فشل في "سرقة" طفلين لبنانيين ودفع ملايين الدولارات.. فريق تلفزيوني يعود إلى أستراليا بـ"خفي حنين"
يعود الخميس 21 أبريل/نيسان إلى أستراليا فريق تلفزيوني اتُّهم بمساعدة أم أسترالية في محاولتها خطف ولديها من والدهما اللبناني، بعدما أخلى القضاء سبيلهم فيما تحدثت وسائل إعلام أسترالية عن صفقة مالية تمت لحل الخلاف.
في هذه القضية، قامت الأسترالية سالي فولكنر المتحدرة من بريزبن وفريق من القناة التاسعة في التلفزيون الأسترالي بمحاولة لخطف ولديها من أحد شوارع بيروت في 6 أبريل/نيسان الجاري.
وغداة ذلك أوقفتها السلطات اللبنانية بتهمة الإقدام بمساعدة فريق صحفي من القناة التاسعة بالإضافة الى شخصين بريطانيين ولبنانييْن، على "خطف" طفليها لاهالا (6 سنوات) ونوح (4 سنوات) من طليقها اللبناني في منطقة الحدث جنوب بيروت، فيما كانت جدتهما تصطحبهما الى المدرسة.
إسقاط الدعوى
وتم إخلاء سبيل الأسترالية والفريق التلفزيوني أخيراً الأربعاء بعدما أسقط الوالد اللبناني علي الأمين الدعوى.
وتُعقد، الخميس، جلسة للنظر في قضية البريطانيين واللبنانيين المتهمّين بالتورّط في عملية الخطف أيضاً.
وأكد غسان مغبغب، محامي الأم الأسترالية، أن إخلاء السبيل تم على أساس اتفاق مع الوالد، وينص على أن "علي يملك الولاية الجبرية على الطفلين، وهو يملكها وفقاً للقانون اللبناني".
ولم تتحدث القناة التاسعة عن أي صفقة مالية، لكنها أوضحت أن المهمة الفاشلة التي قام بها فريقها تخضع لتحقيق معمّق.
في المقابل ذكرت صحيفة "ذي أستراليان" أنه "تم إبرام صفقة بقيمة ملايين الدولارات مقابل إسقاط الدعوى" من قبل الوالد اللبناني.
من جهتها ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" في سيدني أن "القناة التاسعة تدفع للوالد ثمن حرية الفريق التلفزيوني والأم"، مؤكدة أن "مبلغاً كبيراً من المال" دُفع كعطل وضرر.
ندم الأم
ذكرت القناة التاسعة الأسترالية أن فريقها المكون من الصحفية تارا براون، والمنتج ومصور تلفزيوني وفني صوت، غادر لبنان، وينتظر وصوله الى أستراليا "مساء الخميس على أبعد تقدير".
وقالت تارا براون في حديث لبرنامج "أخبار التاسعة": "من الرائع العودة الى البلاد".
وبقيت سالي فولكنر في لبنان لحضور جلسة محكمة بخصوص حضانة طفليها، وعبّرت عن "سعادتها للخروج" من سجن النساء الذي أودعت فيه.
ويمنح قانون الأحوال الشخصية لدى الطائفة الشيعية في لبنان الأب حق حضانة الطفل الذكر عند بلوغه العامين والأنثى عند بلوغها السابعة.
محاكمتهم غيابياً
وقالت الأسترالية للقناة التاسعة: "لقد تلقينا معاملة جيدة، لا يمكنني التذمر من هذا الأمر، لكن القلق كان يؤرقني بسبب عدم معرفة ما إذا كان الحكم سيكون بالسجن المؤبد".
وأوضح حسين برجاوي، محامي الوالد علي الأمين، لفرانس برس، الاثنين: "أسقط علي الدعوى عن الأم بطلب من العائلة، وتقرر إخلاء سبيلها بكفالة مليون ليرة لبنانية".
وأوضح برجاوي أن القضية لم تنته ضد الوالدة وفريق الصحفيين إذ "لا يزال هناك الحق العام". وأضاف أن "السيناريو المرجح هو أن يغادروا لبنان ولا يعودوا إليه، وبالتالي تستمر محاكمتهم غيابياً".
وأكد المحامي للصحفيين أن "وصاية علي على الطفلين ثابتة بحكم الشرع والقانون اللبناني".
وقال غسان مغبغب، محامي سالي فولكنر، إن موكلته أعربت عن "ندمها" على ما قامت به.
استعادة أطفال
وأوضحت مجموعة الإعلام الأسترالية "فيرفاكس" أن الفريق كان يصور عملية تقوم بها وكالة خاصة تنشط في مجال استعادة أطفال، بعد اتهام الأم طليقها اللبناني بأنه رفض السماح لطفليهما بالعودة الى أستراليا بعد قضاء عطلة في لبنان.
وأكد والد الطفلين علي الأمين لوكالة فرانس برس الاثنين أنه أبلغ زوجته بعد الحادث "أنت أم الطفلين وستبقين كذلك، وهذا بلدهم مثلما هناك (أستراليا) بلدهم". وأكد أنه سيقابلها بعد إخلاء سبيلها.
وفي حديث الى الصحفيين، قال الأمين: "كل شيء حصل من أجل الطفلين، في آخر المطاف هي والدتهما، وأعتقد أن الأمهات يفعلن كل شيء من أجل أطفالهنّ".
منقول