بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لما تبين لنبي الله يوسف عليه السلام انه مقصود بشخصه ولن تنفك النسوة من ملاحقته بمكرهن
وكيدهن ناجى حبيبه بقوله ( رب السجن احب الي) لكي يهرب منهن وينجوا بنفسه لقوله عليه السلام
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ
الْجَاهِلِينَ (
وهذا ماعبر به بمناجاته وتوسله بالله تعالى فاستجاب له تعالى وسخر السجن له حتى اصبح مكاناُ
للهداية الى الله تعالى فكان عزيزا مكرما حتى خرج من السجن بعد سبع أو ثمان سنوات معدودة
ليصبح عزيز مصر وليمنح بعد خروجه من السجن وساما بمرسوم ملكي ,خرج اهل مصر لاستقباله
بالورود والرياحين وقد افترشوا تحت أقدامه البسط الحمراء حتى أدخلوه على ملك مصر
الذي استقبله استقبالا يليق بالملوك واجلسه الى جنبه وزينه بوسام ثقته فكان عزيز مصر وامينها .
أما سجين بغداد الإمام موسى جعفر سلام الله عليه الذي قضى عشرون عاما من عمره الشريف متنقلا
في سجون طاغية وفرعون زمانه (هارون العباسي ) بدءا من البصرة وحتى بغداد وهي المحطة الاخيرة
في سجن السندي بن شاهك لعنه الله الذي لم يستطع الإمام لمظلوم أن يميز الليل من النهار وكان
طوال سجنه صائما في تلك السنوات العجاف والمظلمة , يروى عن أحد اصحاب الامام وهو علي بن سويد
وكان من شيعته ومحبيه وكان ايضا تاجرا من تجار بغداد يروى انه استطاع ان يصل الى سجن الامام
سلام الله عليه بعد جهود كبيرة وبذل من الاموال ادخلوه الى طامورة الامام يقول كنت انحدر بهذه الطامورة
وكأني اهوي الى باطن الارض حتى وصلت الى الامام روحي فداه توقفت وقد انتابتني الدهشة
والتعجب ودموعي تنحدر على لحيتي بدون ان اشعر بها توقفت لان الامام كان ساجدا في تلك اللحظات
ولكنه انتبه لاني اجهشت بالبكاء لما رأيت من منظر تكاد السماوات يتفطرن له هيكل القداسة لو اراد ان
يرفع طرفه الى السماء داعيا الله تعالى لاستجاب له , فيقلب عاليها سافلها ولكنه رضي بما قسمه الله
تعالى له فكان شاكراُ له على ما استجاب له دعوته بأن أفرغ له مكانا لعبادته , انتبه الامام وقد علت
ابتسامة على محياه وشفاه ذابلة من التسبيح والتهليل لله تعالى وهو يقول مرحبا بك ياعلي ادنوا الي
يقول فدنوت منه مقبلا يديه ورجليه واذا بصوت الامام يشق مسمعي وأنامله تمسح على رأسي
قائلا ( مالذي يبكيك ياعلي ) قلت سيدي مما اراه فيك وانت ابن رسول الله صلى الله عليه واله ولوشئت
لدعوت الله تعالى على هذا الطاغوت ولأخذه اخذ عزيز مقتدر لقد كان ابن رسول الله ينصت اليه ويستمع
حتى افرغ مافي قلبه من الم يتضاعف مدى الايام رد عليه الامام موسى بن جعفر سلام الله عليه , ياعلي
بلغ شيعتنا منا السلام وقل لهم حدثني العبد الصالح موسى بن جعفر عن ابيه الصادق عن جده محمد
الباقر عن جده علي بن الحسين عن جده الحسين بن علي عن جده علي امير المؤمنين عن جده
رسول الله صلى الله عليه واله عن جبريل عن الله تبارك وتعالى قال , (مثل المؤمن كمثل كفتي ميزان كلما
زيد في ايمانه زيد في بلائه) قلت سيدي ضاقت الصدور متى اللقاء قال ياعلي بلغ شيعتي عني السلام
وقل لهمالقاهم يوم الجمعة على الجسر ببغداد, انتهت تلك اللحظات بزعقات وصياح السجان فخرجت ُ
امسح دموعي بكمي واهرول الى بيوت شيعتنا لابشرهم بالبشارة . ان مولاي موسى بن جعفر سيحرج
الجمعة والمكان على الجسر ببغداد , لم يبق احد الا واخبرته فكنا ننتظر الساعات تمر باحر من الجمر
للقاء الامام, ولكن في الجانب الاخر لم تغمض عين لهارون بل سادها الارق لوجود الامام الكاظم روحي
فداه فكلما اراد ان يحط من قدره تجلى كوكبه بسماء المظلومين والمقهورين مؤرقا مضاجع الطغاة
والمستكبرين جلس يفكر بوسيلة ما لكي يتمسك بها ويشهر بسمعة الامام الكاظم سلام الله عليه
وما علم انه امام معصوم قد طهره الله من الرجس والدنس فدعى بجارية من أجمل الجواري في قصره
بمهمة الى سجن الأمام المظلوم لإغراء الأمام عليه السلام فجيئ بها الى السجن فأدخلها السجان
وأغلق عليهم باب السجن هي والامام عليه السلام . هنا اتسائل الم يهرب نبي الله يوسف من زليخا,؟
كما قال الله تعالى: (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه
ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ) مع وجود التسديد والرحمة الالهية وعناية من الوحي
بعد أن أغلقت عليه الأبواب السبعة ونجى بنفسه
ولكن الامام موسى بن جعفر كان في طامورة مظلمة لايميز الليل من النهار وكان مقيداُ حتى كان
وزن الحديد اكثر من رطل وكان ساقه مرضوض لايتمكن من الجلوس عليه ولم يكن هناك نعيما ينعم به
الا بمناجاته مع الله تعالى وأدخلت عليه هذه الجارية وهنا محل الابتلاء لم يكن الامام يحتاج الى ان تهم به
ويهم بها لانه كما اسلفت لايتمكن من الحركة السريعة لكسر ركبته ولم يكن الامام بحاجة الى جمال
يسعد نفسه به وهو الذي يرى جمال الله تعالى في كل غمضة عين ولم يكن الامام يحتاج الى مساعدة
من احد لكي يدفع عنه هذا الابتلاء , وكما ذكرنا الحديث الذي رواه لعلي بن سويد ( المؤمن كلما زيد في ايمانه زيد في بلائه ) لقد كان يقول في تضرعه وسجوده بعد ان نحل جسمه وانهكته عذابات السجون
يتمتم بهذا الدعاء وقطرات من دموعه تسقي ثرى السجن لتنبع جحيما على رأس الطاغية كان يقول :
( ..يا سيدي بحق جدي المصطفى وابي المرتضى وجدتي الزهراء .. نجّني من حبس هارون ، وخلّصني
من يده ، يا مخلّص الشجر من بين رمل وطين وماء خلصني من سجن هارون ، ويا مخلّص اللبن من بين
فرث ودم خلصني من سجن هارون ، ويا مخلّص الولد من بين مشيمة ورحم خلصني من سجن هارون ،
ويا مخلّص النار من بين الحديد والحجر خلصني من سجن هارون ، ويا مخلّص الروح من بين الأحشاء
والأمعاء خلصني من سجن هارون ، خلّصني من يدي هارون !.. لقد أفترش الأمام نفسه للسجود
وقد مد أحد رجليه لأنه قد تم كسرها من أثر الضرب بمقامع الحديد
( السلام على ذو الساق المرضوض)..
وبينما الأمام في سجوده ومناجاته قامت الجارية بالتعري وألقت جميع ماعليها من ثياب وقالت بصوت
رقيق مخاطبة الإمام عليه السلام : أليس لك حاجة : ولم يجبها الإمام عليه السلام ولم ينظر خلفه اليها
ولما كررت النداء الذي يشبه قول ( هيت لك ) ..نظر اليها الإمام المعصوم حليف السجدة الطويلة
وراهب ال البيت وغطاها الأمام عليه السلام عبائته المباركة ..نعم غطى جسدها العاري الذي يكشف
عري افكار الطاغية هارون وخبثه .. هذا ابن محمد المصطفى صلى الله عليه واله الذي صدع الجبل
من تحمل الأمانة فحملها هذا بن من نزل القرأن على قلبه ..وهذا موسى الكاظم حفيد محمد صلى الله
عليه واله ووارث علمه وأدبه وخلقه ومنطقه ...لما رأى الأمام جهل هذه الجارية ومكر هارون وخبث
سريرته ..رق الامام عليه السلام حزنا على حالهاوقال لها ...أنظري الى هذا الجدار ..( جدارالسجن )..
وفتح الإما م عليه السلام اصبعيه وقال للجارية :أمة الله أنظري من خلال أصابعي الى الجدار الان ..
ولمانظرت الجارية الى الجدار واذا بها ترى الجنة ..نعم ..لقد أراهاالأمام عليه السلام الجنة ..
ونظرت الى الحور العين والقصور والى الأنهار والى جمال الجنة ..حينها قال لها الإمام عليه السلام .
أمة الله أعبدي الله حق عبادته وأصبري على طاعته ليكون جزاؤك جنة عرضها السموات والأرض,
ومرت ساعات حينها أرسل الخبيث هارون اللعين خلف السجان وقال له : الأن ادخل السجن
وانظر ماذا يجري ..ومامضت الا فترة حتى جاء السجان مهرولا الى هارون ليخبره بأن الجارية ساجدة
وتصلي خلف الأمام وهي تبكي وتناجي ربها أن يغفر لها بحرمة الامام موسى بن جعفر عليه السلام
حينها أمر هارون اللعين بأخراج الجارية من السجن وقال لها ..أنا أرسلتك لأغواء وأغراء موسى بن جعفر
أصبحت تصلين خلفه وتبكين وتناجين الله ..قالت الجارية ..وكما قال أهل مصر لفرعون ( اقض ما أنت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا )... أن نور وجه الإمام قد تجلى فيه عظمه الله في عرشه ,,لقد أراني الجنة ..
وانا لا أقدم شيء على جنة الله ..إمامي موسى هو جنتي ..إمامي موسى هو طريقي الى الله ..
عندها أمر هارون بقتلها خوفا من نشر الخبر .
سيدي يايوسف الصديق , سيدي ياعزيز مصر أن كان قد سجد لك أحد عشر كوكبا والشمس والقمر
فقد سجد الكون كله لموسى بن جعفر عليه السلام لأن الله تعالى قد خلق الكون ومافيه لأجل محبة
أهل البيت عليهم السلام وموسى الكاظم عليه السلام من أهل البيت بقوله تعالى في الحديث القدسي:
إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ،
ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء .
سيدي ياعزيز مصر أن كنت قد رأيت في رؤياك بأن الشمس والقمر قد سجدوا لك ..
فأن إمامي موسى الكاظم عليه السلا م قد رأى جده رسول الله صلى الله عليه واله فشكى له مايلاقيه
في سجن هارون فأخبره بأن يوم خلاصه من السجن يوم الجمعة على الجسر ببغداد وهو مقيد بالسلاسل
ويحمل جنازته أربعة من حمالي بغداد وينادى عليه بذل الأستخفاف . الا لعنة الله على القوم الظالمين
وسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تلقى الله تعالى بقيودك شاكيا لجدك المصطفى
وابيك المرتضى ماحل بك رزقنا الله تعالى زيارتك في الدنيا وشفاعتك واجدادك وابنائك الطاهرين
يوم الدين والحمد لله اولا واخرا.
رحم الله من نادى واا إماماااه واا كاظماااه
الله على اللي قضى بسجن بغداد
شاف كل الألم وكل الشداد
واصبحت الشيعه بفرقته بحداد
تندب وتنادي راحي ابن الزكيه
شافوا جثته مقيدة ياويلي بالحديد
والجسم متورم من السم الشديد
والمنادي ينادي عليهم من بعيد
مات ياناس امام الرافضيــــــــه
يا الرضا جهز ابوك وعاين اوصاله
وطيب جسمه واعطف لحاله
وشيله على النعش ونزله بمكانه
بس تذكر وش صار بالغاضريه
جدك قضى ضامي وقلبه صاير جمره
داسه الشمر بنعاله وقطع نحره
وعاشت اعياله بعده في سنين مــــره
وخواته انقادوا لقصر ابن الدعيه
إنّهُ الكاظم شُعلة الوجودِ،
مَن بهِ نحيا روعة السّجودِ ،
ذاب في الله وهو بالقيودِ
عَظَّم الله اجورنا وأجوركم بإستشهاد قاضي الحوائج (ع)