مدينة ساسي دي ماتيرا، واحدة من المدن القلائل على سطح الأرض التي لا تزال تُحافظ على تاريخها المعماري العريق. فمنذ أكثر من 9000 سنة، كانت هذه المدينة الإيطالية موطنًا لأكثر من 1000 كهف منحوت في وادي صخري يُطل على نهر كبير في المدينة. ويُعتقد أن كهوف المدينة التي كانت مسكنًا لسكانها القدماء الأصليين هي أقدم المستوطنات البشرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم.
وكان العلماء قد اكتشفوا في كهوف المدينة خلال البعثات الاستكشافية مجموعة متنوعة من التماثيل، العملات، السيراميك، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كان سكان المدينة قد استعملوها خلال القرون الماضية.
ساسي دي ماتيرا، أقدم المستوطنات البشرية على وجه الأرض..
طوال آلاف السنين، ظلت كهوف مدينة ساسي دي ماتيرا مسكونة بشكل مستمر من قبل الناس. لكن وفي فترة 1950s، عانى الناس ساكني الكهوف من فقر مدقع بسبب شح المياه وغياب شبكات الكهرباء والصرف الصحي عن الكهوف، هذا الأمر دفع الحكومة وقتها إلى إجلاء سكان المدينة.
وكانت منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة قد قامت بتعيين مدينة ساسي دي ماتيرا الأثرية مكانًا من التراث العالمي الذي يستوجب الحماية والتأمين. أما اليوم، فقد أصبحت المدينة منطقة سياحية شهيرة في إيطاليا وتحولت كهوفها إلى مطاعم سياحية وفنادق فاخرة للسياح الزائرين من كل أنحاء العالم.