22-4-2016
أثارت عدة وثائق تم نشرها في الأسابيع القليلة الماضية يطلق عليها "وثائق بنما"، الكثير من الإتهامات لبعض الأشخاص وتحديدًا على المستوى الرياضي.
فقد أشارت بعض الأنباء أن أسم إنفانتينو الرئيس الحالي لإتحاد كرة القدم "فيفا"، قد أرتبط ببعض الوثائق التي تؤكد بيعه لحقوق بث البطولات الأوروبية في عام 2006 مثل دوري ابطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس أمم أوروبا، لبعض الدول في أمريكا الجنوبية وتحديدًا دولة الإكوادور، ويتم حاليًا التحقيق في هذه الإتهامات.
وارتبطت أيضًا بعض الأسماء الرياضية الكبيرة بالتهرب الضريبي، ويعد أبرز هذه الأسماء هو الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب فريق برشلونة الإسباني.
ولكن ماذا إذا كانت "وثائق بنما" لها يد في التغييرات الكروية التي حدثت في الدوريات الكبرى في الفترة الحالية؟، مثل معجزة ليستر سيتي في تصدر الدوري على حساب أندية كبيرة، وايضًا إنخفاض مستوى برشلونة في المباريات الأخيرة.
وسنحاول في السطور القليلة القادمة توضيح بشكل تخيلي، تورط وثائق بنما في تغيير خريطة الكرة العالمية.
لا يختلف أحد على إستحقاق فريق ليستر سيتي بتحقيق لقب الدوري الإنجليزي لتفوقه الكبير وتصدره لجدول ترتيب الدوري برصيد 73 نقطة، وأكد الجميع أن ما يحققه ليستر سيتي في الموسم الحالي هو معجزة بكل المقاييس لا يمكن تصديقها، ولكن كيف تورطت "وثائق بنما" في تحقيق معجزة ليستر سيتي. من المعروف أن الدوري الإنجليزي هو صاحب أكبر حقوق بث على مستوى العالم، من حيث الإعلانات والرعاه في الدوري، فمن الممكن أن نتخيل بأن بعض الرعاة وأصحاب النفوذ في الدوري الإنجليزي، أجبروا الفرق الكبيرة على الخسارة من ليستر سيتي، أو تنظيم الجدول بشكل يليق بفريق الثعالب ويعطي لهم فرصة الراحة ليتمكنوا من تحقيق اللقب في موسم أشبه بالمعجزة، وذلك لجذب الانظار أكثر إلى الدوري الإنجليزي (برغم عدم حاجتهم لذلك) لزيادة أموال الرعاة في الدوري، مما سيجعل الجميع ينتظر ما يفعله ليستر سيتي في الموسم القادم، بالإضافة إلى توتنهام الذي يحتل المركز الثاني، متفوقين على عدة فرق كبيرة مثل مانشستر يونايتد والسيتي وتشيلسي وليفربول.
مانشستر سيتي يحقق دوري أبطال أوروبا:
تمكن نادي مانشستر سيتي من الوصول إلى نصف نهائي دوري ابطال أوروبا لأول مرة في تاريخية، وسيواجه ريـال مدريد في نصف النهائي في مباراة ينتظرها الجميع. ومن الممكن ان نتخيل بأن "وثائق بنما" كان لها دور كبير في تأهل مانشستر سيتي على حساب باريس سان جيرمان، حيث أن لفت الأنظار للدوري الإنجليزي سيعود بالنفع أكثر على الرعاة وأصحاب الإعلانات أكثر من الدوري الفرنسي عن طريق باريس سان جيرمان. ومن الممكن أن تجبر "وثائق بنما" تأهل مانشستر سيتي للنهائي على حساب ريـال مدريد وأيضًا بايرن ميونخ على حساب أتلتيكو مدريد، وذلك حتى ينتظر عشاق كرة القدم صدام بيب جوارديولا ضد مانشستر سيتي في النهائي، حيث من المتوقع ألا يتأهل مانشستر سيتي إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل للصراع الكبير على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال في الدوري الإنجليزي، وهل سيسمح جوارديولا بفوز السيتي بالبطولة حتى يتأهل في الموسم المقبل، أم سيهدي بايرن ميونخ أغلى الألقاب قبل رحيله إلى إنجلترا، وبالتأكيد ظهور بطل جديد لدوري ابطال أوروبا سيزيد من إعلانات البطولة.
مؤامرة على الفرق الإسبانية في أوروبا:
لا أحد يستطيع أن ينكر تفوق الأندية الإسبانية على المستوى الأوروبي في السنوات الأخيرة، حيث دائمًا ما نجد طرفًا في نهائي إحدى البطولات القاريق سواء ريـال مدريد أو برشلونة وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، أو إشبيليه صاحب آخر نسختين للدوري الأوروبي. وتكمن هنا مؤامرة "وثائق بنما" في أن توقع القرعة الفرق الإسبانية في مواجهة بعضها البعض لتقليل عددهم في البطولة، ومن ثم تأهل أربع فرق لنصف نهائي البطولتين ريـال مدريد وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، وإشبيليه وفياريـال في الدوري الأوروبي. ومن الممكن أن نتخيل بأن "وثائق بنما" أجبرت القرعة على وقوع مانشستر سيتي ضد ريـال مدريد وأتلتيكو مدريد ضد بايرن ميونخ، بالإضافة إلى مواجهة إشبيليه ضد شاختار الأوكراني وفياريـال ضد ليفربول الإنجليزي، وبالتالي من الممكن ألا نرى أي فريق في نهائي البطولتين في الموسم الحالي، للتقليل من سيطرة إسبانيا على أوروبا وإتاحة الفرصة لفرق أخرى للفوز بالبطولات القارية.
"وثائق بنما" تجبر برشلونة على إشتعال الليجا:
لاحظ الكثير تراجع مستوى برشلونة بشكل ملفت للنظر في المباريات الأخيرة، مما أدى إلى الخروج من دوري أبطال أوروبا علي يد أتلتيكو مدريد، ومن ثم خسارة ثلاث مباريات متتالية في الدوري الإسباني وعودة المنافسة إلى قمة الليجا مرة أخرى، بعد توقع الكثير إنتهائها لصالح برشلونة عندما تم توسيع الفارق إلى تسع نقاط مع أتلتيكو مدريد وعشر نقاط مع ريـال مدريد. ومن الممكن أن تخيل تورط "وثائق بنما" في إجبار برشلونة على تراجع مستواه لعودة المنافسة على لقب الدوري، وبالتالي زيادة الإعلانات على المباريات، لحرص الكثير من المشاهدين على متابعة الدوري ومعرفة لمن سيتم حسم لقب الدوري بين الثلاثي، برشلونة وريـال مدريد وأتلتيكو مدريد.