ليس كذبًا ما نشاهده في أفلام الكرتون والرسوم المتحركة عن كره القطط الشديد للماء، فبمجرد أن تتبلل القطة، تتحول من الكائن ذو الزغب اللطيف إلى حيوان يكشِّر عن أنيابه ومخالبه في سبيل الهروب من الماء. لكن لماذا هذه العدائية الكبيرة بين القط والماء؟
كره القطط للماء أمر وراثي!
وفقا للدكتور “جون برادشو”، مدير مؤسسة معهد علم الحيوان الإنساني في جامعة بريستول والمؤلف لكتاب “حس القط”، فإن الأمر يتعدى مسألة فوبيا الماء لدى القطط، ويُكمل تفسيره بأن هذا الخوف متوارث من الأجداد، حيث أن معظم قططنا المنزلية تعود أصولها إلى القط العربي الذي عاش في بيئة قليلة الماء ولم يكن للقطط العربية القديمة دراية بالسباحة. ما يجعل الماء بالنسبة للقطط أمر غريب يجب التخلص منه حتى في الوقت الحالي.
وحيث أن الطبقة الزيتية على فرو القط لا تقي من الماء بسهولة، ما يجعل التخلص من الماء والعودة إلى الجفاف أمر صعب نسبيًا. كما أن حركة القط في الماء تصبح بطيئة على عكس الطبيعة الرشيقة التي يتمتع بها.
أما الغريب فهو أن ليست كل فصائل القطط تتجنب السباحة وتكره الماء، فالقطط التي تعيش قرب المناطق المائية والشواطئ في شرق تركيا تمارس الغوص مع أمهاتهم على سبيل المثال ما يُثير الغرابة تمامًا!
ويُضيف الدكتور برادشو: (بأن ما يرعب القط في الماء ليس الرطوبة بحد ذاتها، إنما الحركة والصوت الذي يصدره صوت الماء خاصةً لو كان ينزل من صنبور).