الزبرجد هو نوعٌ من أنواع الأحجار الكريمة المعدنيّة القيمّة خضراء اللون، فهو يُعدّ من أحد أنواع معدن الأوليفين، اويتم العثور على هذا الحجر في الصخور الجيريّة وكذلك في الصخور الناريّة القاعديّة. وتركيبة حجر الزبرجد الكيميائيّة تتضمّن سيليكات المغنيسيوم والحديد المزدوجة، وهو يكتسب لونه الأخضر كونه يحتوي على الحديد من ضمن تركيبته. والزبرجد الشائع الاستخدام في الصياغة وصنع المجوهرات يكون لونه أخضراً شفّافاً شبيهاً باللون الزيتونيّ، ويكون شديد الصلابة، والزبرجد ذو اللون الزيتونيّ يُعد نادراً لأنّ مناجمه قليلة العدد في العالم. ومن أسماء الزبرجد الأخرى: ماء البحر، والزمرّد الريحانيّ، والزمرّد الأخضر، وكذلك خرز الثعبان، والبريدوت، والأوليفين. وقد كانت الأحجار الكريمة ذات اللون الأخضر أو تلك التي يميل لونها إلى اللون الأخضر تسمّى باسم الزبرجد، وقد كان يُخلط بين حجر الزبرجد وحجر الزمرّد كونهما يتكوّنان من تركيبٍ معدنيّ مُتشابه ولونهما أيضاً مُتشابه، لكنّ الصاغة والفنانين القدماء استطاعوا التفريق بينهما من خلال تعاملهم مع كليهما في فنّهم. نشير إلى أنّه عندما يتم تسخين الزبرجد يكتسب اللون الأصفر المائل للون الأحمر. إنّ الأماكن والمواطن الأصليّة التي يتواجد بها حجر الزبرجد هي مصر والسودان والمغرب العربيّ، وكذلك يتواجد في جزيرة قبرص وفي الصين والهند، وهناك جزيرة في مصر وتقع تحديداً في البحر الأحمر وتُدعى جزيرة الزبرجد، وقد وجد في هذه الجزيرة أكبر حجر زبرجد في العالم. وحاليّاً يمكن أن تجد الزبرجد في السعوديّة وجنوب أفريقيا، وفي مدغشقر والهند والصين، وفي بورما وكشمير وسيريلانكا وهاواي، وكذلك في أمريكا وأستراليا والبرازيل وروسيا، وفي باكستان وأفغانستان والعديد من الدول الأخرى. ويعتبر حجر الزبرجد المتواجد في كلٍّ من مصر والبرازيل من أكثر أنواع الزبرجد روعةً وجمالاً، وكما أنّه يعدّ من أرقاها، وتكون بلّورات هذه الحجارة ذات حجمٍ كبير. ومع أنّ الزبرجد معروف بلونه الأخضر الزيتونيّ إلا أنّ مُعظم أنواع الزبرجد تكون ذات لون أصفر، ومن الألوان الأخرى لحجر الزبرجد اللون الأبيض واللون الرماديّ والأزرق، وهذا التنوّع في اللون قد ينتج بسبب وجود شوائب فيها، ولكنّها عندما تكون نقيّةً تكون شفافة اللون. وقد وجد الزبرجد في بعض الأحجار النيزكيّة. وننوّه أيضاً بأنّ القدماء المصريين يستخدمون الزبرجد في صناعة الخرز، وكذلك في صناعة العقود. أطلق الرومان على حجر الزبرجد اسم زمرّدة المساء وذلك لأنّ لونه لا يبهت ليلاً ولا يصبح خافتاً، وقد كانوا يستخدمونه في صناعة الخواتم، وكذلك في النقوش والزخرفة وفي صنع الثريّات، وكما كان يستخدم في تزيين الكنائس. ولم يغب حجر الزبرجد من العهد العثمانيّ فقد كان يزيّن عرشهم وعمائمهم وصناديق المجوهرات الخاصّة بهم.