هِــيَ طِـفْـلَـةٌ
أَبصَرْتُها فَوَجدْتُها مِرءاتِي
هِيَ طِفلَةٌ لكِنَّها صنْوانُ وَالمَلِكاتِ
مُذْ رَأَتْنِي سارِحاً فِي عَيْنِها تَبَسَّمَتْ
ثُمَّ نَحوي كَالْفَراشَةِ اَقْبَلَتْ
تَهْفُو على أطْرافِها
مِنِّي دَنَتْ
وَبِساطَها شِريانَ قلبي الابْهَرِ
حَلَّتْ بِقَلبي وَاسْتَحَلَّتْ
وَحواجِزي ومَخاوفي وظُنونَ اَوْهامِي اِخْتَفَتْ
بِنَظرةٍ مِنْ عَيْنِها
في جَوْفِ قلبي اسْتَعْمَرَتْ
وَتَملَّكَتْ
بِاسْمِ الزعامةِ عَسْكَرَتْ
وَسَخَّرَتْ جُنْدَ الهوى حُرّاسَ
وَباتَ قَلبي قلعةً لِهواها
اسوارُ فُولاذٍ بلا اَبوابٍ قَدْ شَيَّدَتْ بُنياها
آهٍ لِعَينيها الَّتي اَخشاها
وَلِعطرِها العَبِقِ
وَيَوْمِ لِقاها
تَبَّتْ يَداها
شَفَتاها
أُفٍّ لِهَمْسِ نِداها
اَيْنَ ذاتِي كِبريائِي رُجُولَتِي
ياحَسرَةً لَكَ قلبي بِالاَنِينِ
اِيّاكَ مِنْ جُحْرٍ الجِراحِ تُلْدَغُ مِنْهُ مَـرَّتَيْن
لَكِنَّني ماذا عَسايَ بفعلٍ
ذِيْ اَروَعُ الملكاتِ
ذِيْ اَلطَفُ الشَرِساتِ
ذِيْ اَقصى غاياتِ الاَمانِ صَرِيْحَةٌ
وَهِيَ طِفْلَةٌ
طُهْرٌ
مَلاكٌ
بَرِيئَةٌ
بَياضُ ثَلْجٍ قَلْبِها
تَسْمُو بِعِزِّ صِباها
(( يا مَنْ جَعَلْتِي النَّفْسَ طابَ ثَراها
أوَ يَطِيْبُ الثَرى لِلْحِيِّ عَجَبْ ؟؟
بِوجُودِكِ كَيفَ لا يَفْنِي القَدَرُ مَحياها !! ))
رُحْماكِ رِفْقاً بِالفُؤادِ روَيْداً
أِمْلِكيني شَرْطَ أَنْ لا أَبْقى يَوْماً فِي حياتِي وَحِيداً
كُوْنِي كَظِلِّيَ رَفِيْقَةً
أِنْزَعِي عَنِّي السَوادَ
وَأَنْهِي أيّامَ الحِدادَ
وَما مَضى مِنْ حُزْنِ ايّامِي الخَوالِي غَيِّرِيها
مُسْتَقْبَلِي لَكِ وَالحياةَ خُذِيْها
أِرْوِي ضَمآنَ الحَنانِ
بِكَأْسَ حُبٍ غَيْرَ فانِ
طُولَ عُمْرِيَ سَوْفَ أَشْدُو لَكِ مِنْ سِحْرِ البَيانِ
لَوْ جَعَلْتِيِني سَعِيْداً
سَوْفَ اُوْلَدُ مِنْ جَدِيدٍ
وَسأَحْيا وَهَواكِ عَقِيدَتِي
وَمَبادِئِي وَقَضِيَّتِي وَهَويَّتِي
وّاِلى المَماتِ لّوْ مُتُّ دُوْنَكِ اَنَّني
فِي سَبِيلِ العِشْقِ مُتُّ طُهْراً وَ شَهِيداً
وَاِلى جَنّاتِ رَبِّيَ سَوْفَ اَذْهَب
سَيُحَقِقُ كُلَّ ما اَصْبُو وَاَرْغَب
مَعِي اَنْتِ كُلَّ ما قَلْبِي يُرِيدا
في جِنانِ العاشِقِيْنَ
بقلمـــي