19:30 21/04/2016
يوافق امس 20 أبريل/ نيسان، ميلاد أحد قادة الديكتاتورية في العالم أدولف هتلر، وقد احتفظت حياة هتلر بتفاصيل كثيرة، بدأت منذ طفولته، واستمرت حتى وفاته، كما ذكرها في كتابه "كفاحي"، الذي أظهر كثيرًا من المفاجآت عن طفولته. وقد شهدت الإمبراطورية النمساوية المجرية، عام 1889 ميلاد الديكتاتور النازي هتلر، الذي أوضحت كتبه مدى تناقض تلك الشخصية الغريبة التى لم يتخيلها الكثيرون. فهو الذي أكد دومًا مبدأ حكم الفرد الواحد.
طفولة مضطربة: كان هتلر الابن الرابع من أصل ستة أبناء، أما والده فهو ألويس هتلر عمل موظفًا في الجمارك، ووالدته كلارا هتلر هي الزوجة الثالثة لوالده، أسهم عنف والد هتلر في أن يعيش هتلر طفولة مضطربة نتيجة تعرضه المستمر للضرب من أبيه، بسبب الارتباط العاطفي العميق بين هتلر ووالدته.
أسهم عنف والد هتلر في أن يعيش هتلر طفولة مضطربة نتيجة تعرضه المستمر للضرب من أبيه
تفوق وفشل: تميز هتلر بالتفوق الدراسي منذ صغره عندما كان طالبًا في مدرسته الابتدائية، لكنه رسب في الصف السادس، وهو عامه الأول في Realschule (المدرسة الثانوية)، وهوم ما كان أحد عقبات حياته، فكان عليه أن يعيد هذه السنة الدراسية، أكد هتلر أن فشله الدراسي بشكل مفاجئ كان ردًا نابعًا ومعبرًا عن تمرده على أبيه العنيف، الذي أراده أن يحذو حذوه، ويكون موظفًا بالجمارك، رافضًا رغبة ابنه في أن يكون رسامًا، وهو ما جعله يصف هذا الوضع في كتابه قائلا: "أنا فنان أساء من حوله فهمه".
أكد هتلر أن فشله الدراسي بشكل مفاجئ كان ردًا نابعًا ومعبرًا عن تمرده على أبيه العنيف
منحة حكومية: ترك هتلر المدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة دون الحصول على شهادته بعد وفاة والده، الذى سافر بعدها إلى فيينا، وعاش بها حياة عشوائية، معتمدا على منحة حكومية لإعانة الأيتام بدءًا من عام 1905، تم رفض قبوله مرتين في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا، وذلك في عامي 1907 و1908، لأنه "غير مناسب لمجال الرسم"، وأخبروه أن من الأفضل أن يلتحق بمجال الهندسة المعمارية، وهو ما أكده في كتابه: "كان الهدف من رحلتي هو دراسة اللوحات الموجودة في صالة العرض في المتحف الذي كان يطلق عليه Court Museum، لكنني نادرًا ما كنت ألتفت إلى أي شيء آخر سوى المتحف نفسه فمنذ الصباح وحتى وقت متأخر من الليل، كنت أتنقل بين المعروضات التي تجذب انتباهي، لكن كانت المباني دائمًا هي التي تستولي على كامل انتباهي".
ترك هتلر المدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة دون الحصول على شهادته بعد وفاة والده
وأضاف قائلا: "في غضون أيام قلائل، أدركت في أعماقي إنني يجب أن أصبح يومًا مهندسًا معماريًا. والحقيقة هي أن سلوكي هذا الطريق كان مسألة شاقة للغاية، حيث إن إهمالي لإتمام دراستي في المدرسة الثانوية قد ألحق الضرر بي، لأنه كان ضروريًا إلى حد بعيد. وكان لا يمكن أن التحق بالمدرسة المعمارية التابعة للأكاديمية دون أن أكون قد التحقت قبلها بمدرسة البناء الخاصة بالدراسة الفنية، التي كان الالتحاق بها يستلزم الحصول على شهادة المدرسة الثانوية، ولم أكن قد قمت بأية خطوة من هذه الخطوات فبدا لي أن تحقيق حلمي في دنيا الفن مستحيلًا بالفعل".
مأوى للمشردين: توفيت والدة هتلر بعد معانتها من مرض سرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة وأربعين عامًا في 21 ديسمبر/ كانون الاول، 1907، وفي الوقت نفسه حصل هتلر على الإعانة التي تمنحها الحكومة للأيتام لشقيقته باولا، وبعدها ورث ميراثًا من أحد عماته، وهو في الحادية والعشرين من عمره، استغل هتلر تلك الأموال ليشق طريقه وحياته كرسام في فيينا ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية، ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين، وبعد أن رفضته أكاديمية الفنون للمرة الثانية، نفدت أمواله خلال تلك الفترة، وفي عام 1909، عاش هتلر في مأوى للمشردين، وفي عام 1910، استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال.
استغل هتلر الأموال ليشق طريقه وحياته كرسام في فيينا ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية
معاداة السامية: وصرح هتلر بأن اعتقاده في وجوب معاداة السامية ظهر لأول مرة في فيينا التي كانت تعيش فيها جالية يهودية كبيرة تشتمل على اليهود الأرثوذكس، الذين فروا من المذابح المنظمة التي تعرضوا لها في روسيا. تأثر هتلر أيضًا بقراءته للدراسة، التي قام بها مارتن لوثر، التي كان عنوانها "عن اليهود وأكاذيبهم"، وهو ما أسهم في زيادة كرهه لليهود، ورغبته في التخلص منه، ومنها بدأت قصة عدائه لهم والتحاقه بالجيش البافاري عندما دخلت ألمانيا الحرب العالمية الأولي 1914.
تأثر هتلر بقراءته للدراسة، التي قام بها مارتن لوثر، التي كان عنوانها "عن اليهود وأكاذيبهم"، وهو ما أسهم في زيادة كرهه لليهود