ترتبط المرأة بحياة الرجل كثيراً، وترتبط بحياة الشاعر بعنف اكثر. ويحفظ لنا التاريخ أسماء العديد من الشعراء الذين اقترنت أسماؤهم بأسماء النساء.. نساء الشاعر.
وتتشكل نفسية الشاعر -احياناً- وفقاً لهذا الاقتران. وتنعكس التجربة مع المرأة بوضوح في مجمل نشاطه الحياتي، وربما ترسم بعضاً من عوامل حساسيته وانفعالاته اليومية، وتتراكم هذه التجربة كانفعال إنساني مع مايتراكم في خزين ذاكرته.
وحين يتحول الفعل والاحساس الى معاناة، فإن ذلك بالتالي ينعكس في أدواته الفنية بشكل أو بآخر كشرط انتاجي للانفعال. والشعر اكثر الفنون الابداعية استجابة لهذا الانفعال، وحينما يقترن بالغناء فان النفس البشرية ستتمسرح اكثر.. وستظهر بعض مكوناتها للاخرين بوضوح اكبر.
إن علاقة رجل الريف بالمرأة محكومة بضرورات الريف ذاته فالبساطة والعادات والاعراف الاجتماعية السائدة، والتعبير الواضح عن الانفعال بالتجربة.. وترجمة الاحاسيس بأبيات شعرية وغنائية.. الخ من اساليب عرض المعاناة، هي تداخلات اجتماعية متراكمة تدخل كثيراً في تكوين طبيعة وحدود هذه العلاقة. ولا يشترط في اساسيات مثل هذه العلاقة ماتمليه اشتراكات الحياة في المدينة.. فأين المرأة من حياة الحاج زاير الشعرية؟
القراءة الاولى في شعر الحاج زاير، تبين انه لم يكن ذا تجربة عميقة او كبيرة مع المرأة، بحيث تستحوذ على جانب ملموس من شعريته وحياته الشعرية، صحيح أن نساء الحاج زاير كثيرات، ويستوحى ذلك في أشعاره إذ ينشد:
بالبديري شفت عالنهر بطين...
هواهن حط لي بالگلب بطين
عليش إتلوخ الچفين بالطين
توخهن وانه النيران بيه
************
دليلي بالحزن والنوح فنه
ابظلام اليل خدها اعتلگ فنه
هلة لهل الرمل سيرت فنه..
مثل ملج ايتبختر عالرعيه
**********
ثجيلة احلفت يمحمد بيدها...
ثجيل الردف ماتهلم بيدها
إنچان انت شفت ورده بيدها
اعيونك سوربت والورد هيه
*****************
خشف النحرني ابساكان
چنه جميلة غزلان
من دونهم بيه نيشان
لوف ابطرف ديكانه
ناخذ بس مديحة ويانه
***************
ورغم كثرة اسماء النساء، الا ان هذه الكثرة ترد لمسميات شعرية فقط، حيث إن العلاقات التي تربطه بهذه المسميات لم تردنا شعرياً كأحاسيس لوعة غرام وانفعالات شوق، وانما تجيء كانبهارات جمالية، وانشغالات وجدانية لحظية، ومغازلات سطحية دون ان تكون اقتراباً حقيقياً من عالم المرأة الريفية، أو انشداد معها في وحدانية غرامية تعصف عادة بالرجل القروي، وتسلبه جانباً من توازنه. بمعنى اخر ان الحاج زاير لم يخترق بالمراة، لانها في النتيجة لاتشكل الا هامشاً يضاف الى سجل تجربته الحياتية- الشعرية المتشعبة، اي انه لم يكن شاعر امرأةٍ ما.. وبذلك يمكن القول ان تجربة الحاج زاير مع المرأة شعرياً هي تجربة مبنية على الرغبة والتمني والوصال والتوسل:
يهل تردح ابرجلينك ولك باس
سعيد الطاف خدينك ولك باس
الك إسوة ابحسن يوسف ولك باس
او مثل يعكوب الي ونه شجيه
*********
انشدك على اسراري شفاها
سقيم إو شمعة اخدودك شفاها
اذا ردت النجاة ارشف شفاها
لكي تلقى الاله ابلا خطية
****************
دليلي ماسكن ساعه من الراح
على اللي جبس اجعوده من الراح
شهيد اومتت اعظم من الراح
شهيد اوبيك روحي إتظل شجية
**********
سعيد الطاف بخدودك ولك شام
يلاحظ سيف البجفك ولك شام
يناهي اشلون الك مبسم ولك شام
طبع من السمه اوعكس الثرية
************
يناهي لاتخف الجدم تن عاد
خذت روحي إو بعد هيهات تنعاد
وحك الليلة البرمضان تنعد
بالف وانته بلف ليله عليه
وفي شعر الحاج زاير الغزلي -في المرأة- ترد تأكيدات عن ارهاصات عاطفية ذات طبيعة مراهقية.. الا إنها كعمل شعري تنطوي على جانب كبير من الجمالية الفنية في خيمته الشعرية.. ولا اعتقد انها ترد من باب جميل الشعر أكذبه.. بل إنها حقيقة واقعة تندرج مع اخريات من شطحات الحاج زاير الفنية وانفعالاته الاجتماعية...
زركت الترف من زيجه بحيله
دفعني ورضرض إعظامي بحيله
عثر والتفن جعوده بحيله
خفت من شبهر اعيونه عليه
********************
جهبته إوردت اردافه وردفاه
تلملم واكفض إجعودة وردفاه
امضمر والحلك رومي وردفاه
ادليمي والنواظر بابلية
***************
صباح الخير ياشاطي ورد بيه
ثكل جدمه او نبت عود الورد بي
طلع زعلان ابو كذيلة ورد بيه
زعل واغضب وشال ايده عليه
*************
جره دمعي عله إخدودي منزل
اوسهم حبك ابدلالي منزل
إغفر لي ياضوه عيني من الزل
اخافن بينت مني ردية
*************
هله يلي من الديباج لاباس
اوبعد الكم هوه وياي لاباس
انه لو بان مني ذنب لاباس
ماخذني الهوه غصبن عليه
رد مع اقتباس