هل أنت من عشّاق السكر؟.. إذاً أنت مدمن مخدرات!
من المعروف أن السكر يؤثر على المخ بنفس أسلوب تأثير الكوكايين؛ وتشير دراسة حديثة إلى ضرورة التعامل مع مدمني السكر بنفس أسلوب التعامل مع متعاطي المخدرات.
ويرى باحثون من جامعة كوينلاند للتكنولوجيا أن الإفراط في تناول السكر يزيد من معدلات الدوبامين على غرار المخدرات الأخرى مثل الكوكايين، وفق تقرير نشرته صحيفة الإندبندنتالبريطانية، الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2016.
وقد وجدت الدراسة أن استهلاك السكر على المدى الطويل سوف يتسبب في نهاية المطاف في انخفاض معدلات الدوبامين. ويؤدي ذلك إلى حاجة الأشخاص إلى تناول معدلات أعلى من السكر من أجل الوصول إلى نفس المعدلات وتجنب الإصابة بالاكتئاب.
ووجد الباحثون أيضاً خلال دراسة منفصلة أن تناول السكروز بصفة مستمرة يؤدي للإصابة باضطرابات الطعام ويغير من سلوكيات الأفراد.
العلاج واحد
وتذكر البروفيسور سيلينا بارتليت، أستاذة علم الأعصاب بمعهد الصحة والطب الحيوي، أن الأبحاث تشير إلى أنه يمكن استخدام عقاقير علاج إدمان النيكوتين في علاج إدمان السكر.
وقد أشارت قائلةً "ثبت أن الإفراط في استهلاك السكر يساهم في زيادة الوزن بصورة مباشرة، كما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الدوبامين الذي يتحكم في مراكز السعادة والمتعة بالمخ بأسلوب مماثل للعديد من المخدرات، مثل التبغ والكوكايين والمورفين."
وتابعت "وجدنا أيضاً أنه بالإضافة إلى زيادة مخاطر السمنة، يمكن أن تواجه الحيوانات التي تفرط في تناول السكر تبعات عصبية ونفسية تؤثر على الحالة المزاجية".
وأضافت البروفيسور بارتليت قائلة "وجدت الدراسة أن إدارة الأغذية والعقاقير قد أقرت أن عقاقير مثل الفارينكلين - وهي وصفة طبية تحمل علامة تجارية مثل عقار تشامبكس الذي يعالج إدمان النيكوتين - يمكن أن يكون لها نفس التأثير فيما يتعلق بالرغبة الشديدة في تناول السكر".
وقالت بارتليت "على غرار المخدرات الأخرى، يمكن أن يؤدي انسحاب السكروز إلى اختلال معدلات الدوبامين ويكون في نفس صعوبة الإقلاع عن المخدرات".
مثل المقامرة
وتتعارض النتائج مع بحوث سابقة مثل دراسة جامعة إدنبره لعام 2014 التي أشارت إلى أن إدمان السكر ليس إدمانا بيوكيميائياً، بل إدمان نفسي يماثل المقامرة.
وذكر العلماء أنهم لم يجدوا أي أدلة على أن الأشخاص يمكن أن يدمنوا مواد موجودة داخل الأطعمة التي نتناولها.
وأخبر الدكتور جون منزيز، الباحث في مركز علم وظائف الأعضاء التكاملي بجامعة إدنبره بأسكتلندا، هيئة الإذاعة البريطانية قائلاً "يحاول الناس إيجاد مبررات مناسبة لزيادة الوزن ويسهل إلقاء اللوم على الأطعمة".
وأضاف منزيز "ويمكن إيجاد سبل أخرى للعلاج إذا ما اعتقدنا أن هذه الحالة تمثل إدماناً سلوكياً وليست إدماناً لمادة محددة".
ومع ذلك، نشر دكتور جيمس دنيكولانتونيو عام 2015 دراسة حول مخاطر السكر، وأخبر Here & Now قائلاً "حينما تلقي نظرة على الدراسات التي يتم إجراؤها حول الحيوانات بشأن المقارنة بين السكر والكوكايين، حتى حينما يتحول الفئران إلى إدمان الكوكايين، فإن معظم تلك الفئران تميل إلى تناول السكر بمجرد تقديمه إليها".
-هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على النص الأصلي اضغطهنا.