إن توضيح التعليمات لإرشاد الطلبة نحو تولي مسؤولية أمورهم في السعي الأكاديمي يمكن أن يقود للكثير من الإيجابية والإنتاجية، وهذا نهج التعلّم، وتطبيق الوعي في مناحي المعرفة والعاطفة المتعلقة بالتعلم يمكن أن يساعد الطلبة على قيادة عقولهم لجني مكاسب مستمرة في تطوير معرفتهم ومهاراتهم.
هذا ما سينتج عندما يتبنى الطلبة سلوك التفاؤل عند التعلم، مما سيعود عليهم بفوائد كثيرة ستستمر حتى مرحلة نضجهم، وستؤثر على علاقاتهم الشخصية والمهنية وحتى صحتهم الجسدية.
المؤثرات على التوقعات التعلمية
هناك افتراض شائع أن الميل نحو التفاؤل أو التشاؤم يُحَدد مسبقًا بواسطة الجينات، وللتأكيد فإن بحثًا تم بواسطة عالمة النفس Lyubomirsky وزملائها يوضح أن نصف ميل الناس نحو الفرح أو السلبية يعزى للعامل الوراثي، لكن الطلبة يمكنهم تعلّم بذل الجهد من أجل التحكم في أي مؤثرات قوية على وجهات نظرهم العاطفية، وشحذ تركيزهم في جانب النتائج الإيجابية، مع التوضيح لهم أن الجميع يمكنهم زيادة مشاعرهم الإيجابية والشعور بالرضا عبر الشحن بثلاثة مؤثرات:
الأفكار
إلى حدٍّ كبير.. إن الشخص هو ما يدركه عن نفسه، وبواسطة السعي الواعي للحفاظ على الاتجاه الإيجابي يمكن تطبيق إطار أكثر إيجابية للحياة لأن التفكير يتركز في مجال الخبرات التعلمية والقدرات اللازمة للوصول للأهداف.
السلوكيات
لا يمكن لأحد أن ينجح بمجرّد اعتقاده أنه يمكنه ذلك، فيجب على النظرة الإيجابية أن تُدعَم بالتحرّك الإيجابي والجهد المتواصل، فالتعلّم يمكن أن يكون عملًا شاقًا لكن أولئك الذين يستمرون في المحاولة ويراقبون تعلمهم ليصنعون التعديلات عندما يتطلب الأمر، يحصدون المكاسب المستمرة التي تخلق دورة نتائج إيجابية تدعم تطورهم المستمر.
كيميائية الدماغ
يفرز الدماغ مواد كيميائية تُعرَف بالناقلات العصبية كاستجابة للوظائف الداخلية والمحفزات الخارجية التي تؤثر على شعور الشخص. تشمل المواد الكيميائية المرتبطة بالحالات النفسية الإيجابية الدوبامين والسيراتونين والأوكسيتوسين. ويتم تحفيز إنتاج هذه الناقلات بواسطة النشاط الجسدي، لذا فإن جدولة المواضيع الصعبة مباشرة بعد حصص التدريب البدني والاستراحة يمكن أن يساعد الطلبة في توجيه كيميائية أدمغتهم الإيجابية نحو التعلم، ومن المهم تذكيرهم أنه في حال واجهتهم مشكلة خلال أداء الواجبات أو الدراسة يمكنهم الجري أو أخذ استراحة لأداء أي تمرين، ثم العودة لحل المشكلة حينها تكون أدمغتهم أنشط.
الثلاثية التي تقود نحو أسلوب إيجابي في التعليم
لتوجيه معظم طاقة الطلبة لقيادة أدمغتهم نحو نتائج تعلمية إيجابية قد يكون من المفيد تعريفهم بهذه الثلاثية التي تتكون من التحكم، والتأثير والمعرفة.
التحكم
أن يكون الطالب واعٍ بأفكاره وأفعاله، ويأخذ زمام المبادرة لقيادة فكره وفعله في اتجاه إيجابي ومنتج، فمثلًا عندما يشعر الطلبة أن أفكارهم تتجه نحو السلبية أو التشتت، فإنهم يستطيعون افتراض قدرتهم على التحكم بها من إجل إبقاء تركيزهم على تحقيق أهدافهم التعلمية.
التأثير
يجب أن يكون لدى الجميع وعي فيما يخص التأثيرات الكثيرة التي يمكن أن تقودهم في اتجاه إيجابي أو انهزام ذاتي، عليهم أن يبقوا التركيز على التأثيرات التي يمكنها تحفيز النتائج الإيجابية وتقوية إيمانهم بقدرتهم على النجاح ببذل العمل الصعب والجهد المتواصل.
قد يخفي بعض الطلبة افتراضات غير مقبولة بأنهم ليسوا أذكياء كنظرائهم، أو تنقصهم القدرة على التطور في مواضيع معينة، تمامًا كما يحدث عندما يقول أحدهم: (أنا سيئ في الرياضيات) أو (أنا لست قارئًا جيدًا)، لذا يجب تذكيرهم بأنهم يمكن أن يصبحوا أفضل وأعظم في الرياضيات والقراءة إذا استمروا في التدريب من أجل تطوير أنفسهم، وآمنوا بقدرتهم على النجاح.
الإقرار
من المفيد التعرّف على المناطق التي لا يمكن للأشخاص التحكم بها بشكل كامل، فبالإضافة إلى أن نصف توجهات الأشخاص نحو الإيجابية أو السلبية تتحدد بواسطة الاستعداد الوراثي، فللجميع قدرة أقل على التحكم في المواقف السلبية وهناك أشخاص يفضلون التركيز على الجانب السلبي، لكن الجميع يمكنهم توجيه انتباههم نحو جوانب وجهة النظر التي يمكن السيطرة عليها، كما أنهم قادرين على تخطي العقبات والسلبية.
إن الرسالة الموجهة للطلبة هي أن عليهم أن يجتهدوا لتقليل الوقت والطاقة المستنفذة على الأوضاع والعوامل التي لا يمكنهم السيطرة عليها أو التأثير فيها، فمثلًا: إذا كانت هناك مجموعة من الطلبة تحاول أداء مهمة وأفسد طالب ذلك، فإنهم لا يستطيعون السيطرة على أفعاله، لكنهم يستطيعون تركيز اهتمامهم على التعلم وأداء المهمة.
دعم هؤلاء الطلبة يمُكِّنهم من تـولِّي مسؤولية أمورهم مستقبلًا في التعلم والحياة، وبإرشادهم لتطوير أدوات معرفة يمكنها تقوية توجههم الذاتي كمتعلمين للسعي نحو النهج الإيجابي.
المصدر
http://www.arageek.com