باحثون أمريكيون يكتشفون موقع الشك في الدماغ
2012-05-20
نجحت دراسة علمية أمريكية بتحديد موقع الشك في دماغ الإنسان من خلال التوصل إلى مصدره. فوفقاً لهذه الدراسة يقع موطن الشك في منطقتين منفصلتين هما اللوزة المخية " amygdala " والتلفيف المجاور للحصين "" parahippocampal gyrus ، كما أفاد موقع "العرب أونلاين".
وذكر الموقع أن باحثين من معهد "تيك كاريليون" في ولاية فيرجينيا الأمريكية استخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتحديد "الأساس العصبي للشك" في هذا البحث الذي شارك فيه 76 زوجا أدوا أدوار الباعة والزبائن خلال تصوير أدمغتهم. وبفضل هذه التقنية توصل العلماء إلى ان اللوزة المخية تلعب دوراً مهماً في استرجاع مشاعر الخوف والذكريات العاطفية، فيما يسهم التلفيف المجاور للحصين "بالذاكرة الصريحة والتعرف على الأحداث."
وأدى بعض المشاركين أدوار الزبائن فيما أدى آخرون أدوار البائعين بعد تقسيمهم إلى 3 مجموعات. وبحسب التجربة لم يكن "الزبائن" على علم بأية تفاصيل حول البضائع المعروضة للبيع بما فيها أسعارها الحقيقية، لذلك اعتمد هؤلاء على الباعة ومدى مصداقيتهم لاتخاذ قراراتهم.
وأشارت الدراسة إلى أن البائعين التفاضليين الذين كانوا صادقين فيما يتعلق بالثمن حصلوا على الثقة بنسبة 42%، بينما حصل المحافظون الذين تبنوا استراتيجية إخفاء المعلومات على نسبة 37%، ليأتي الاستراتيجيون وهم من مارسوا الكذب والخداع بالمركز الثالث بنسبة 21%.
وحول هذا الأمر قال العالم المشرف على الدراسة ريد مونتاغ إنه كلما كان الزبائن أكثر شكاً بمصداقية البائعين، كلما نشط عمل التلفيف المجاور للحصين لديهم. وأضاف: "نتعجب من طريقة تقييم الأشخاص لمصداقية أشخاص آخرين من خلال تفاعلات اجتماعية بسيطة. وجدنا ارتباطاً قوياً بين اللوزة المخية والمستوى الأساسي من عدم الثقة، ما قد يكون مستنداً إلى معتقدات الشخص حيال الثقة بالأشخاص الآخرين بالإجمال والوضع الذي يكون فيه."
كما عبر مونتاغ عن دهشته بالقول "عندما يثير سلوك إنسان الشك عند أحد الأشخاص، يبدأ عمل التلفيف المجاور للحصين، الذي هو بمثابة آلة كاشفة للكذب موجودة طبيعياً في الإنسان."
من جانبها قالت الباحثة ميغانا بات المشاركة في الدراسة إن القابلية على معرفة المعلومات الصادقة في بيئة تنافسية قد يكون عاملاً هاماً يعادل القدرة على رصد السلوك غير الموثوق به. إلى ذلك يعتبر الباحثون أن النجاح المالي لدى الإنسان يعتمد في الكثير من الأحيان على عامل الشك، مع الإشارة إلى إمكانية استخدام نتائج هذه الدراسة في أبحاث أخرى لدراسة الارتباك النفسي وأمراض البارانويا والقلق وجنون الارتياب.