هنا

[A.j.k]

ما بعد المباراة | فوز خادع، وهذه أخطاء البرسا


التحليل الفني لمُباراة برشلونة أمام سبورتينج خيخوناسترجع برشلونة صدارة الدوري الإسباني بفوز كبير على سبورتينج خيخون بسداسية نظيفة في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب الكامب نو لحساب الجولة الـ35 من الدوري، وهي نتيجة لا تعكس سير اللقاء، خاصة في الشوط الأول حينما كان خيخون قريبًا جدًا من التسجيل في أكثر من مناسبة.

برشلونة | فوز خادع، وسواريز يستحق

◄ما قدّمه برشلونة في الشوط الأول كان أقل بكثير مما كنا ننتظره منه بعد انتفاضته يوم الأربعاء على ملعب الرياثور، فالحقيقة أن الفريق الكتلوني عانى من بعض النواقص التي جعلته في بعض الأحيان – خاصة في الشوط الأول – أمام خطر ضياع النقاط الثلاث.◄أول شائبة شابت أداء برشلونة اليوم هي القصور الدفاعي غير المقبول الذي ظهر به خط الوسط والذي انعكس بشكل واضح على مستوى الخط الخلفي الذي كان ينكشف بسهولة أمام تمريرات خيخون الطولية. الفريق الآستوري استغل عدم قيام إنييستا بأي عمل دفاعي في الجهة اليُسرى وتقدم ألبا لكي يشن غاراته عبر تلك الجهة، فكاد يُسجل هدفين على الأقل لولا الاستهتار أمام المرمى وقلة تركيز مهاجميه.
◄وإن كان الجميع يعلم تواضع الخط الخلفي لبرشلونة، فلكم أن تتصوروا كيف ظهر وهو مُنكشف أمام مُهاجمي خيخون الذين يمتازون بالسرعة...مُترابطة صحيحة بين لاعبين من الفريق الأصفر كانت كفلية بفك شفرة الدفاع الكتلوني والانفراد بكلاوديو برافو.
◄المشاكل الدفاعية التي تطرقنا لها اليوم ليست بغريبة على البرسا، وتبقى في رأيي أهم عائق أمام الفريق لتحقيق إنجازات لم يشهدها التاريخ حتى اليوم، لكن الفريق عانى بالفعل من مشاكل في التنشيط الهجومي! البرسا الذي يملك ثلاثيًا مرشحًا ليكون أفضل ثلاثي هجومي في التاريخ كان يعاني من أجل الوصول لمرمى ساكريستان، فأين كان الخلل؟
◄الخلل كان في بطء التنشيط الهجومي من جهة، فالفريق لم يكن يصل إلى الثلث الأخير من ملعب خيخون سوى بعد القيام بعشرات التمريرات، وهو ما كان يجعلهم يصطدمون بدفاع في أوج تركيزه ومتمركز بشكل يصعب اختراقه...أما في تلك المُناسبات التي تمكن فيها برشلونة من الحصول على مساحات في مناطق خيخون، فقد عانى من أنانية أو قلة تركيز مهاجميه الثلاثة والذين أضاعوا فرصًا بالجملة.
◄النقطة الثانية التي أثرت على الأداء الهجومي للفريق هي انعدام التوازن في التنشيط الهجومي، فجل هجمات الفريق جاءت من الجهة اليُسرى، أي جهة نيمار وألبا، فيما كان الدور الهجومي للجهة اليُمنى شبه معدوم (الشيء الذي دفع إنريكي للدفع بألفيش مع بداية الشوط الثاني)، وهو ما سهل أكثر من مهمة خيخون الذي صمد بشكل غير متوقع.
◄انتابني شعور بأن بعض لاعبي البرسا عانوا من بعض التقاعس في الشوط الأول! إنييستا مثلًا فضّل باستمرار خيار التمرير على خيار الاختراق رغم ظهور بعض المساحات أحيانًا، راكتيتش اكتفى بمهامه الدفاعية دون تقديم الإضافة الهجومية المعهودة عليه...وهو ما أمر ما إن تغير في الشوط الثاني حتى خلق الفريق فرصًا أكثر وأصبح أفضل بشكل عام.
◄من بين النقاط الإيجابية اليوم (بالإضافة إلى النقاط الثلاث والأهداف الكثيرة) هي استمرار سواريز في التسجيل وتصدره لصراع الحذاء الذهبي. سواريز أصبح مرجعًا في خط هجوم البرسا هذا الموسم، وهو يستحق دون شك المنافسة على لقب هداف الدوري الإسباني رفقة كريستيانو رونالدو.
◄بشكل عام، ما قدمه برشلونة في الشوط الأول من مباراة اليوم لا يليق ببطل الدوري الإسباني، لكن الأمر يتعلق بمُباراة واحدة، والدوري هو بطولة الاستمرارية. مُستوى برشلونة في الأشهر السابقة مازال يشفع له لتصدر الدوري، لكن حذاري، فكل شيء قد ينهار مع عثرة واحدة، وبهذا المستوى، لا أرى ضمانات كبيرة لعدم حصول ذلك، خاصة في مباراة مثل مُباراة الديربي أو مباراة بتيس في بينيتو فيامارين.

سبورتينج خيخون | أضاع فرصة الانقضاض على المُباراة

◄على عكس برشلونة، قدم سبورتينج خيخون شوطًا أولًا مميزًا اليوم، حيث استغل الأخطاء التي تطرقنا لها في فقرة برشلونة ليغلق المساحات أمام مهاجمي البرسا ويخلق مجموعة من الفرص أمام الدفاع المترهل لأصحاب الأرض، لكنه قام بخطأ عدم استغلالها.
◄عند اللعب أمام أندية مثل البرسا، فأنت مُطالب بتسجيل كل الفرص التي تتاح لك، وإلا فاعلم أنك ستخرج خالي الوفاض...فالفوارق الفردية كبيرة جدًا بين الطرفين، وما إن استفاق بعض نجوم الفريق الكتلوني حتى دمروا فريق أبيرالدو تدميرًا. خيخون تحصل على فرصتين في الشوط الأول لو سجلتا لكان اللقاء قد أخد منحى آخر.
◄في الشوط الثاني، وبالتحديد بعد الهدف الثاني للبرسا، انهار خيخون وفقد ملامحه ليصبح لقمة سائغة أمام مهاجمي البرسا...ارتكابهم لخطأين بتلك السذاجة داخل منطقة الجزاء وإهداء البرسا لثلاث ركلات جزاء ما هو إلا دليل على الارتباك وربما العصبية التي أصبح يعيشها لاعبو خيخون خاصة وأنهم يعيشون وضعًا صعبًا في جدول الترتيب.
◄خيخون لم يكن يومًا خصمًا سهلًا في الدوري الإسباني هذا الموسم، فقد صعّب من مهام فرق كبيرة كثيرة ورغم الوضع الصعب الذي يعيشه اليوم في سلم الترتيب إلا أنه يبقى قادرًا على الإفلات بجلده في رأيي.

[يوجين]

حيييل 6 .. شنو هالتبذير