها تعطيهم الأمل في مستقبل وحياة أفضل، لكن ماذا حينما يصل تأثير السينما إلى درجة تُصبح فيها الحياة الحقيقة مكان لتتمة المَشاهد، ولو ضحكاً واستمتاعاً.
هذا ما وقع في إسطنبول، حيث نظم 3 شبان على فيسبوك حملة لحضور "جنازة" بطلهم المفضل الضابط حسني تشوبان في مسلسل "الأزقة الخلفية" (Arka Sokaklar)، بعد أن أصيب بطلق ناري نهاية حلقة الأسبوع الماضي من ضابط شرطة خائن "يشتغل مع الإرهابيين"، فيما يتوقع كثيرون وفاته وخروجه من السلسلة البوليسية التي استمرت لأكثر من 10 سنوات.
ورغم كون الأمر يتعلق فقط بمسلسل، إلا أن الجنازة التي دعا إليها الشباب لقيت انتشاراً واسعاً بين متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد الراغبين في حضور مراسيم الجنازة إلى حدود الأحد 1 مايو/ أيار 2014 ما حوالي 182 ألف مشيع، فيما عبر 100 ألف آخرين اهتمامهم بالأمر.
وكتب منظمو جنازة الضابط حسني، الذي يلعب دوره الممثل أوزجور أوزان، عبارات لتحفيز الناس على المشاركة من قبيل "نحن ننتظر الجميع في جنازة الضابط المرحوم حسني تشوبان الذي قدم مجهودات كبيرة لقوات الشرطة التركية".
ونشر عدد كبير من متابعي المسلسل الذين عبروا عن رغبتهم بالمشاركة في الجنازة الوهمية، صوراً من المقبرة التي حددها منظمو الحدث، مرفقة بدعوات للرحمة والمغفرة لبطلهم المفضل.
وخلق مشهد إطلاق النار على الضباط حسني في حلقة الأسبوع الماضي من المسلسل، تأثيراً كبيراً في تركيا، حيث قام الكثيرون بإعادة تمثيلها، خصوصاً في النوادي السينمائية بالمدارس، وقد انتشرت فيديوهات الأطفال وهم يؤدونه على الشبكات الاجتماعية بسرعة، محققة أرقام مشاهدة عالية جداً.
ولم يمر الحدث من دون انتقادات أيضاً، حيث عبر بعض المعلقين على فسبوك عن امتعاضهم من العدد الكبير للمشاركين في حملة هدفها فقط التسلية والمتعة، "فيما لا يهتمون بالشهداء الحقيقيين من عناصر الشرطة والجيش".
يُذكر أن مُسلسل "الأزقة الخلفية" البوليسي قد بدأت أولى حلقاته سنة 2006، ليصل الآن إلى جزئه الرابع، حيث يلاحق فريق من أذكى ضباط شرطة إسطنبول المجرمين في شوارع المدينة، وفي نفس الوقت يعيشون أحداثاً ومغامرات ودراما في حياتهم الشخصية.
منقول