كنت اسمع مقولة : المستحيلات ثلاثة .
هي : الغول ، والعنقاء ، والخل الوفي.
توقفت عند الخل الوفي . كيف يكون من المستحيلات .
اما الغول: فهو ان تبنى آمال عريضة ( أماني) لا يمكن تحقيقها.
وان تحقق البعض ، لن يتحقق الاخر . ما كل ما يتمنى المرء يدركه .
اما العنقاء: فطائر اختفى زمن النبي سليمان . ولذلك قصة
تقول: أن العنقاء سمعت من النبي سليمان أن كل قدر واقع (مقدر بقدره)
قالت كل قدر واقع لا يمكن ان يحال دونه . قال نعم . قالت بعناد مستحيل
قال لها النبي سليمان بشهادة المخلوقات التى سخرت له . سأدلك على ولد
سيولد في الشرق ، وبنت ستولد بالغرب .وبينهما بحار وصحاري وجبال
الولد فى الشرق ،والبنت فى الغرب وسيجمع الله بينهما.
هل تستطيعي أن تحولي دون جمعهما ؟
قالت نعم : قال اذا ولدوا، اخبرتك بخبر البنت او الولد ايهما شئيتي.
فلما ولد المواليد. فاخبرها . قالت اريد البنت. دلها على مكانها. طارت واخذتها
وكانت طائر العنقاء اكبر الطيور على وجه الارض.
ذهبت بها الى جزيرة نائيه في وسط بحر بعيد. ووضعتها في عش قد أعدته
واصبحت تأخذ الحليب ممن يحلبوا وتغدي البنت حتى كبرت واصبحت صبيه
والود اصبح صبيا . فخرج مع صحبه في رحلة صيد بحرية فغرق مركبهم
ولم ينجوا الا الولد الذي صارع ونقلته الامواج للجزيرة على بقاي من مركبهم
. وكان منهك فتسلل يبحث عن شيئ يأكله وجد فواكه وجداول مياه عذبة
.وظل في هذه الجزيرة أياما .
وفي يوم وهو متكئ على جذع شجرة شاهد ظل يختفى ويعود فرفع راسه
فشاهد وجه البنت . التى اختفت مجرد انه رفع راسه . وظل ايام حتى انست
البنت به وانس اليها . فاصبحا اذا ذهبت العنقاء نزلت البنت واذا حان قدومها
جالبة الطعام صعدة . والعنقاء فقط تجلب الطعام وتغادر لأنها من جنود سليمان
وفى يوم سألها سليمان عن البنت . هل حلتي دون القدر ؟ قالت نعم . قال غدا
أتي بها . العنقاء قالت للبنت غدا سآخذك لنبي الله سليمان . وقد احظرت كيس
من الجلد . وقالت سآخذك بهذا .البنت قالت للولد اطلع سنغادر ولن اتركك .
طلع للعش فلما اقبلت العنقاء في اليوم التالي قامت البنت واخفت الولد داخل
الجلد . فلما وصلت العنقاء قالت ادخلي الكيس فدخلت وطارت بها حتى وضعت
الكيس امام سليمان . قال لها افتحيه . فلما فتحت خرجت البنت والولد.
طارت العنقاء في السماء ثم رمت نفسها بالبحر . فهلكت . واصبحت من
المستحيلات تذكر ولا تعرف او توجد .
اما الخل الوفي : الخل من تخلل دمك حبه وليس مجرد معرفة او صديق
والوفاء شمة الكرام ، والغدر شمة اللئام . وكنت اظن تصنيف
الخل الوفي من المستحيلات (وهم .) حتى مستنى الكربة مع من لم ألم بذنب
او ايذاء او أذية له أو بحقه ,بقصد وأنا اعلم أو بدون قصد. فتبين انني أنا (الواهم)
فقد كنت احسن الظن ، والتمس العذر لمن أجد له عذر .واعتذر عما قد يكون
قد صدر مني بدون وعي او علم . لان العقل والمنطق لا يقبلان ان اتخلى عن صديق
لمجرد زلة ربما لم يقصدها
كان هذا يقينى ومنهجي . حتى اكتويت بالتجربة المرة . حينما كان بعض من اعتبرهم
في مقام النفس ان لم تكن النفس . لينقلبوا فجأة . فأجد أنني أنا الواهم
وليس من الحق الخل الوفي بتصنيفه بالمستحيلات .
وانا بتجربتي أقول لكم . نصيحة :دع النسيان يودع من بالخذلان قد ودعك .