رام الله - دنيا الوطن - وكالات
شغلت قضية طفلة مجهولة الهوية، تبلغ من العمر 3 سنوات، في ولاية البريمي العُمانية، قطاعًا عريضًا من الرأي العام ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين.
مغردون على “توتير” أطلقوا هاشتاغ بعنوان # الطفلة_مجهولة_الهوية شارك فيه مئات المغردين على شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر”.
آلالاف المغردين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا أخبارًا ومعلومات وصورًا عن الطفلة مجهولة الهوية، غير أن معظم ما تم تداوله صُنف ضمن التخمينات عن هوية الطفلة والتي ذهبت بعضها إلى كونها عُمانية قام ذووها بالتخلي عنها في حديقة عامة.
الشرطة العُمانية كشفت، في بيان صحفي، تفاصيل أولوية عن التحقيقات التي أجريت بشأن الطفلة.
وذكر البيان، أن الطفلة خليجية وليست عُمانية دون أن يذكر البيان اسم الدولة الخليجية التي تنتمى لها الطفلة.
بيان الشرطة نفى أن تكون الطفلة تركت وحيدة في حديقة عامة كما أشيع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وإنما قامت مواطنة عمانية بتسليمها إلى الشرطة مُدعية أنها وجدتها في حديقة عامة.
وأوضح البيان أن امرأة من جنسية خليجية هي أم الطفلة دخلت السلطنة برفقة طفلتها، لكن الأم تركت الطفلة في رعاية أحد المواطنين العُمانيين لفترة محدودة، معللة ذلك بظرف خاص اضطر والدة الطفلة إلى السفر.
وأشار بيان الشرطة أن والدة الطفلة لم تعد لاستعادة طفلتها، مما دفع المواطن إلى الاستعانة بإحدى النساء لتسليم الطفلة إلى الشرطة على أن تدعى المرأة أن الطفلة وجدت في حديقة عامة، نافيًا ما تم تداوله من أن يكون والد الطفلة عُمانيًا.
غير أن مغردين يعتقدون أنه لولا وسائل التواصل الاجتماعي لم يحظ موضوع الطفلة بالاهتمام الذي حظي به من قبل الشرطة ووزارة التنمية الاجتماعية، وبالسرعة التي تمت فيها الاستجابة للمشكلة.
وكتب مغرد يعرف نفسه ” مواطن عُماني”، “الطفله_مجهولة_الهوية ساعدتها الأقدار أن تظهر في زمن وسائل التواصل الاجتماعي لتنتشر انتشار النار ويتحرك المسؤولين، وماخفي من سوابق كان أعظم!”.
أما المغردة أسماء المعمري فكتبت،”جميل جداً أن يهتم المجتمع بالطفوله المعذبه ولكن أيضا هناك قضايا فى المجتمع أشد خطوره من هذي القضيه يا ريت تأخذ حقها #الطفله_مجهوله_الهوية”.
جدل أخلاقي
وفي سياق مواز للنقاش حول هوية الطفلة الخليجية التي تخلت عنها أمها فيما لايزال والدها مجهولا، ثار نقاش آخر ولكن ذو طبيعية أخلاقية صاحب قضية هذه الطفلة، ففي الوقت الذي عمد فيه مغردون إلى نشر صور ومقاطع فيديو كانت التقطت للطفلة على حساباتهم على “تويتر” و”فيسبوك”، بهدف التعريف بالمشكلة ومطالبة الجهات المسؤولة سرعة التدخل، رفض البعض الآخر هذا التوظيف لمشكلة طفلة بريئة، داعيًا إلى احترام خصوصية الطفلة وبراءتها.
الشيماء الرئيسة العضو السابق للمجلس البلدي بمحافظة مسقط، عبرت عبر حسابها على “تويتر” عن انزعاجها من بث وزارة التنمية الاجتماعية مقطع فيديو للطفلة.
وقالت “أزعجني بث #وزارة_التنمية_والشؤون_الإج تماعية لمقطع نقل #الطفلة_مجهولة_الهوية مع شخص غريب عنها. هي أمانة ولايجوز لمؤسسة حكومية العمل بحسن النية”.
وغرد على محمد جعبوب قائلًا،”احتراما لخصوصية #الطفلة_مجهولة_الهوية لابد من مراعاة عدم التطرق لاسباب فقدها او نسبها او نشر صورها اتوقع الصور انتشرت بما فيه الكفاية”
أما فاطمة أحمد وهي أحد أنشط المغردين العُمانيين فكانت مع الحق في احترام خصوصية الطفلة وعدم نشر صور لها.
وقالت في تغريدة،”احترامًا وتقديرا للإنسانية، وأيضا للقانون، ينبغي عدم نشر صُور الطفلة.”
ولكن مع تعالي الأصوات التي ترفض نشر صور أو مقاطع فيدو للطفلة، بث تلفزيون سلطنة عمان الحكومي تقريرًا مصورًا يظهر الطفلة في حالات مختلفة.
يذكر أن وزارة التنمية الاجتماعية، الجهة المسؤولة عن الطفولة في السلطنة، غردت على موقعها الرسمي على توتير قائلة، “عملاً بالمادة 64 من #قانون_الطفل وبناءً على قرار الإدعاء العام بإيداع #الطفلة_مجهولة_الهويةفي دار الرعاية المؤقتة ، تم إيداعها بدار الوفاق”
وإذا كان التخلي عن الأطفال ليس أمرًا جديدًا، لا في عُمان ولا خارجها، فإن دخول شبكات التواصل الاجتماعي كمنصات مفتوحة لنشر الأخبار وإثارة الاسئلة والنقاش هو الجديد الذي دفع الجهات الحكومية، لا سيما وزارة التنمية الاجتماعية والشرطة إلى سرعة التدخل ونقل الطفل من ولاية البريمي إلى مركز لرعاية الطفولة في مسقط، بحسب ما كشفت عنه النقاشات الواسعة التي انشغل بها الشارع العُماني في الفضاء الافتراضي ووسائطة المختلفة.
منقول ..