ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب ، بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وامه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو اول هاشمي في الاسلام ، ولده هاشمي مرتين ولا نعلم مولود ولد في الكعبة غيره (1) .
وقبض عليه السلام قتيلا بالكوفة ، ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان ، سنة أربعين من الهجرة ، وله يومئذ ثلاث وستون سنة على الرواية الصحيحة ، وكان بقاؤه مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثا وثلاثين سنة ، وكونه بعده حجة الله في أرضه ثلاثين سنة ، ونقش خاتمه ـ وهو عقيق أحمر ـ الله الملك وعلي عبده ، ويقال : الملك لله (2) .
واختلف الناس في موضع قبره ، فقال قوم في رحبة القضاء ، وقال قوم : في دار الامارة ، وقال قوم : حمل إلى المدينة ، والصحيح الذي لا شك فيه ، ولا لبس عليه انه عليه السلام بالغري (3) من نجف الكوفة ، ومما يدل على ذلك أن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، زاره في هذا الموضع لما أشخصه المنصور إليه .
____________
1 ـ الغدير 6 | 22 ـ ولادة علي عليه السلام في الكعبة ـ .
2 ـ مناقب ابن شهر اشوب 3 | 301 .
3 ـ أعلام الورى | 202 . الارشاد | 19 . فرحة الغري في تعيين قبر امير المؤمنين عليه السلام في النجف .
( 40 )
فضل زيارته عليه السلام
روي عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال : من زار عليا بعد وفاته فله الجنة (1) .
وقال الصادق عليه السلام : إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لامير المؤمنين عليه السلام .
وقال عليه السلام : من ترك زيارة امير المؤمنين عليه السلام لم ينظر الله تعالى إليه ، ألا تزورون من تزوره الملائكة والنبيون عليهم السلام ، إن امير المؤمنين عليه السلام أفضل من كل الائمة ، وله مثل ثواب أعمالهم ، وعلى قدر أعمالهم فضلوا (2) .
____________
1 ـ كامل الزيارات | 38 .
2 ـ المصدر السابق بسنده عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان النيشابوري ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس عن أبي وهب البصري عن أبي عبد الله الصادق .
( 41 )
طرف من الاحتجاج للنص عليه ، عليه السلام
مما يدل على ذلك أن الشيعة جماعة كثيرة لا يحصرهم العدد ، ولا يشتمل عليهم بلد ، وقد طبقوا البلدان ، وملؤا الاقطار ، وساروا شرقا وغربا وانتشروا برا وبحرا ، على اختلاف أوطانهم ، وتباعد ديارهم ، وتفاوت هممهم ، وأهوائهم ، وتباين أقاويلهم وآرائهم ، وانتفاء الاسباب الموجبة للشك ، والوقوف في خبرهم ، وفيهم مع ذلك عدد كثير ، وجم غفير ، من أهل بيت النبي عليه السلام ، وذريه وأصحابه ومواليه ، ينقلون نقلا متصلا متواترا ان النبي صلى الله عليه وآله ، قد إستخلف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، على امته بعد وفاته ، ونص عليه ، وفرض طاعته في أمر الدين كله ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فعل ذلك ظاهرا مكشوفا ، فوجب قبول هذا الخبر علما ويقينا .
فإن قال قائل : إنهم إنما كثروا الآن ، وان اولهم كان قليلا ، وسلفهم كان يسيرا مغمورا ، قيل له : ما الفضل بينك وبين من احتج عليك بمثله من الملحدين ، وسائر المخالفين ؟ فقال : إن آيات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا تصح لان عدد المسلمين الناقلين لها كان قليلا في الاول ، وإنما كثر الآن فلا تجد بينهما فصلا .