للمرة الرابعة على التوالي يفوز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني منطقياً وليس رقمياً حتى الآن. ويتساءل كثيرون هل يمكن للفريق البقاء دائماً بطلاً لألمانيا؟ هناك أسباب تجعل الفريق مؤهلا لمواصلة هيمنته على البطولات الألمانية، لكنّ هناك أيضا أسباب قد تنهي الهيمنة.
رسميا تنتهي بطولة الدوري الألماني (بوندسليجا) للموسم الحالي يوم 14 مايو/ أيار 2016، رغم ذلك فإن بايرن حسم البطولة نظريا للمرة الرابعة على التوالي، إلا لو حدثت معجزة وخسر كل مبارياته الثلاث المتبقية وفاز دورتموند في المقابل بكل مبارياته فالفارق بينهما الآن 7 نقاط. وقد صرح توماس توخل مدرب دورتموند "إنه سيناريو واقعي جدا أن يصبح بايرن البطل. أما المطاردة الكبرى له، فلا أدري إن كانت مازالت موجودة أم لا؟".
عندما تصبح المسألة رسمية سيكون بايرن ميونيخ قد حقق لقبه الـ26 في البوندسليجا. أما الفوز بالبطولة للمرة الرابعة على التوالي فهو إنجاز لم يسبقه إليه أحد.
بايرن يقضي على البطولة؟
ويتكرر الآن السؤال التقليدي، الذي يطرح مع بداية ونهاية كل موسم وهو: هل سيبقى بايرن ميونيخ مهيمنا على الدوري والكرة في ألمانيا عامة لسنوات طويلة؟
هناك من يقول إن بايرن يقضي على البطولة بشرائه لنجوم الأندية الأخرى التي تنافسه مثلما فعل مع دورتموند الذي فاز بالدوري عامي 2011 و 2012 فاشترى منه ماريو جوتزه قلب الفريق النابض، وكذلك هداف الفريق روبرت ليفاندوفسكي، ليبتعد دورتموند عن المنافسة في السنوات التالية.
كما اشترى من شالكه مانويل نوير. وقصة شراء أو ما يطلق عليه البعض خطف نجوم الفرق الأخرى قصة قديمة ومعروفة ومكررة كثيرا في تاريخ بايرن ميونيخ ومع كافة الأندية.
مع انطلاق المراحل الأولى من الدوري الألماني للموسم الحالي (2015 / 2016) كان المدرب الشهير فيلكس ماجات قد أعرب عن خشيته من أن يصيب الملل الشديد البطولة بسبب هيمنة بايرن. وقال في تصريحات إعلامية: "لم يعد من الممكن اللحاق ببايرن، وسيصبح دائما البطل في السنوات العشر المقبلة".
وتساءلت صحيفة "بيلد": هل يمكن أن يبقى بايرن فعلا بطلا دائما حتى عام 2025؟ أم أن التصريحات أفلتت من ماجات؟ وحاولت الصحيفة العثور على تفسيرات تؤيد كلام ماجات وأخرى تعارضه.
لماذا سيبقى بايرن بطلا للسنوات المقبلة؟
رغم النجاحات الكبيرة في السنوات الماضية لا يزال نجوم بايرن ميونيخ متعطشين للفوز بالبطولات. كما أن بايرن قام وبذكاء بتجديد فريقه وخصوصا خط الوسط، حينما اشترى هذا الموسم أرتورو فيدال (28 عاما) وكينجسلي كومان (19 عاما)، ودوجلاس كوستا (25 عاما) لمنع حدوث فجوة في حالة اعتزال الكبار أمثال أرين روبين (32 عاما) وفرانك ريبيري (33 عاما) وفيليب لام (32 عاما).
وإضافة إلى هؤلاء هناك نجوم ما زالوا إما شبابا أو بعيدين عن سن الاعتزال رغم وجودهم في بايرن منذ سنوات مثل دافيد آلابا وتوماس مولر، وليفاندوفسكي، وبواتينغ والعملاق مانويل نوير. ومدد الفريق البافاري هذا الموسم عقود لاعبين بعضهم لفترات طويلة بعدما كانت هناك شائعات تتحدث عن رحيلهم مثل توماس مولر ومانويل نوير.
الوضع المالي القوي، الذي يتمتع به بايرن ميونيخ يجعله قادرا على عقد أكبر الصفقات؛ فالنادي له شراكة مع كبرى الشركات الألمانية: دويتشه تليكوم وَأودي وَأديداس. وبإمكان بايرن استقدام من شاء من لاعبين ومدربين.
وكل ذلك تقف خلفه إدارة قوية ذكية على رأسها كارل هاينتس رومينيجه، وماتياس زامر، الذي ابتعد حاليا بسبب المرض. كذلك فإن خلف بايرن ميونيخ جماهير غفيرة ليس فقط في ولاية بافاريا وإنما في أنحاء ألمانيا والعالم كله، فبايرن لديه أكبر عدد أعضاء لأي نادٍ في العالم.
ويغني عن الكلام الكثير هنا قول توماس توخل مدرب دورتموند "بايرن لا يمكن إيقافه.. فهو يحاول دائما الوصول إلى أعلى مستوى، ويتسم بالتواضع، والحدة في مواجهة المنافسين، والرغبة (في الفوز)، والبخل (في التفريط في المباريات والنقاط)".
لماذا لن يحافظ بايرن على هيمنته؟
صمام الأمان مانويل نوير ليس له بديل حقيقي حتى الآن، فلو تعرض لإصابة سيفتقد بايرن لاعبا هو "نصف الفريق" حقا، فالبدلاء توم شتاركه وإيفان لوسيتش وسفين أولرايش، ربما بينهم من لم نسمع اسمه من قبل.
دفاع بايرن يعاني سواء بسبب ضعف بنية المدافعين مثل كيميش أو الإصابة مثل هولجر بادشتوبر (لا يزال مصابا) وبن عطية ومارتينيز، اللذين عادا لكنهما معرضان دائما للإصابة. ولولا ضعف الأندية الأخرى في الدوري الألماني وبسالة مانويل نوير، لكانت النتائج مختلفة. لكن إذا انتقل ماتس هوميلس من دورتموند إلى البافاري سيكون إضافة قوية لدفاع الفريق.
هداف الفريق ليفاندوفسكي تتحدث الشائعات منذ فترة عن انتقاله من الفريق وإذا حدث ذلك فسيكون بايرن قد خسر هدافه في السنوات الأخيرة. كما أن مصير اللاعبين مع المدرب الجديد أنشيلوتي لا يمكن التكهن به الآن وماذا سيفعل خصوصا مع المجموعة الإسبانية، التي جلبها جوارديولا مثل مارتينيز وتياجو وألونسو. كما أن الوجوه الجديدة في بايرن مثل كومان وكوستا لا تمتلك بعد خبرة روبين أو ريبيري أو لام، واعتزال هؤلاء في السنوات القادمة لن يكون سهلا على النادي.
الفرق الأخرى في الدوري الألماني لا يمكن أن تقف طويلا لتتفرج على بايرن، فدورتموند مثلا استطاع بقيادة توخل أن يقدم موسما رائعا يفوق حتى مواسمه حينما فاز بالبطولة مرتين مع كلوب. كما أنّ هناك فِرَقاً مثل مونشينغلادباخ وليفركوزن وفولفسبورج وشالكه وهيرتا برلين، كلها لديها أجيال جديدة من اللاعبين بدأوا يتألقون في المسابقات المختلفة، ويخوضون تجارب تجعلهم قادرين على تعطيل بايرن.
وخلاصة القول إنه لا يمكن لفريق السيطرة على مجريات الكرة في ألمانيا لعشر سنوات متواصلة. وإذا نظرنا إلى فوز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني فسنجد أن فارق النقاط بينه وبين أقرب منافسيه يتضاءل عاما بعد عام. ففي العام الحالي جاء الحسم نظريا في المرحلة الـ31، أما في 2015 فحسم البطولة في المرحلة الـ30 من إجمالي 34 مرحلة، وفي العام الذي سبقه (2014) حسمها في المرحلة 27.
المصدر
www.kooora.com