رانييري أصبح معشوق مدينة ليستر الإنجليزية
أبوظبي - سكاي نيوز عربية
في أحد أقوى دوريات العالم، وبين أعرق الأندية على المستوىين الإنجليزي والأوروبي، شق المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري طريقه إلى الأضواء بين عمالقة مدربي العالم، ليحقق إنجازا تاريخيا، له شخصيا، ولفريقه ليستر سيتي.
فقبل مرحلتين على نهاية الدوري الإنجليزي الممتاز، توج ليستر رسميا بطلا للبريميرليغ لأول مرة بتاريخه، بعد أن انتهى ديربي لندن بين توتنهام وتشلسي بالتعادل 2-2، ليصبح الفارق بين توتنهام الثاني وليستر المتصدر 7 نقاط، ويفقد توتنهام آماله في المنافسة على اللقب، ويتوّج فريق "الثعالب" على عرش الكرة الإنجليزية بعد 132 عاما على تأسيس فريقهم.
استثمر المدرب الإيطالي، عدم الاستقرار الذي عاشته أغلب الفريق الإنجليزية في موسم 2015-2016، وعلى رأسها البطل تشلسي، وكذلك مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال ومانشستر سيتي، وتمكّن من مقارعة كبار المنافسين باستراتيجيته الدفاعية القوية، التي طبقها مرارا كما عرف بها أصحابها الطليان.
وسلّط تتويج ليستر سيتي باللقب أنظار العالم باتجاه رانييري الذي واجه سطوة "أسود" الكرة الإنجليزية بتكتيكاته الواقعية، وبتوليفة لاعبين متألقين أمثال الجزائري رياض محرز والإنجليزي جيمي فاردي والفرنسي نغولو كانتي، إضافة إلى الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل.
ولم يكن كبار مدربي الفرق الإنجليزية في بداية الموسم يأخذون رانييري وفريقه على محمل الجد حتى اكتملت المفاجأة، وبين هؤلاء جوزيه مورينيو وآرسين فينغر ومانويل بيلغريني ولويس فان غال.
وظل رانييري خلال مسيرة الدوري متحفظا بشأن إمكانية فوز فريقه في اللقب بسبب المطاردة القوية من فريق توتنهام اللندني، لكنه وقبل 3 مراحل من النهاية قال إن فريقه يسير الآن بخطى ثابتة نحو اللقب، وأضاف "قصتنا تستحق نهاية سعيدة، كما في الأفلام السينمائية الأميركية".
البداية
رانييري، الذي ولد عام 1951، بدأ مسيرته كلاعب كرة قدم، ثم انتقل إلى التدريب في بداية الثمانينيات مع أندية متواضعة من الصف الثاني مثل كالياري الذي نجح في نقله من الدرجة الثانية إلى الأولى Serie A.
وانتقل رانييري بعد ذلك ليكون مديرا فنيا لكل من نابولي وفيورينتينا، قبل أن ينتقل إلى إسبانيا ليدرب فالنسيا وأتلتيكو مدريد.
وفي عام 2000 انتقل المدرب الإيطالي إلى إنجلترا ليتولى منصب المدير الفني لفريق تشلسي.
وخاض رانييري مع الفريق الإنجليزي 4 مواسم تمكّن من خلالها من رفع مستوى الفريق وترتيبه في الدوري عاما بعد عام، وانتهى به الأمر وصيفا لبطل الدوري عام 2003 وتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال في نفس العام.
وفي عام 2004 أقال مالك نادي تشلسي، الجديد وقتها، الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، بعد أن أسس نواة قوية للفريق الذي بقي في تطور مستمر إلى أن توج ببطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2012.
وبعد تشلسي، استلم رانييري تدريب فالنسيا الإسباني، ثم بارما ويوفنتوس وروما وإنتر ميلانو في إيطاليا. ودرب موناكو الفرنسي لموسمين، وتوجه بعد ذلك لتدريب المنتخب اليوناني الذي لم يكمل معه 4 أشهر.
وفي عام 2015 عاد رانييري إلى إنجلترا مديرا فنيا لفريق ليستر سيتي، فحقق معه إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم، فحقق معه بطولة الدوري بعد أن كان الفريق مهددا بالهبوط في العام السابق.