بسم الله الرحمن الرحيم
فلسفة واداب الصوم
تعتبر فريضة الصوم من العبادات السابقة لشريعة الإسلام وعند مجيء الإسلام الحنيف تبلورت هذه الطاعة على النحو المعمول به حالياً. يقول تعالى : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) أي الخطاب هنا للعالمين جميعاً.كما وتتميز هذه العبادة الشريفة كونها عبادة باطنية نوعاً ما أي عبادة بين الفرد وربه ، لذلك يمكن القول إن الصيام لا يمكن أو من البعيد بمكان أن يخالجها الرياء والسمعة إلا إذا تقصد الصائم بذلك كون العلاقة باطنية تنشأ عن قدرة كامنة لتحمل تلك المسؤولية الشريفة.وهذه العبادة لها خاصية فريدة من نوعها كونها تمنع الإنسان من بعض الأمور المباحة له شرعاً إلى وقت محدد. وهذا المنع يراد به معرفة مدى مسك الفرد لزمام نفسه أمام بعض المغريات المحللة فضلاً عن المحرمة (والعياذ بالله) ، وهي محطة لتزكية النفس وكبح الغريزة بكل أشكالها لما فيه رضا الله تعالى.إن النفس الإنسانية تميل للراحة والدعة وعدم التكلف والتقيد ببعض الأمور ، لكن الفرد الصائم يجد نفسه أمام اختبار عظيم وكبير قد يميزه عن باقي العبادات التي لا تكلف النفس كثيراً كما في الصيام من دور في كبح شهواتها (النفس) وضغط نزعاتها وتوجيه حركتها حسب إرادة الحق لا حسب الأهواء والمغريات.