زينب (ع) شمَخَتْ بعفتها وحجابها وكانت النتيجة الانتصار الحتمي
إنَّ رعايةَ الزَّرعِ بالسَّقيِ والحَرْثِ الدَّائِمَينِ، يُؤدِّي إلى نضجِ الثَّمَرَةِ، وَصَلاحِهَا، كَما أنَّ رِعايةَ الأبناءِ وتربيتَهم على العفَّةِ والفضيلةِ يُؤدِّي إلى أُسرةٍ ومجتمعٍ صالِحَينِ بأبنائِهما
زينب (ع) بوصلةُ المرأةِ الـمُطالِبةُ بحقِّها أينما كانت، وأينما وُجدت، زينب(ع) شَمَخَتْ بتربيتِها، وعفَّتِها، وحجابِها، والنَّتيجةُ هي الانتصارُ الحتميُّ، زينب(ع) هِي الصَّوتُ الذي لا يَخْمَدُ مِن كربلاءَ حتَّى قيامِ السَّاعةِ، زينب(ع) كعبةُ المسلمةِ التي تطوفُ بها؛ فتستقِي منها جهادَ الميدانِ: ميدانِ التَّبعُّلِ، وميدانِ السَّاحةِ".
من الخطوات المدمّرة للمجتمع المسلم التي تقوم بها القوى الاستكبارية؛ وهي الحرص على غزو المرأة المسلمة وإفسادها عقليًا وفكريا وجسديا،
المتثلة في الزِّيادة في السترِ، وغضّ الصوتِ، الخروج العباديّ، الغَيرة، ومساندة العفاف، وهذه التي أسسها أمير المؤمنين (ع) في تربيته زينب(ع).
وفيما يتعلق بالزيادة في الستر، أن ذلك يعني أنه بعد الفراغ من أهمية الستر أشار الإمام إلى شدة الاحتياط في العفة والستر، وهو ما نستفيده من "ما رأيت لها شخصًا، تخرج ليلا، إطفاء القناديل"، وهذا إن دل على شيء يدل على الاتزام بالدين والشرع في أعلى درجاته".
وعن غض الصوت، قال: "ولا سمعت لها صوتًا".. إذ يستحب للمرأة أن لا ترفع صوتها بحيث يسمعها الأجانب؛ لأن صوتها من ضمن محاسنها وجمالها الذي يجذب الرجل، حتى عبر عنه علماؤنا بأنه عورة، لذا يكره لها أن تتحدث مع الأجانب.
وبخصوص الخروج العبادي، "لابد من قصد العبادة والحاجة والضرورة في الخروج. أهمية زيارة القبور وما فيها من الاجر والثواب وأثره في إدخال السرور على الميت،
آداب الخروج مع كامل الستر ووجود المحارم وإلى أهمية صلة الأرحام وخصوصًا بعد الممات".
أما بشأن "الغيرة"، إن "الغيرة خُلقٌ من أخلاق الله تعالى والأنبياء والأئمة والصالحين، ومعناها: الحفظ والصون للحريم من الأجانب والوقوع في الفساد أو الريبة وحفظ الأولاد والغيرة على الأولاد والمراقبة من أول أمرهم ثم التأديب والتعليم للعقائد الحقة".
عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): "ألا وإنَّ الله حرَّم الحرام، وحدَّ الحدود، وما أحدٌ أغْيَر من الله، ومن غيرتِهِ حرَّم الفواحش". وعن الرسول (ص): "الغيرة من الإيمان". وعن الصادق ع: "إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب".
قد يكون العفاف موجودًا ولكن من الأهمية بمكان أن يحفاظ عليه حتى يمضي قدما،
المساندة والمساعدة، وهو الأب حيث عُبّر عنه بـ "الأب أمامًا، والأخوان على جانبيها"، ولما سأل الإمام الحسن (ع) أمير المؤمنين (ع) عن ذلك قال: "خشية نظر الأجنبي".
"إذا تمَّت دعائمُ التَّنشئةِ قويت قاعدةُ الانطلاقِ بأمان، والعفافُ زينةٌ وتمامُ زينتِه بقاؤُه عند النَّوازلِ والصِّعاب، وإنما يعرف الإنسان في التحديات الصعبة، إذ يظهر معدنه وإن كان باقيا على مبادئه وقيمه، وقد بقيت زينبُ متجلببة ومرتدية عفافها رغمَ ألمِ المصابِ.
(أظفار المصاب) والمراد به في حالات النوازل والصعاب، فثمار التنشئة: الثِّقة بالله، وتحمُّل المسؤوليَّة، وفصاحة الموقف، وتهذيب الذَّات، وفرض العفاف، والرَّد الواعي".
"نظرتُ إلى الحوراءِ زينبَ بنتُ عليٍّ (عليهما السَّلام) عندما أُُدخلَ الركبُ الحسينيُّ إلى الشامٍِ، – ولم يُرَ خَفِرةٌ (أي: امرأةٌ ذاتُ حياءٍ وحجابٍ شديدِيَنِ) قطُّ أَفصحُ منها، كأنَّها تنطقُ عن لسانِ أميرِ المؤمنين الإمامِ عليٍّ بن أبي طالب (عليهما السَّلام) -، فَأَوْمَأتْ إلى الناسِ أنْ اسكتُوا. فارتدَّت الأنفاسُ".
التركيز على دلالات الرواية، وهي فصاحة الموقف مع كامل الستر "ولم يُرَ خفرةٌ قطُّ أفصحُ منها"، وقوَّةُ القدوةِ تُنتجُ قوَّةً "كأنَّها تنطقُ عن لسانِ أميرِ المؤمنين"، وأن قوَّةُ المرأةِ تكمنُ في قوَّةِ شخصيِّتِها بمبادِئِها "فأومأت إلى الناسِ أنْ اسكتُوا! فارتدَّت الأنفاسُ".
أن "عفاف زينبَ (عليها السَّلام) فَضَحَ إعلامَ الأمويين أمامَ الرَّأيِ العامِ، وشَمَخَ عفافُ زينبَ (عليها السَّلام)، فانهزم بطشُ الأمويِّين في الكوفةِ، واندحرت آمالُهم في الشَّام بالأمسِ واليومِ، بل وللغدِ المشرقِ".
وأخيرا تم التأكيد على أن المرأة تلاقي تحديات كثيرة، وهناك جهات تخطط وتدعم، وهذا يتطلب منا أن نتحمل المسؤولية جميعًا من خلال وحدة الجهود والبرامج المدروسة والمرسومة والتخطيط والنظم، وحسن العمل، والعمل على تفعيل المعادلة التربوية الناجحة: دعائم صالحة + رعاية وتعهد = مخرجات صالحة".