حرف السين
سرور العيد قد عم النواحي ** وحزني في ازدياد لا يبيد
سألت الندى والجود حران أنتما ** فقالا يقينا إننا لعبيد
سألت الندى هل أنت حر فقال لا ** بل إنني عبد ليحيى بن خالد
سفكوا الدماء وقطعوا أرحامنا ** أو عذبوا حيث التعذيب يبيد
ستبقى بيننا علما ورمزا ** تنكس من مهابته بنود
سعد الذي سمع الفرات نداءه ** فأناخ الفرسان ظهرا لا تميد
سيجرعون الكأس ملء بطونهم ** حتى إذا امتلأت أتينا بالمزيد
سألهب الأرض علي لا أدري أحدا ** إلا ابن يعرب يمشي فوقها أسدا
سيحملهم إلى موت صبي ** له في الأرض ميراث الجدود
سأحمل روحي على راحتي ** وألقي بها في مهاوي الردى
ساروا وهم يتلمسون رسومهم ** يتعثرون ورشدهم مفقود
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ** ويأتيك بالأخبار ما لم تزود
سرقتك في وضح النهار ** يد تطالب بالشهود
ستعود جوهرتي التي ** سرقت إلى العقد النضيد
حرف الشين
شادوا لذكرك بعد طول خموله ** واستنقذوك من الحضيض الأوهد
شاد المهلب ما بنى آباؤه ** وأتى ما بناه فشادوا
شديد عليها أن يزول بناتها ** ولم تتمكن من أسها والقواعد
شيمة لا يطيق كلفتها غير ** أولي العزم والحماة الجعاد
شاعر ينظم القلائد من در ** يتيم ومن جمان نضيد
شوقي نزيل بكل قلب ** في صورة ما بها جمود
شدي حزام النسف وامضي للفدا ** والله يا بغداد يفعل ما يريد
شهدت بأنك حق أحد ** وحكمك عدل وأنت الصمد
حرف الصاد
صبرنا على غيظهم قادرين ** وكنا لهم قدرا مرصدا
صوت المؤذن ما أحلاك في وطني ** مع التواصل إيمان وتوطيد
صحت عزائمكم على ** دفع الأثيم المعتد
صنعوا جبال الثلج من أوهامهم ** فتفجر البركان وانقشع الجليد
صبي الدماء على الدماء وزمجري ** ما عاش في غاب الحياة سوى الأسود
صبوا على المحتل نار جهنم ** واستأصلوا الطاغوت والجلادا
صادق وللزمان غير ذميم ** صدقه وللزمان غير حميد
صادق الوعد صدق حر ولكن ** قد يرى وهو مخلف الميعاد
صديقي من يقاسمني همومي ** ويرمي بالعداوة من رقاني
حرف الضاد
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا ** خليفة الله بين الماء والعود
ضاقت علي الأرض بعدك كلها ** وتركت أضيقها علي بلادي
ضربوا عليك حصارهم فتحاصروا ** وإذا بهم "بغرورهم" رهن القيود
ضحكت لي الدنيا فوا ** فرحي بمقدمك السعيد
ضاقت بي الأرض الفسيحة كلها ** لما أتاني الخطب يا بغداد
ضاعت بلادي واستحل بنو العدا ** أرضي وقالوا موطن الأجداد
حرف الطاء
طار الكروز لكي يفجر خيمة ** أو منزلا فأطاح بالخل الودود
طفح الكيل فالتصبر كفر ** وطما السيل فوق هام النجود
طرف أضر بجفنه التسهيد ** وحشا تعاني قرحة وتبيد
طلعنا عليهم طلوع المنون ** فطاروا هباء وصاروا سدى
طال التقاعس والأعوام عاجلة ** والعام ليس إذا ولى بمردود
طويل نجاد السيف يبعث همه ** نيام القطى بالليل في كل مهجد
طائل النجم لا تسل ** عن غثاء وعن زبد
حرف الظاء
ظنوا سيلقون البلاد مضافة ** فإذا بأشواك لها لون الورود
ظنوا سيحترق الجليد بنارهم ** فإذا بريح الحق تجتاح النجود
ظن الجليد بأن الوعد أرجعهم ** إلى عهد يوشع أم أيام داود
ظبيات في نمرق رائعات ** ورياض نضر من السجاد
ظننت أن النوى تخفف من ** وجدي قليلا فزاد ما أجد
ظنوا ابتلاعك لقمة ** ستساغ يوما بالجحود
حرف العين
عبروه ما ابتلت سنابك خيلهم ** إلا لغسل غبار أحذية الجنود
عياش يا بغداد أفنى عمره ** كي يرتوي من دم أبناء القرود
عادوا يحوكون العداء لأمة ** حدبت عليهم وللزمان حميد
عتبي على النشء الجديد ** فهل يعي النشء الجديد
عاشوا على ترف الرشيد ** وليس منهم من رشيد
عليك بالصدق ولو أنه ** أحرقك الصدق بنار الوعيد
عيد يلون صبحه دم الشهيد ** عيد وطوق الذل يلهب كل جيد
عيد يخيم في ثناياه الأسى ** والأنة الخرساء والحلم الشديد
عاثوا فسادا في البلاد وخربوا ** وعتوا كثيرا والقوي مريد
عد للنشيد ويا حناجر رددي ** في يوم ميلاد النبي محمد
عودوا إلي القسام يسلخ من ظلام ** الليل بالأكفان مجداً للأواخر
عودوا إلي المشلول ياسين العلا ** بحماسه دارت علي البغي الدوائر
عودوا لأي مرج الزهر ولتعلموا ** أن المبادئ لا تزل إلي مكــابر
عودوا إلي يـبـنـا إلي يافا إلي ** بيسان ترقب من يزف لها البشائر
حرف الغين
غادين للموت لا يلوون أو يصلوا ** إلى سبيل من العلياء محمود
غواص فكر في كل بحر ** يصيد للشعر ما يصيد
غير أن الإيمان كان حليفا ** لقلوب الطليعة الأمجاد
غذاها البيان العذب تهمي سحابة ** وتروي النهى أنهاره والسواعد
غدروك يا أبت وتلك سجية ** يزهو بها من أوجدوا الموسادا
غدت حليمة خيرها متدفق ** إذ أحضرتك إلى الجناء الأسعد
غير مجد في ملتي واعتقادي ** نوح باك ولا ترنم شاد
حرف الفاء
فلتشتري سيف ابن زيد والمثنى ** والمهلب أو عبادة أو يزيد
فتيان قومك كم خفوا لنائبة ** في كل يوم من الأيام مشهود
فمن جريح على الراحات مضجعة ** ومن شهيد بجوف القلب ملحود
فالله يشهد والتاريخ مقترب ** فيه الصحائف من بيض ومن سود
فالأرض يعفر بالقذائف وجهها ** والجو فيه لهو لها ترديد
فكفكفي الدمع من عينيك واطرحي ** عنك الأسى لتواسي قلب معمود
فإما حياة تسر الصديق ** وإما ممات يغيظ العدى
فلسطين يفدي حماك الشباب ** وجل الفدائي والمفتدى
فلسطين تحميك منا الصدور ** فإما الحياة وإما الردى
فجرد حسامك من غمده ** فليس له بعد أن يغمدا
ففتش على مهجة حرة ** أبت أن يمر عليها العدى
فالنصر يهدي للتقاة تفضلاً ** والله لا يعلي سنام النصر فاجر
حرف القاف
قالوا حقوق الناس غاية زحفنا ** ووصية الآباء ميراث الجدود
قيل الأساة فأين منهم بلسم ** يشفي وأين المنقذ الموعود
قد حازها أعداؤهم وتجردوا ** منها كما يتجرد العنقود
قد أقسمت هذه الأيادي وما كذبت ** بالشعب لم تنحرف عنه ولم تحد
قسما بقدسك بالدماء ** المهرقات على الوهاد
قد كان نجما في الدنى ثم ارتقى ** نحو العلى حرا يسابق للخلود
قد طال بين فشاخ الصبر في كبدي ** وهزني من أنين الوجد تجديد
قالوا حبست فقلت ليس بضائري ** سجن وأي مهند لا يغمد
قمر أطلع منه المغرب ** شقوة المضنى به وهو سعيد
قد تساوى محسن أو مذنب ** في هواه بين وعد ووعيد
قسما سيجمعنا الزمان ** ونلتقي في يوم عيد
قل للوزارة جاءك الزمن السعيد ** لما أطل على رباك أبو الوليد
حرف الكاف
كثرت حوادثهم وقال كبيرهم ** الأرض عوجاء وملآى بالسدود
كيما يعيشون تحت نعل عدوهم ** ولينعموا ذلا مع العمر المديد
كم من عليل قد تخطاه الردى ** فنجا ومات طبيبه والعود
كم كان وعدك يا بلفور مشأمة ** أعوذ بالله من شؤوم المواعيد
كم بت أرقب فيك هما ينجلي ** فإذا الرزايا والنحوس تزيد
كم مرضع ناءت بجمل رضيعها ** تسعى لتنجو والنجاء بعيد
كم يحزن الحران تبقى مصفدة ** وأن يضربها ذل وتقييد
كيف الشقيقات واشوقي لها مدنا ** كأنها قطع من جنة الخلد
كبر المؤمنون فيها لثأر ** قدسي وهللوا لجهاد
كأن بوجهه لما توافت ** نجوم في مطالعها سعود
حرف اللام
لتظل نخلات العراق عزيزة ** ترنو إلى أفق السماء ولا تحيد
لتمرغ الأوحال أنف ملوكنا ** إذ ليس يحشو رأسهم غير الصديد
لا تركني لمجالس مشبوهة ** إذ ليس في غير المدافع ما يفيد
لولاك لم تحل الحياة ** ولم يطب لي مورد
لا تطلبوا شهدا بجهد بعوضة ** والسم منها في الوريد شهيد
للحق جند وللفساد حشود ** والمجد رغم القهر سوف يعود
لم يرحم الضعفاء فينا إخوة ** أفهل يصون لنا الذمام يهود
حرف الميم
مدي وهدي واستعدي للوغى ** واستنفري طاقات أحفاد الوليد
ما أقرب العودة الكبرى وأروعها ** وفوق يافا لواء النصر معقود
مهد الطفولة والأحلام كل ضحى ** على مرابعها الغناء لي عيد
من عيشك المر يا أمي وهل سنة ** تمر من غير أن ننفى من البلد
من غير أن ينفعوا في القيد كل فم ** أبى يساوم في حق ومعتقد
مشى الطريق ولم يرهب وعورتها ** وليس غير أيادي الشعب من سند
مالي أرى قسمات الوجه شاحبة ** وقد علتها جروح البؤس والوهن
ما أنت إلا درة ** في عقد مغربي العتيد
ماذا تقول إذا رأت ** ولدا لها أم الشهيد
حرف النون
نزلت جنود الله فوق رؤوسهم ** ريح وأمطار وقصف من رعود
نسي العلوج بان دولة جيشهم ** قامت قواعدها على جثث الهنود
نار بنار والهلاك لمن بغى ** والفوز كل الفوز يكتب للشهيد
نعمة أصبغت عليه من الله ** وفضل من السميع الهادئ
نامي على أهداب عيني ** إن نبا بك مرقد
نبدتهم الدنيا فضل سبيلهم ** فيها فسار في الدجى وشريد
نزحوا وخلوا جازعين ديارهم ** ولهم هنالك مطرف وتليد
نجوت من النار لا تحسبي ** أني إلى النار يوما أعود
نظرت إليها واهية العرى ** فيا ليت شعري أي شأن لها غدا
نحن جند نحن قادة ** نحن طلاب الشهادة
نيران حقد في النفوس تأججت ** أطفأتها بقوام شرع الواحد
نبني فتهدمها الرياح ** فلا نضج ولا نثور
نعيش والآلات في حركاتهم ** نقطع آمالا وزهر شباب
حرف الهاء
هولاكو يمتشق الصليب ويرتدي ** زي الفراعن مثل عاد أو ثمود
هذي فلسطين قد جاشت بوادرها ** لما تلاقين من جور وتنكيد
هي معقل دك العدو حصونه ** غدرا وكان لغدره تنهيد
هرعوا لنصرتنا وآسوا جرحنا ** ليت الجراح أزالها التضميد
هذي فلسطين الشهيدة مزقت ** من بعد ما حز الوريد
هنا حطام هنا موت هنا غرق ** هنا الشفاه التي تدعو لثأر غد
هذي فلسطين في الأقياد قابعة ** ففيم يفخر جبار وصنديد
حرف الواو
وإذا بأرحام الخيام مليئة ** بأجنة هي في المعلمات الوقود
وزنود أبناء العراق عتية ** أعتى من الطوفان تلك هي الزنود
وكتائب القسام في الأقصى هنا ** والشوق يحدوها لتقتحم الحدود
وعد علينا أن نصون عهودنا ** والحر يا بغداد لا ينسى العهود
ولترتدي حلل السواد نساؤهم ** لتذوق من كأس المرارة كل عيد
ولترتدي تاج الوقار نساؤنا ** تلك الأولى ضحين بالغالي الوحيد
والحرب محرقة الرجولة دائما ** فرق كبير بين سعد أو سعود
والنصر يا بغداد صبر سويعة ** لتعود بغداد الخلافة والرشيد
وليعلمن بأنه ضحى بهم ** من كان يدفعهم إلى الموت الأكيد
وليطلبن رجوعهم لبلادهم ** وليرجعن على نعوش في البريد
ونادى الحمام وجن الحسام ** وشب الضرام بها موقدا
وقبل شهيد على أرضها ** دعا باسمها الله واستشهدا
وزير العز والحسب ** كريم الأصل والنسب
وليسوا بغير صليل السيوف ** يجيبون صوتا لنا أو صدى
وشبيه صوت النعي إذا قيس ** بصوت البشير في كل ناد
وإني لمعط ما وجدت وقائل ** لموقد ناري ليلة الريح أوقد
وكأنها وسنى إذا نظرت ** أو مدنف لما يفق بعد
وإن تقدم ذو تقوى بصالحة ** قدمت بين يديه عبرة الندم
ويذوب إصرار الغزاة ** بعزمنا ذوب الجليد
وتردد الدنيا لعودة ** سبتتي أحلى قصيد
ويرفرف العلم المخضب ** في سمائك من جديد
حرف الياء
يمضي شهيدا من تهمم للفدا ** ويعيش ميتا من توهم بالخلود
يافا لقد جف دمعي فانتحبت دما ** متى أراك وهل في العمر من أمد
يا رسول الرشاد هاذي أغنينا ** تثير الأشجان في الأعياد
يا رسول الرشاد سال دم المجد ** على حرية الخطوب الشداد
يا من يهتفون بالأمجاد ويحكم ** أيرجع الحر للأوطان تمجيد
يا نازعين إلى عود وفي دمهم ** شوق إلى الوطن المسلوب موءود
يموت الحر فوق الخيل طعنا ** وفي اصطبلها يحيا العبيد
يا من على الجود صاغ الله راحته ** فليس يحسن غير البذل والجود
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبدا ** أسهرت مضناك في حفظ الهوى
يا لائمي في هواه والهوى قدر ** لو شقك الوجد لم تعذل ولم تلم
يا قدس مالي أرى في العين أسئلة ** على بحار من الأمواج تحملني
يا سبتتي رغم الأنوف ** ورغم عجرفة الحسود
يا قائما في داره قاعدا ** من غير معنى أو فائدة