لكل عصر وسائله وآلاته الخاصة ، وعصرنا الحالي عصر التكنلوجيا حيث أصبحنا نعتمد عليها في كل حياتنا ، وللأسف الحسابات الرقمية وجهات الاتصال وغيرها من الأمور المعلوماتية غير محمية من التهكير والاختراق .
لكن هذا ليس كل شيء فالعصر الجديد قد بدأ وهو عصر الحروب الفكرية والعقائدية ، عصر اختراق المعتقدات والأديان -بنوعيها السماوية والوضعية- وتدميرها بتشويهها ، تماماً كما يحدث عند اختراق الحسابات الشخصية وانتهاك الخصوصية الرقمية للانسان .
هذا العصر بدأ بالظهور منذ فترة ليست بالقصيرة ، فهو قد يعود الى ما قبل عقدين من الزمن ، لكن آثاره بدأت تتضح وتنتشر بشكل واضح سريع وكبير في الآونة الأخيرة -أي منذ حوالي 7 سنوات- .
إن تطور عمليات تشويه الأفكار وغسل الأدمغة أخذ يشبه عمليات التهكير الى حد كبير جداً ، بحيث أطلق البعض عليه (اختراق العقول) ، تستخدم العديد من الوسائل لاختراق العقول وزرع ما يريد المخترق في دماغ الضحية ، من هذه الأساليب ما يصلح لاختراق معتقد الضحية وكذلك اختراق أجهزته الألكترونية كالحسوب الشخصي والهاتف المحمول ، ومنها ما يصلح لخرق المعتقد الديني والفكري والعقائدي فقط وهذا أخطر لأنه مركز على جانب واحد .
أما أهم اتجاهات التهكير الدماغي :
1- طريقة منطقية موهومة : يعتمد المهاجم في هذه الطريقة على استعمال قواعد المنطق والتفكير مع توظيفها بشكل مدمر يجعل من خلالها الضحية يتوصل الى ما يريد من نتائج وفي هذه الحالة يستطيع زراعة في رأسه ما يريد من الأفكار وهذه طريقة خطرة جداً تتطلب منا التحصين الفكري والديني والعقائدي الجيد كي نحتمي منها ، وبالمناسبة نحن المثقفون أكثر عرضةً للهجوم بهذه الطريقة .
2- طريقة غير منطقية : في هذه الطريقة يتحاشى المهاجم استعمال المنطق والتفكير العقلاني ، إنما يسحب الضحية الى ما يريد بوسائل أخرى ، وهذه الطريقة تستخدم مع اللذين لا يملكون قدرة تفكيرية وليس لديهم استعداد للتحليل المنطقي -أي ذوي العاطفة أو الغضب السريع- ومن الأساليب التي تتبع في هذه الطريقة :
أ- الاثارة العصبية : حيث يتعمد المهاجم اثارة غضب الضحية بشكل يشل حركة عقله وتفكيره ثم ينهال عليه بأفكار تبدو أنها مهدئة لكن في الحقيقة هي مشحونة بأفكار هدامة تشوه ما لدى الضحية من عقيدة .
ب- المديح : هنا يستخدم المهاجم المديح لإحراج الضحية وجعله يخجل منه فيستحي رد المهاجم وبدون أن يشعر ينساق وراء ما يطرحه من أفكار .
وهناك الكثير من الطرق لا مجال لشرحها هنا .
في ختام الموضوع أنوي طرح عدد من الأسئلة :
1- هل نحن محصنون بما يكفي من الناحية الدينية والفكرية والعقائدية للوقاية من تهكير عقولنا ؟
2- ما هي وسائل الوقاية من حملات تدمير الأفكار وما طرق التحصين الفكري والعقائدي الحديثة الناجحة ؟
3- كيف نمارس دورنا كمثقفين في حماية المجتمع من عمليات تشويه الفكر وتهكير العقول ؟
أخيراً أرجو من الادارة المحترمة عدم تغيير عنوان الموضوع فقد تعمدت كتابته هكذا لجذب الأعضاء الى أمر خطير يهدد الفكر والمجتمع ، وبالمناسبة هو ليس مخالفاً للقانون لأنه لا يحتوي على معلومات حقيقية عن طرق اختراق الحسابات والمواقع أو تهكيرها بل هو مجرد تعبير مجازي للدلالة على خطورة الحالة .
مع التقدير ، حسن سعيد رضا .