Mon, Jul 23, 2012
حسو أخوان ... خدمات ما بعد البيع
اليوم وبعد أن ودعت بغداد ألزمن ألجميل وتلاشت صورتها المشرقة حكاية, حسو أخوان وبغداد الخمسينات ربما تبدو وكأنها من قصص ألف ليله وليلة أو ضرب من الخيال لما حصل من خراب للعراق وتحديدا بغداد بعد قيام الجمهوريه وخاصة بعد عام 2003.
ماذا عن حسو أخوان؟
دخل التلفزيون بغداد في 1954 حيث عرضته شركة باي الألمانية وقامت بشرائه حكومة العراق في عهد الملك فيصل الثاني وأفتتح الملك البث بتاريخ 2/5/1956 بمناسبة ميلاده الواحد والعشرين , بذلك أعتبرأول تلفزيون بالشرق الأوسط وهرعت الناس الى المقاهي التى تمتلك ذلك الجهاز ألاعجوبة.
وبدأ البغداديون بشراء التلفزيون الذي أصبح لابد منه والبعض فضّل أن يشتري الجهاز من أسواق حسو أخوان الواقعة في شارع الرشيد قرب ساحة حافظ القاضي ( ساحة فيصل الثاني سابقا) وحسو أخوان عبارة عن محل كبير فيه ما يحتاجه البيت من كهربائيات الى ملابس ولعب أطفال وغيرها وما يسمى اليوم في دول الغرب للتسوق وقفه واحده للتسوق ..... One Stop Shoppers.
وخدمات ما بعد البيع أي صيانة وتصليح الأجهزة الكهربائية ومنها جهازالتلفزيون بالنظام المعروف عالميا after sale service
المعمول به في بعض البلدان الغربيه وأستمرت أسواق حسو أخوان بتقديم خدمات الصيانه ألتزاما منها طالما الجهاز مباع من قبلهم وأتذكرأحد الفنيين الذي كان يقوم بصيانة جهاز التلفزيون ماركة باي الذي أشتراه والدي المرحوم كان يأتي أينما سكنا في بغداد بسيارته نوع أنكَليا أنكليزية الصنع وعدّته مع أبتسامته التى لاتفارق وجهه ليقوم بفحص ألجهاز وتنظيفه أو تبديل لمبه حين كانت التلفزيونات الأسود وألابيض تعمل بنظام اللمبات وأن تعذر أصلاحه في البيت يقوم ذلك الفني بنقل التلفزيون الى ورشة الصيانه في شركة حسو لأصلاحه ثم أعادته لنا.
أستمرت تلك الخدمه الى نهاية الستينات حيث أغلقت الشركة بعد أصدار القوانين التي تحد من ألاستثمارات ألاهلية.
لم تكن شركة حسو أخوان الوحيده التى أغلقت أبوابها بل شركات عديده مثل وكالات بيع السيارات ماركة فورد وشيفروليه ومحلات نوفكس الشهيرة ببيع الملابس الرجاليه ومكتبة مكنزي وغيرها من المعالم الشهيرة.
بألاضافة الى هذه المراكز الذي كان أورزدي باك له ثلاثة فروع في بغداد - سوريا - تونس - مع مقره الرئيسي في باريس
...Orosdi Back..الواقع في شارع الرشيد حيث كان هناك فرقه موسيقه تعزف داخل الأسواق خلال مناسبات التخفيض ويستقبلك البواب برفع قبعته تحية.
ومن الطرائف التى تحصل كان بعض زوار بغداد من المحافظات يسألون عن أورزدي باك فيقولون أين أورزدي بيكَ ضنا منهم أنه أسم شخص والعباره بيكَ كانت تستخدم للتفخيم وهي تركيه ألاصل.
هذا كانت بغداد في أيام نسميها أيام الخير ورب سائل يسأل وما خطب بغداد هذه الأيام فأقول وفي قلبي غصة كبيرة , اليوم لاتوجد خدمات ما بعد البيع ليس فقط في بغداد بل وحتى في بعض الدول المتقدمة ولكم أن تقارنوا , وهكذا تحول ألمركز ألتجاري لبغداد من محلات راقيه تزهو بالذوق ألى مركز بسطيات وجنابر ونفايات فحيوا معي الجمهورية.
جلالة الملك الشاب فيصل الثاني وخطيبته ووالديها والأميرعبدالأله
أن ألانكليز واليهود كانوا سبب بلائنا فمبروك لنا تحررنا من ألاثنين أما ملكنا الشاب الرائع فيصل الثاني وخطيبته الأميرة فضيلة كانا حجر العثرة في طريقنا الى التقدم!