{دولية:الفرات نيوز} تعتزم منظمة اليونسكو حماية متحف مدينة تدمر السورية بعد تعرضه للدمار الكامل من قبل عصابات داعش الارهابية.

وذكرت منظمة اليونسكو في تقريرها اليوم أن" لجنة من الخبراء تابعة لليونسكو كشفت حجم الدمار الهائل الذي وقع في متحف تدمر حيث شوهت التماثيل والنواويس الحجريّة {التوابيت} التي صَعُبَ نقلها إلى مكان آمن بسبب حجمها، وحطم بعضها ودمرت رؤوسها".

وكلفت اللجنة، التي ترأستها مديرة مركز التراث العالمي لليونسكو مشتيلد روسلر، بتفحّص كل من متحف مدينة تدمر والموقع الأثري، وقد رافقت البعثة عناصر أمنية من الأمم المتحدة.

وقام الخبراء أيضاً بتحديد الأعمال اللازمة لتوثيق ونقل وحماية وترميم كل ما يمكن من الموقع. كما بدأت أعمال ترميم قطع التماثيل وتوثيقها على الفور.

وقامت اللجنة بتقييم إمكانيّة صيانة الرواق الكبير والأعمدة، ورصد الدمار الذي تعرّض له قوس النصر ومعبد بَعل شمين الذي تم تحطيمه بالكامل، ووقف أفراد فريق البعثة دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في مدرّج مدينة تدمر.

واضطر الخبراء إلى تقييم الدمار الحاصل في معبد بَعل شمين عن بعد حيث يتعذّر الوصول إلى الصرح بسبب الألغام الموجودة في المنطقة، وكذلك الحال بالنسبة لقلعة المماليك، المطلة على المدينة القديمة، والتي تعرّضت لأضرار جسيمة.

وفي ضوء النتائج الأوليّة التي توصلت إليها اللجنة بعد مهمتها هذه، أكّدت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، مرّة أخرى على المكانة المركزيّة التي يتحلّى بها التراث في إطار استجابة المجتمع الدولي للأزمة في سوريا.

وقالت بوكوفا إنّ" مدينة تدمر واحدة من أهم معالم الهويّة السوريّة ومصدر من مصادر الكرامة بالنسبة لجميع السوريّين"، مشددة على" عزم اليونسكو على توفير الحماية اللازمة لهذا الموقع بالإضافة إلى المواقع الأخرى وذلك يداً بيد مع كل الشركاء في إطار عمليات انسانيّة وبناء السلام على نحو أوسع".

ولكن وبرغم الدمار الحاصل في العديد من الصروح الرئيسة، وجدت اللجنة أن جزءا كبيرا من الموقع الأثري في تدمر ما زال يحتفظ بسلامته ومعالمه، وستتعاون اليونسكو مع كل الشركاء لتنفيذ تدابير الحماية الطارئة.

وسيتم تقديم تقرير كامل عن الموقع للجنة التراث العالمي في دورتها الأربعين المزمع عقدها في العاصمة التركية إسطنبول في يوليو/تموز من هذا العام. وسيتضمن التقرير توصيات بشأن تدابير الحماية الواجب اتخاذها في أسرع وقت ممكن.

وسترسل اليونسكو بعثة دوليّة أخرى لتدرس عن كثب وضع مواقع التراث في سوريا لا سيما في تدمر. وسيتم عقد اجتماع دولي للخبراء بشأن الحفاظ على مواقع التراث في سوريا في الفترة بين الثاني و الثالث من يونيو حزيران في العاصمة الألمانية برلين.