"ماذا لو فشلت فى تأسيس شركتك الناشئة الأولى؟ إليك خطواتك التالية…"
نيلسون مانديلا
إن قرار البدء فى شركة خاصة بك هو قرار من أهم قرارات حياتك، فهو يحتاج إلى التأنى فى التفكير، كما يحتاج إلى الإعداد الجيد قبل البدء بالتنفيذ، ومما لا شك فيه أنه يتطلب الكثير من العمل الشاق. وطالما قررت أن تخوض غمار تجربة ريادة الأعمال، بتأسيس شركتك الناشئة الخاصة فمن الطبيعي أن تتوقع العديد من المصاعب والعقبات والانهزامات، عليك الإستعداد لمُجابهة الفشل، فشركتك الأولى في غالب الأمر مُعرضة للفشل.. قد تستغرق منك الأمر أسابيع، شهور أو أعوام لأدراك ذلك -حسب مرونتك- لكنها الحقيقة.
فلا توجد شركة في العالم لديها مناعة ضد الانهيار الكارثي، فشركات مثل Yahoo, Digg, MySpace, RIM, Friendster أمثلة على ذلك، كما أن أشهر رواد الأعمال ممن بهروا العالم كـ Henry Ford والذى أفلس خمس مرات قبل أن ينجح أخيراً، وينشأ شركة Ford لصناعة السيارات، وهكذا أيضًا كُلا من Walt Disney و Steve Jobs، قد تعرضوا للفشل في البدايات.
"الشخص الناجح يركز أكثر على فعل الشيء الصحيح، لا على فعل الشيء بشكل صحيح"
بيتر دراكر
فالآلاف من الشركات الجديدة تنهار يومًا، وتتعرض للفشل فى أيامها الأولى، ويفشل الكثير من رواد الأعمال المُبتدئين في تجربته الأولى، ويحدث ذلك غالباً للأسباب ذاتها، ولسنا بصدد هُنا للتعرض لهذه الأسباب. يُمكنك الأطلاع على
7 أسباب لفشل مشروعك الناشئ، وبالرغم من ذلك لا تخف أبدًا من مُعاودة الكرة، أو تجربة شيء جديد، وتذكر أن الهواة هم من قاموا ببناء سفينة نوح، بينما قام المحترفون ببناء السفينة تيتانيك.
"أحرق كل مراكب العودة، بذلك تحافظ على حالة ذهنية اسمها الرغبة الجامحة في النجاح، اللازمة لإدراك أي نجاح"
نابليون هيل
وإليك مجموعة من الخطوات للبدء مرة أخرى بعد فشلك فى تأسيس شركتك الناشئة الأولى فى دُنيا الأعمال:-
# في البداية إذا فشلت فى شركتك الناشئة الأولى، فلا تسمها فشل، بل أعتبرها مُحاولات تعلمت أنها ستفسد عملك القادم وستتجنبها، فلا تستسلم لليأس والهموم، وتقع في حالة من الإحباط والاكتئاب، ولا تُقرر العزوف عن التجارة، فالنجاحات تحقق بعد المرور بسلسلة من الإنهزامات. أنطلق دومًا من آخر نقطة وصلت إليها، فعليك أن تدخر تجربتك غير الناجحة؛ لتتعلم من اخطائك بطريقة أكثر إيجابية في التجارب الجديدة.
# افشل وتعلم من فشلك، فهي مليئة بالدروس والعبر.. حوّل الخوف من الفشل إلى حليف لك في عملك كرائد أعمال؛ فالفشل لا يعد فشلًا، والإخفاق لا يعد كذلك، اذا استخلصت منه العبرة والعظة، وتجنبته في مشاريعك القادمة، ولن تستطيع أن تفعل ذلك إلاّ بالتعرف على مسبّبات الخوف من الفشل.
# إن معظم قصص نجاح الشركات الناشئة تتضمن رائد أعمال لم يستسلم ببساطة، على الرغم من أن الصعاب التي قد تبدو مستحيلة أمامه، فلا تتوقف وتستسلم لعدم نجاح تجربتك الأولى، فهي بالتأكيد دفعة لك لتبدأ من جديد في اتجاه آخر.
# لا تخجل من كونك لم تنجح في تجربتك الأولى، وانما افخر بشرف محاولتك، وثق تمام الثقة أنك ستنجح في المرات المقبلة، ولا تخفي هذه التجربة عمن حولك بل تشارك معهم، فربما أضاءت لك أفكارهم وآرائهم أتجاهات جديدة لك في طريقك، لم تكُن لتراها دونهم.
# لا تجعل الإخفاقات تحبطك، لكن لا تتجاهل علاماتها طالما تظهر. اكتشف لماذا لا تجذب فكرتك الإنتباه وعدلها. فعليك أن تحدد لماذا فشلت فكرتك؟ هل هي لأسباب إدارية أم مالية، هل هي متعلقة بالمنتج أم الفكرة لم تلاقي الإقبال؟ من الضروري معرفة الأسباب حتى لا تقع بمشكلات مشابهة في تجربة أخرى.
# اجلس مع المحاسب المالي للاطلاع على الأداء المالى لشركتك الناشئة الأولى، لاكتشاف الخلل والتخلص منه، والتحقق من مخزون البضاعة أمر لا بد منه، ولا تنسى تقدير احتياجاتك من المعدات والأصول، والتخلص من القديمة إن لم تعد تنفع فى شركتك القادمة.
# بعد تحديد المشكلات، ضع لها الحلول الصحيحة والواقعية التي يمكن تطبيقها، لكي تستطيع مواجهتها في أي تجربة أخرى، كما عليك ان تركز جيدًا في هدفك الحالي، وتعيد رسم مخططاتك لتتناسب مع الخبرات التي اكتسبتها من تلك التجربة غير الناجحة.
# حدد فكرتك أو تجربتك التالية، وهي المحاولة الثانية لتجارتك بعد البحث عنها ودراستها. اكتشف سريعًا ما إذا كانت الفكرة ستنجح أم ستفشل. ابحث، ابنِ الفكرة، اختبرها وقيمها، وعدلها وعززها بأسرع ما يمكن.
# استعن بفريق عمل مُتميز، وبشركاء خبرة أو شركاء عمل أو حتى مستشارين تحترم آرائهم وأفكارهم، وسيكونوا بمثابة آلة تنبيه لك حتى لا تكرر اخطاءك مرة اخرى، وابتدع بيئة تجذب الأهتمام والأنظار، وإبتكر الموارد التي تساعدك على إصلاح” الأشياء والأمور
# يجب البدء بالتسويق قبل تطوير المُنتج، لذا جهز خطة تسويقية جديدة تتماشى مع الأدوات الجديدة، واستبعد الأدوات التي استخدمتها ولم تستفد منها فى تجربتك الأولى.
# عليك أن تضع خطة بديلة Plan B للتجربة الجديدة؛ لتقليل المخاطر، ولكي تحافظ على استمرارك بالمحاولة، المطلوب أن تكون مرنًا حتى مع خططك، كما هو مطلوب في تعاملك مع نفسك، فأداة التخطيط الخاصة بك يجب أن تكون خادمة لك، لا سيدة عليك.
والآن ابق خياراتك مفتوحة، ولا تحصر نفسك في خيارات محدودة… وسّع آفاقك، فالفشلُ هو خارطةُ طريقِ نحو النَّجاح، فما وصلت اليه حياتنا من تطور بدأ من التجربة والفشل ثم إعادة الكرة بطريقة جديدة الى أن تنجح تلك التجارب؛ لذا لا بدَّ من الصُّمودِ والإلحاح؛ فمن تمسَّكَ بالإلحاح، لاح له ضياءُ الصباح، واليوم خطّط لهزائمك بحنكة، فالهدف الأسمى يكمن في رحلة الصعود من القاع نحو القمة، وأعلم أن الخطوة الأولى في قطع طريق طويل لا تختلف عن الخطوة الأخيرة، إلا في أن صاحبها يكون في البداية على شك من أمره، بينما يكون على يقين منه في النهاية…
المصدر
www.arageek.com