بغداد/معتز عباس:
تُجهز أور ..المدينة السومرية العراقية الأثرية، العائد تاريخها إلى 4500 عام قبل الميلاد، زقورتها الشامخة قبل أهرامات مصر والمايا والأنكا في بيرو والمكسيك، ومعابدها المزخرفة باللغة المسمارية، لاستضافة وفود دولية كبيرة تحضيرا لإدراجها ضمن محميات التراث العالمي، قريباً.
رسالة دعوة إلى بابا الفاتيكان، فرانسيس، لزيارة أقدم إمبراطوريات التاريخ، وجهت له من حج مسيحي لأول مرة يُحوم في أور بجنوب العراق، تحديا للأذى الذي خلفه تنظيم "داعش" بتاريخ الآشوريين والكلدان في الموصل، ومناطق سهل نينوى الأثرية.
وكشف مستشار رئيس مجلس محافظة ذي قار لشؤون السياحة والآثار، منقب الآثار العراقي البارز، عامر عبد الرزاق الزبيدي، لـ"سبوتنيك"، عن وصول وفد دولي كبير إلى أور الأثرية قريبا ، تحضيرا لإدراجها على لائحة التراث العالمي ضمن محميات منظمة اليونسكو.
وأوضح الزبيدي، أن موعد التصويت على إدراج مدينة أور الواقعة في تل المقير بمحافظة ذي قار جنوب العراق، والتي يرجع بها التاريخ إلى 4500 عام قبل الميلاد، على لائحة التراث العالمي، سيكون في تموز/يوليو المقبل، في تركيا.
وعد الزبيدي، الحج المسيحي ويضم أكثر من 250 مسيحياً، الذي زار أور الأثرية لأول مرة لإجراء طقوس الحج المسيحي في المدينة كونها للنبي إبراهيم الخليل حيث ولد فيها، هو الأول من نوعه في البلاد تزامناً مع وقت مهم جداً للتصويت على إدراج أور ضمن التراث العالمي.
ولخص الزبيدي، مطالب الحجاج المسيحيين، الذين حضر معهم القداس ممثل بابا الفاتيكان في العراق، بأن تكون هذه بداية للحج وزيارة أور، وموافقة وتصويت اليونسكو على إدراج أور ضمن لائحة التراث العالمي، والاهتمام بهذه المدينة العظيمة.
وتابع قائلا إن الوفد المسيحي طالب أيضا ، بابا الفاتيكان فرنسيس، لزيارة أور الأثرية التي أسس بها الملك أور نمو، سلالة أور الثالثة في بلاد الرافدين، وأول شريعة قانونية في التاريخ سبقت شريعة الملك البابلي حمورابي بثلاثة قرون، وأقدم إمبراطورية عرفها التاريخ عام 2012 قبل الميلاد سيطر على بلاد الرافدين بالكامل وبلاد الشام والخليج العربي حتى مصر وبلاد عيلام (إيران).
ليس فقط التصويت على إدراج أور التي فيها أقدم محكمة "دار عدالة" عرفها التاريخ في معبد "دب لال ماخ"، وقوس في العالم، وفكرة لإنشاء المتاحف "في معبد كيك بار كو"، بل الأهوار أيضا يشملها التصويت، والتي طالما كانت تمنح السومريين والقدماء نباتي القصب والبردي، لرسم الحروف المسمارية وتدوين التاريخ الإنساني لبلاد الرافدين.