التقدم التقني أمر معهود منذ قديم الزمن، فالعلوم والتقنيات تتطور باختلاف الحاجة الماسة إليها، وكما يقال أن الحاجة أم الاختراع، لذا فقد ابتكر كل شخص حاجياته سواء قديماً أو حديثاً، لكن هناك تقنيات قام أجدادنا السابقين بابتكارها والانتفاع بها ولكنها لم تعد معهودة لنا الآن، وفي بعض الأحيان لم نستطع إعادة تنفيذها أو حتى تفسيرها. في الأسطر التالية نستعرض بعض هذه التقنيات.
الزجاج المرن
ابتكار روماني يرجع تاريخه إلى بداية الجزء الأول من العام الأول بالقرن الثامن، وتزعم القصة أن هناك أحد الحرفين قد قام بابتكار نوع جديد من الزجاج المضاد للتحطّم، وظهرت خصائصه أثناء تقديم الوعاء الزجاجي الخاص بالإمبراطور الروماني يوليوس قيصر، وألقى الإمبراطور الوعاء متوقعاً تكسيره، لكنها لم تتطم، وأعيد صياغته من قبل الحرفيين الآخرين، وتعجّب الإمبراطور من ذلك الابتكار، وعندما علم الإمبراطور أن الحرفي شخص واحد فقط يعلم كل شيء أم بضرب عنقه على الفور، وفعل ذلك يوليوس قيصر لخوفه الشديد من أن يصبح هذا النوع من الزجاج أكثر قيمة من الذهب والفضة مما قد يهدد ثروات الأباطرة ويعرض ثرواته وكنوزه للخطر.
الإضاءة تحت الأرض
منطقة غامضة تقع في ظروف بيئية غامضة تحت وادي الموت في كاليفورنيا، وهي عبارة عن شبكة مذهلة وصعبة التفسير من الأنفاق والغرف، وهي من الأساطير الأمريكية الغريبة التي ظلّت تحت الأرض ولعمر يصل إلى 5000 عام، وقد أشير إليها في قصص تم مشاركتها خلال القرن العشرين، والتي يُدعى اكتشاف المنطقة حينها. زعمت القصص التي توارثتها الأجيال أنها كانت منطقة للمومياوات، والتي كان يتم حفظها في نوع عالٍ جداً من الجلود ويتم تزيينها بالذهب، بالإضافة إلى الحجر والذهب المجدول وبعض الأحجار الكريمة والمعادن النفيسه داخل هذه الغرف، وكانت هذه المنطقة مُضاءة بشكل جيد من قبل شبكة من فتحات الغاز تحت الأرض، لكن حتى يومنا هذا لم يتم إثبات شيء لكن إن تم تضمينها من ضمن تقنيات الأسلاف فحتماً ستكون أحد التقنيات المتقدمة.
الصلب الدمشقي
جسّد الصلب الدمشقي أحد التقنيات المتقدمة في شعوب دمشق والشام، والذي سُمّي على اسم مدينة من العصر الحديث، حيث تمّت تسميته بإسم “سوريا”، وقد تم استخدامه في المقام الأوّل في تصنيع السيوف، وعمل الحرفيات اليدوية الأخرى، وكان أحد الأساطير التي وصفت بصعوبة ملمسه وكونه حاد على الدوام. قيل أن السيوف التي صّنعت من هذا الصلب النادر قد تستطيع شعرة واحدة إلى نصفين من حدّة ملمسها ويتم تمييزه من مظهره السطحي الذي يشبه بصمات اليد أو موجات الماء المحفورة عليه، وحتى يومنا هذا لم يتم إنتاج مثل هذا الصلب ولم يتم تكرار هذا النجاح.
الهرم الأكبر في الجيزة
أحد عجائب الدنيا الذي تم بناؤه قبل حوالي 2500 سنة قبل الميلاد، وكانت وظيفته واضحة بحيث يكون بمثابة مقبرة لملوك مصر القديمة، لكن مع ذلك كانت هناك الكثير من البحوث المحيطة به، والعديد من النظريات الأخرى لغرضه الحقيقي، حيث تم بنائه اعتماداً على دقة حسابية بالغة وهندسية عميقة، فهناك الكثير من النظريات والاعتقادات التي تؤكد على أن هذا الهيكل الضخم لم يكن مقبرة وفقط، بل اعتقد أحدهم أن الجيزة هي بوابة العالم إلى الفضاء الخارجي من خلال بعض الظواهر الكونية المتعلقة بالهرم الأكبر وتعلقه بالأجرام السماوية، وأشار آخرون إلى أنه ساعة قديمة كان يٌقاس بها وبدقة كبيرة موقع النجوم في السماء على مدى آلاف السنين.
قيثارة ستراديفاري
ولد أنطونيو ستراديفاري في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، وهو حرفي إيطالي ابتكر وصنع العديد من الآلات الموسيقية الوترية، فقد وصلت انتاجاته إلى ما يقرب من 1000 آلة موسيقية ويتواجد نصفهم تقريباً حتى الآن، واشتهر ستراديفاري بقيثارته الغريبة التي تنتج أعلى مستويات من الجودة وأحلى الأصوات الموسيقية والتي لم ينجح أحد في تكرار نفس جودة صوت الأداة إلى الآن، وتباع قيثارته في مزاد بملايين الدولارات، عند الفحص الدقيق لهذه الأدوات باستخدام أشعة عالية من الضوء المنبعث من مسارع الجسيمات وجد العلماء سراً علمياً وراء ذلك، فقد اكشتف العلماء أن الورنيش أسفل الرسومات الخشبية من نفس المواد التي يستخدمها العلماء في الكشف عن الذرات.
المصدر
www.arageek.com