شفق نيوز/ قد تكون هواية صيد الصقور من الأنشطة واسعة الانتشار في مناطق الجزيرة العربية وجنوب ووسط العراق ودول أخرى عديدة، لكن ما لايعلمه الكثيرون عن مهنة صيد الصقور في العراق إنها مهنة نسائية رغم مصاعبها ومخاطرها.
ويقول الحاج صبيح الدجيلي، عضو جمعية الصقارين العراقيين”قد تكون المرأة العراقية هي الوحيدة في العالم التي امتهنت صيد الصقور بل إنها الأكثر خبرة في صيد الصقور عالميا فهناك نحو 25 امرأة عراقية يتوزعن على مناطق شمال بابل والعزيزة والإمام البجلي حتى حدود الأنبار يمتهن هذه المهنة الشاقة فهي مهنة للرجال كونها تحتاج جرأة وشجاعة وصبر والمكوث الطويل في العراء ونصب الكمائن وحتى المبيت في وحشة الليل”.
واضاف ”صائدات الصقور العراقيات يستخدمن الخيل في تنقلاتهن بمعنى أنهن فارسات أيضا وأشهرن نرجس 33، عاما من منطقة علي الغربي و أم عمر 52، عاما من منطقة البحيرات و أم حمزة 40 ،عاما التي تسكن في صحراء الرمادي ولديها سبعة أيتام وزهراء 22عاما من الحلة”.
وبحسب المعلومات التي جمعها إرم نيوز، فإن الأشهر بين صائدات الصقور العراقيات، هي سهيلة الصقار أو أم ماجد 70 عاماً والتي تعيش في دولة الإمارات وتمارس صيد وتربية وتدريب الصقور منذ 60 عاما.
أغلى الصقور من تكون مدربته عراقية
وبحسب عامر السلامي، عضو جمعية الصقارين العراقيين، فإن الصقور العراقية التي يتم اصطيادها وتدريبها على القنص من قبل صائدات عراقيات، تعد الأفضل بين قريناتها من الطيور الجارحة خاصة طيور الشاهين والأدهى ويتم بيعها بمبالغ كبيرة مقارنة بأسعار الطيور في مناطق صيد الصقور الأخرى مثل روسيا وبعض مناطق أفريقيا”.
وتقول، أم محمد، إحدى صائدات الصقور العراقيات من منطقة بدرة وجصان شرق العراق”نحن ننصب كمائن خاصة للطيور الحرة التي تأتي إلى العراق من رحلتها للتزاوج في روسيا ومناطق أخرى في فصل الشتاء لغرض التزاوج وعادة ماننصب الفخاخ الحية باستخدام الحمام أو طيور السمان في البراري القاحلة والمناطق الصخرية الوعرة وقرب تجمعات المياه لثلاثة أشهر قد نحصل فيها على صقرين أو ثلاثة وقد لا نحصل على شيء أحيانا”.
وتضيف أم محمد ”أخيم مع عائلتي بانتظار الطير الحر الذي يقطع آلاف الأميال من مناطق تزاوجه مايجعل منه قوى البنية حاد الذكاء وسريع الطيران وهو مرغوب خاصة في الخليج العربي”مضيفة”السر في تدريبنا للصقور هو معاملتها مثل أطفالنا,هذا مايجعلها مطيعة وذكية في التعاطي مع الإنسان”.
و يتم بيع الصقور العراقية من قبل تجار متخصصين على الحدود,خاصة مع المملكة والكويت عن طريق بادية السماوة,بمبالغ كبيرة تصل إلى عشرات الآف من الدولارات للصقر الواحد أحياناً وتصل سرعة الشاهين العراقي عند الانقضاض على فريسته إلى أكثر من 385 كلم في الساعة، مايجعل منه مطلباً لكل عشاق الصيد بالصقور، لاسما محبي رياضة الأجداد في الخليج.