حقول من منطقة البقاع


سلمان عنداري- بيروت - سكاي نيوز عربية
تشهد معدلات تساقط الامطار في لبنان انخفاضا كبيرا في السنوات الاخيرة، بفعل ظاهرة تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وسط مطالب للدولة بالتحرك قبل فوات الأوان.
ويتوقع خبراء أن يشهد فصل الصيف جفافا في البلاد وشحا كبيرا في المياه الجوفية ومياه الشرب والريّ، ما يؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية والمزارعين.
ويقول ميشال افرام، المدير العام لمصلحة الأبحاث الزراعية والعلمية لـ"سكاي نيوز عربية" إن ارتفاع الحرارة حال دون وصول كمية التساقطات إلى معدلاتها الطبيعية، فتأثرت المزروعات والمياه الجوفية بشكل أساسي".
ويقوم مرصد خاص في منطقة رياق بالبقاع، شرقي البلاد، بدراسة تقلبات الطقس والحرارة وسرعة الرياح وتغيرات المناخ في كل المناطق اللبنانية وتأثيراتها على البيئة وصحة المواطنين. وتكشف الأرقام والأبحاث أن الامور تتجه إلى الاسوأ في السنوات المقبلة.
وتضطر التغيرات المناخية آلاف المزارعين إلى إتلاف محاصيلهم بسبب صعوبات في ري مزروعاتهم، كما اضطر بعضهم إلى الاعتماد على المحاصيل البعلية التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه لقطافها وحصدها وبيعها في الأسواق.
وفي بلدة سعدنايل البقاعية شرقي بيروت، لم تعد أرض "أبو قاسم رحيمي" منتجة كما كانت في السابق، فمصدر رزق الرجل السبعيني الوحيد بات مهددا بفعل ندرة المياه وتقلبات المناخ.
وبحسب رحيمي فان "المناطق الزراعية في البقاع تتعرض لجفاف غير مسبوق، حتى المياه الجوفية باتت ملوثة".
ويضيف أن محصوله من البطاطا والقمح تعرض للتلف قبل أشهر بسبب أحوال الطقس، محملا الدولة "مسؤولية الإهمال بسبب عدم إقرارها اي خطة لمواجهة التحديات الجديدة".
ويؤكد خبراء أن الجفاف في لبنان بات أمرا واقعا، وأن السبيل الوحيد لابطاء تداعياته يكمن في رفع نسبة الوعي وترشيد استهلاك المياه وإقرار خطة وطنية شاملة للحفاظ على المياه الجوفية، فضلا عن اعتماد طرق استهلاك بديلة.