احذر الأسماك الملوّثة عضوياً: تعطّل قدرة الجسم على التصدّي للسموم



الأسماك طعامٌ مفضل للكثيرين، كما يراه البعض يحتل مرتبةً متقدمة في قائمة الطعام الأكثر صحية.
لكن كشفت دراسة حديثة عن إمكانية تعطل أجهزة الدفاع ضد السموم لدى الإنسان نتيجة لوجود نوعٍ من الملوثات العضوية التي تتواجد في الأسماك وفي أنواع أخرى من الأطعمة.

الدراسة التي نشرتها مجلة Science Advances الدورية العلمية تعتبر هي الأولى التي تقوم بالتعرف على تأثير بعض المواد الكيميائية على أنظمة الجسم، مثل مثبطات اللهب (المستخدمة في الأثاث المنزلي) وكذلك مبيدات DDT، حيث توقف تلك المواد عمل بروتين أساسي في الجسم يعمل على تنقية السموم الموجودة بداخله، ويدعى هذا البروتين P-glycoprotein ويقوم بوقاية الجسم من السموم من خلال العمل على إخراجها.
وأشارت الدراسة-بحسب ما نشرته صحيفة تايم الأميركية- إلى أن وجود ملوثات عضوية تؤثر على هذا البروتين وتمنع عمله.

وقال الباحث عمرو حمدون، القائم على الدراسة الجديدة، والذي يعمل بمعهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا، "هذه الكيماويات البيئية تُحدِث بعض التفاعلات، وبدلاً من أن تقوم البروتينات بطرد السموم من الجسم، يتداخل عمل تلك المواد معها ويمنعها من أداء وظيفتها".

التوعية بالآثار الضارة للملوثات العضوية الثابتة ليس أمراً جديداً، فقد سعت الكثير من الحملات الصحية العامة لإزالة تلك الملوثات من البيئة على مدى العصور الماضية، فيما ألزمت معاهدة تم توقيعها عام 2001 الدول باتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل التعرض البشري لتلك الملوثات.
ولكن حتى الوقت الحالي، لم يعرف العلماء تحديداً كيف تؤثر تلك الملوثات على الإنسان، في الوقت الذي اعتقد فيه الباحثون سابقاً أن البروتينات لا تستطيع التأثير والتخلص من تلك الملوثات، إلا أن البحث الجديد أكد أن تلك الملوثات تتفاعل بالأساس مع البروتينات وتمنع عملها بحسب ما ذكره حمدون.

اللحوم والألبان
أشارت الدراسة أيضاً إلى أن الملوثات العضوية الثابتة تتواجد بشكل خطير في البيئة المحيطة بنا، حيث وجد أن الكثير من الأسماك عند خليج المكسيك قبالة شواطئ لويزيانا تحمل نسبة عالية من التلوث تؤدي إلى تثبيط عمل بروتينات p-glycoprotein.هذا الاكتشاف قد يساهم في عدم تناولنا لهذه الأسماك الملوثة والتي ستؤدي في نهاية المطاف إلى بقاء الكثير من السموم داخل الجسم بحسب الدراسة.
كما أكد حمدون أن الأمر لا يتوقف على الأسماك فقط، وأنه قد تتواجد نسبة من تلك الملوثات في اللحوم والألبان.

وتابع حمدون "هذا أمرٌ يجبر العلماء ومشرعي القوانين على التفكير بعناية، إنه لمن المهم أن نتأكّد أن هذه الأسماك لا تصل في نهاية المطاف إلى غذائنا".
-هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة Time الأميركية. للاطلاع على النص الأصلي اضغط هنا.