عن إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكّل ( أي أعمل عنده حاجباً ) فأُهدي له خمسون غلاماً من الخَزَر، وأمرني أن أتسلّمَهم وأُحسِنَ إليهم، فلمّا تمّت سنةٌ كاملة كنت واقفاً بين يَدَي المتوكّل إذ دخل عليه أبو الحسن ( الهادي ) عليُّ بن محمّد النقيّ عليهما السّلام، فلمّا أخذ مجلسه أمرني أن أُخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلمّا بصروا بأبي الحسن عليه السّلام سجدوا له بأجمعهم، فلم يتمالك المتوكّل أن قام يجرّ رِجْلَيه حتّى توارى خلف الستر، ثمّ نهض أبو الحسن عليه السّلام.. فلمّا علم المتوكّل بذلك خرج إليّ وقال: وَيْلَك يا بلطون! ما هذا الذي فعل هؤلاء الغلمان ؟! فقلت: لا ـ واللهِ ـ ما أدري! قال: سَلْهم، فسألتهم عمّا فعلوه، فقالوا: هذا رجلٌ يأتينا كلَّ سنة فيعرض علينا الدِّينَ ويقيم عندنا عشرة أيّام، وهو وصيُّ نبيّ المسلمين.
قال بلطون: فأمرني المتوكّل بذبحهم! فذبحتُهم عن آخرهم.. فلمّا كان وقت العتمة صرتُ إلى أبي الحسن ( الهادي ) عليه السّلام فإذا خادمٌ على الباب، فنظر إليّ.. فقال لمّا بَصُر بي: أُدخل. فدخلت.. فإذا هو عليه السّلام جالس، فقال: يا بلطون، ما صنع القوم ؟! قلت: يا ابن رسول الله ذُبِحوا ـ واللهِ ـ عن آخرهم، فقال لي: كلُّهم ؟! فقلتُ: إي والله، فقال عليه السّلام: أتُحبّ أن تراهم ؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله. فأومى بيده أن ادخل الستر، فدخلت.. فإذا أنا بالقوم قعود وبين أيديهم فاكهة