يقول قداسة البابا شنوده الثالث أطال الله حياته
إننا نذكر في قصة أيوب الصديق، قول الكتاب "وكان ذات يوم، أنه جاء بنو الله، ليمثلوا أمام الرب. وجاء الشيطان أيضاً في وسطهم. فقال الرب للشيطان من أين جئت؟ .." (أي1: 6،7). فتآمر الشيطانعلى أيوب.
إذن فالشيطان يمكنه أن يتجرأ ويقف في موضع مقدس، فيه الله نفسه، ليحاول أن يضر أحد المؤمنين.
ونقرأ أن الشيطان جاء إلى السيد المسيح على الجبل، وتجرأ أن يجربه، ويستخدم آيات من الكتاب، بل وقف مع المسيح أيضاً على جناح الهيكل ليجربه أيضاً.
ولكن كل ذلك بلا شك بسماح من الرب
ونسمع عن خطايا كانت تحدث في مواضع مقدسة في العهد القديم، في أيام عالي الكاهن، بواسطة ابنيه، مما تسبب عنها غضب الله، ولا شك أنها بتدخل الشيطان...
وقد يدخل الشيطان إلى الكنيسة ليشتت أفكار المؤمنين، ويبعدهم عن الصلاة حسداً منه .. وقد ينتصرون عليه بقوة الصلاة، وقد يضعف بعضهم. أما كونالكنيسة مدشنة، فهذا لا يمنع، لأن الإنسان المؤمن نفسه، مدشن، وممسوح بالميرون، ومع ذلك قد يدخل الشيطان إلى قلبه وفكره ليجربه ...
إن الله قد يعطي الشيطان حرية للعمل، ولكنها حرية في نطاق محدود، وتقابلها دينونة.
ولذلك نقول إن الشيطان حالياً مقيد، منذ يوم الصلب. والقيد معناه أن حريته ليست كاملة، وإلا خرَّب العالم.
هناك أوقات يقول فيها الرب "اذهب يا شيطان" كما حدث على جبل التجربة. أو يضع له حدوداً لا يتعداها كما في تجربة أيوب ...
وفي يقيني أن الشيطان لا يحتمل وقت حلول الروح القدس، واستحالة الأسرار أثناء القداس الإلهي.
هو لا يحتمل هذه اللحظات المقدسة، والله لا يسمح له. والمؤمنون يكونون في حالة روحية سامية لا تسمح مطلقاً بالاستجابة لفكر الشيطان، الذي يتعبه الخشوع القلبي العميق في ذلك الوقت، وعمل الروح القدس في الأسرار والناس.
وعموماً إن دخل الشيطان الكنيسة ليعمل، يكون ضعيفاً. ولا يجد له مجالاً فيها، إلا في الذين يكونون داخل الكنيسة، وأما قلوبهم وعقولهم فخارجها ..!
وقد يلقي الشيطان شكوكاً، حتى في أوقات مقدسة، وأثناء الصلاة، ولكن إذا كان القلب متصلاً بالله، فإن الشكوك تبقى خارجه مهما ثقلت وطأتها، ويعود الشيطانفاشلاً