قد تكون إحدى أهم لوحات عصر النهضة، بريشة أحد الفنانين العظام، ولكن اللوحة التي يبلغ عمرها 400 عام عثر عليها بالصدفة في "عِلِّيةٍ" منزل ريفي بفرنسا أثناء محاولة مالك أحد المنازل ترميم سقف منزله.

اللوحة وجدت في حالة جيدة، وهي تصور "يهوديتتقطع رأس الجنرال هولوفرينس من "سفر يهوديت، وقد رسمت اللوحة بين عامي 1600 و 1610، كما يقدر الخبراء. ويعتقد العديد من الخبراء أنها قد تكون من أعمال الفنان الإيطالي كرافاجيو، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديانالبريطانية، الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2016.

تم تسمية اللوحة بـ"كارافاجيو في العلية"، وقررت السلطات الفرنسية حظر تسفيرها حتى يتم البت في أمرها.
من رسمها ؟
وقد صرح خبير اللوحات إريك توركان للصحافة بأن اللوحة تقدر بـ135 مليون دولار، واصفاً إياها بأن "لها روح أعمال كرافاجيو، وهي خالية من الأخطاء، وقد رسمت بيد محترف، وتبدو أصلية"

وبينما شكك بعض الخبراء في هذا، فقد أيد نيكولا سبينوزا، المدير السابق لمتحف نابولي والخبير بأعمال كرافاجيو، رأي توركان.
في تقييم كتبه سبينوزا واطلعت عليه وكالة فرانس برس، يقول سبينوزا "يجب على المرء أن يصنف اللوحة المذكورة بأنها من أعمال الفنان العظيم كرافاجيو حتى ولم يكن لدينا دليل ملموس وقطعى على ذلك".

ويقول توركان أنه لن يكون هناك إجماع حول اسم الفنان. فقد اعتبر اثنان من الخبراء اللذين سألهما عن اللوحة أنها من أعمال لويس فينسون، الفنان الفلمنكي وتاجر التحف الذي كان على دراية بأعمال كرافاجيو. يقال أن فينسون كان يمتلك عدة أعمال للفنان الإيطالي وكان يصنع منها نسخاً.

ولكن خبيراً ثالثاً قال لتوركان أنها ليست فقط لوحة كرافاجيو ولكن أيضاً من أهم أعماله، وأن "يهوديت تقطع رأس هولوفرنيس" يجب أن تعتبر أهم لوحة اكتشفت في العشرين سنة الأخيرة لعظماء الفن.
هل هي أصلية؟
ولكن الصحيفة الفرنسية "لو كوتيديان دو لار" نشرت رأياً للخبير الفني مينا جريجوري يقول أنها ليست لوحة أصلية، رغم أنه اعترف بأنها ذات قيمة فنية عالية.

وفي تصريح لوزارة الثقافة الفرنسية، اعتبرت اللوحة من أهم أعمال كرافاجيو، وأنها لا يجب أن تغادر أرض فرنسا حيث أن التحقيقات مازالت جارية للتحقق من كونها أصلية.
منع من السفر
منع التسفير يعني أنها لن تغادر الأراضي الحدود الفرنسية لمدة 30 شهراً حتى تنتهي التحقيقات ويتمكن المتحف القومي الفرنسي من دراسة شرائها. وقد أمضى مسئولو اللوفر 3 أسابيع في دراستها.

وقد عثر على اللوحة في أبريل/نيسان 2014 في سقف منزل في ضواحي تولوز، وأبعادها 144 سم × 175 سم .

واتصل صاحب المنزل بمارك لابارد، الخبير المثمن بالمزادات، وهو شريك مقرب لتوركان. وبعد تنظيفها بالقطن والماء، تعرف على اللوحة بأنها من أعمال كرافاجيو ويرجع تاريخها للقرن السابع عشر.

فيما قام توركان بإخفاء اللوحة عن الأنظار لمدة عامين، لتنظيفها ودراستها دراسة مستفيضة، تضمنت فحص اللوحة بأشعة إكس والأشعة تحت الحمراء.